شهدت منصة "إكس"، سجالاً بين قيادات في ميليشيا الحوثي، في أعقاب قرار سوريا طرد ممثلي الميليشيا من سفارة اليمن في دمشق وتسليمها للحكومة المعترف بها دولياً.
وبدأ السجال عندما نشر الإعلامي خليل العمري على حسابه في المنصة منشوراً يقول فيه: "عن إغلاق السلطات السورية للسفارة في دمشق.. تستطيع تعيين صبيانك في الأجهزة والمؤسسات الحكومية داخل إقليم الدولة، ومهما أزكمت روائح عفنهم الأنوف وتزايدت شكاوى الناس ستتجاهلها وتتهم الشاكين بالعمالة، لكن تعيينهم في سفارات يستوجب على الأقل تعليمهم الأعراف الدبلوماسية.. شوية مزريين".
ورد مدير صحيفة الثورة التابعة للميليشيا عبدالرحمن الأهنومي، على العمري بالقول: "الذي ازكم الأنوف كان نايف القانص وقد طردوه قبل أعوام.. إغلاق السفارة له أسباب تتعلق بالعلاقة السعودية السورية. السوريين طلبوا ذلك نزولا عند شروط سعودية عليهم مقابل فتح سفارتها اشترطت إغلاق سفارتنا، لم نكن نحبذ أن نقول هذا الكلام. لكن أنت وأمثالك والخبيص حقك يخلينا نوضح، أن تتحول الى ذباب ناقل لأخبار العربية، ما هو مناسب عيب".
ورد على الاتهامات ممثل الحوثيين السابق في السفارة نايف القانص، فقال: "من أزكم ريحة السفارة سابقا ولاحقا هم غلمانكم و أطفالكم الذين عبثوا فيها. أما نايف القانص فانتهت فترة عمله وسلم السفارة وكانت تحظى بمحبة واحترام الجميع وبعلاقات مميزة مع سورية ومع معظم السفارات والمنظمات، ولولاه ما دخلتم السفارة التي سلمها لكم وأنتم من ضيعها بتصرفاتكم وتجاوزاتكم للأعراف الدبلوماسية وتعيين الأطفال".
وأضاف القانص مخاطباً الأهنومي: "لا تغطي على فشلك بالكذب على الآخرين. وأريد أن أوضح غباءك وغباء من تدافع عنهم بقبح اتهامكم الآخرين. يا غبي في الأعراف الدبلوماسية أي دبلوماسي يطرد تحدد له مدة للمغادرة، ولا يحق له أن يبقى ساعة واحدة بعد انتهاء المدة في الدولة المطرود منها وكما حدث مع غلمناكم. نايف القانص مقيم بإقامة من وزارة الخارجية السورية مع عائلته ويتمتع بكل المميزات".
ودخل على الخط عبدالغني الزبيدي، والذي يعرف نفسه بأنه "باحث في الشؤون السياسية والعسكرية"، وهو مقرب من الحوثيين، فقال: "أتفق أن الغلمان كانوا وراء الفشل وأن أمورا اخرى أضيفت إلى ذلك".
ليرد عليه الأهنومي: "ليس صحيحا.. لأنهم. با يسلموا السفارة للمرتزقة وهذا دليل أن كلامك غير صحيح"، مرفقا منشورة بصورة لتصريح وزير الخارجية أحمد بن مبارك، والذي أكد فيه أن نظيره السوري أبلغه بإخراج الحوثيين من السفارة، وقال إن ذلك ثمرة للقاءات الأخيرة التي جمعت الجانبين.
لكن سفير اليمن الأسبق في بيروت لبنان، فيصل أمين أبو راس، نفى أن يكون قرار طرد الحوثيين جاء بطلب سعودي، وقال مشاركاً في السجال: "لم تطلب السعودية وأمريكا مغادرة الجماعة وقد رفعت من قائمة الإرهاب، وفي (هناك) حوار معها ومع السعودية".
وأضاف: "سوريا تقول موقف السعودي فعليا لم يتبدل كما لا ضرر من بقاء الجماعة في دمشق لو لم يكن هناك مخالفات حقيقية تضر بالأمن السوري وتخل بالأعراف، وأكيد مع بوادر تسوية كله سيتبدل ويعود لطبيعته".
وعينت ميليشيا الحوثي نايف القانص، ممثلاً لها في دمشق في العام 2016، عقب انقلاب جماعته وسيطرتها على الدولة، مستغلة أن الحكومة اليمنية كانت قاطعت النظام السوري في العام 2011، ردا على المجازر التي ارتكبها نظام الأسد ضد شعبه.
وأواخر العام 2020 عينت الميليشيا عبدالله صبري خلفاً للقانص، والذي غادر دمشق قبل أسبوع الى بيروت بحجة العلاج، لكن مصادر مطلعة أكدت أنه غادر بعد طلب السلطات السورية إخلاء السفارة.
وخلال السنوات الماضية نشرت تقارير عدة عن فساد قيادات الميليشيا المعينين في السفارة بدمشق، حيث سبق أن نهب المشرف الحوثي على السفارة ياسر المهلهل والذي يعد بمثابة الرجل الأول فيها وضابط الأمن الوقائي الحوثي عمار إسماعيل تبرعات بقيمة مليون دولار لإغاثة متضرري الزلزال الذي ضرب شمال سوريا، وجمعت من حلفائها في إيران وصنعاء والبحرين، بحسب مصادر إعلامية.
إضافة إلى ذلك ما نشره المصدر أونلاين في ٢٠ مارس ٢٠٢٢، من وثائق تفيد بقرار جامعة دمشق فصل المسؤول الحوثي وطالب الدكتوراه في طب الأسنان معتز القرشي، والذي يعمل ملحقاً طبياً في السفارة، بسبب قيامه باستلال (سرقة) أطروحة الدكتوراة التي قدمها للجامعة.
ويوم أمس الأربعاء، أعلن وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك أن نظيره السوري فيصل المقداد، أبلغه باتخاذ قرار تسليم سفارة اليمن في دمشق للحكومة الشرعية، مضيفاً أن "هذا الأمر جاء ثمرة لقاءاتنا الأخيرة مع الأشقاء السوريين في مصر والسعودية".
وعن الإجراء الحكومي المنتظر أكد الوزير اليمني لـ"اندبندنت عربية" أنهم "مستعدون فوراً لتعيين بعثة دبلوماسية هناك في الفترة المقبلة".