الولايات المتحدة أضاعت وقتا ثمينا للوقاية من مرض الالتهاب الرئوي الجديد الناجم عن فيروس كوفيد 19
بفضل الجهود الكبيرة والدؤوبة، استغرقت الصين أكثر من شهر فقط للسيطرة على تفشي مرض الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كوفيد 19. وتشير البيانات إلى أنه في اليوم التاسع من هذا الشهر، انخفض عدد الحالات المؤكدة في ووهان إلى أقل من 20 حالة للمرة الأولى؛ وباستثناء ووهان، لم تسجل في هوبي حالات مؤكدة جديدة لمدة 5 أيام متتالية؛ وفي مقاطعات خارج هوبي، لم تكن هناك حالات مؤكدة محلية جديدة لمدة 3 أيام متتالية. ولكن في الولايات المتحدة باعتبارها واحدة من أكثر البلدان تقدما في المجال الصحي في العالم، يستمر عدد الحالات المؤكدة في الزيادة. اعتبارا من الساعة 19:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة في اليوم التاسع من الشهر الجاري، أعلنت أكثر من 30 ولاية في الولايات المتحدة حالات مؤكدة، و10 ولايات حالة طوارئ، وما مجموعه 704 حالة مؤكدة على الأقل مع 26 حالة وفاة. من الواضح أن حكومة الولايات المتحدة "بطيئة" في مواجهة تفشي المرض. حيث صرح مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية السابق لشؤون آسيا والمحيط الهادئ كيرت كامبل: "لقد أتاحت لنا الإجراءات الصينية الصارمة وقتا ثمينا لمكافحة المرض، لكنني غير متأكد هل استثمرنا هذا الوقت بفعالية؟" وظهرت في الولايات المتحدة العديد من المشكلات في إصدار بيانات عن (فيروس كوفيد 19 ) وضمان توفير المواد الطبية، ونشر موارد الطوارئ. على سبيل المثال، أعلنت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة مؤخرا أنها ستتوقف عن نشر عدد الاختبارات الوطنية وعدد التشخيصات المؤكدة في مختلف الولايات. أين المبادئ "المفتوحة والشفافة" من قبل بعض السياسيين الأمريكيين؟ هذا لا يشبه ما يجب أن تفعله دولة متقدمة في نظام الصحة العامة. في الوقت نفسه، ظهر تناقض الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة تجاه المرض مع حجم التمويل للوقاية من فيروس كورونا الجديد، وأصبح الوضع أداة للنزاعات الحزبية. مع التركيز على السؤال الرئيسي "كم عدد مجموعات الاختبارات المتاحة"؟ الجواب الذي قدمته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يختلف جدا عن جواب وزارة الصحة والخدمات العامة. تم الكشف عن ظاهرة الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة والتناقضات النظامية العميقة الجذور بسبب وضع الفيروس، والتي أدت إلى حقيقة هي: فهم الرأي العام الأمريكي أن فهم وإدراك خطر الفيروس التاجي الجديد قد اختلف من قبل الأحزاب، مما أعاق دون شك الوقاية منه والسيطرة عليه. ومواجهة للحقائق، فإن وسائل الإعلام الغربية التي أدانت في وقت سابق التدابير الصينية في مكافحة الفيروس بدأت انتقاد الحكومة الأمريكية بتضييع الفترة الذهبية في احتواء انتشار فيروس كورونا الجديد، على سبيل المثال، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن طرق الحكومة الأمريكية المتعلقة بمواجهة الفيروس خلطت عتامة المعلومات والدعاية السياسية وعدم الكفاءة وبدون قيادة. وقال بروس ايلوارد، المستشار رفيع المستوى للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية مؤخرا للإعلام بعد تفقده للصين لمدة 9 أيام إن "أكثر ما سمعته عندما بقيت في الصين هو إنقاذ الناس، إنقاذ الناس، إنقاذ الناس!" إن هذه هي نطقة انطلاق الحكومة الصينية في الوقاية من الفيروس والسيطرة عليه كما أنها مصدر الأداء الكامل للمزايا المؤسسية في الصين. ومع استمرار زيادة عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد، قال بروس ايلوارد إنه كان يتلقى المزيد والمزيد من المكالمات الهاتفية، وسأله الكثير من الناس، "ماذا فعلت الصين؟ ماذا يجب أن نفعل؟" وكانت إجابته هي "طريقة الصين لمكافحة المرض يمكن نسخها، لكن الأمر يتطلب السرعة والمال والخيال والشجاعة السياسية". وفي مواجهة خطر انتشار الفيروس بشكل مستمر، لا نعرف ما إذا كان يمكن للولايات المتحدة أن تظهر مثل هذا الخيال والشجاعة في المستقبل؟