سرد الصحفي المعروف فتحي بن لزرق، الوقائع التي عاشها أبناء عدن، خلال عام 2015.
وقال في منشور رصده " يمني بوست " قبل قليل، على صفحته بموقع فيسبوك " سقطت كل مؤسسات الدولة الرئيسية بيد الحوثيين وفرضوا حصارا مطبقا على المدينة من ابين ولحج وعمران غربا".
وأضاف " وخلال الشهر الاول والثاني كانت المناطق تتساقط تباعا بيدهم".
وتابع رئيس تحرير صحيفة عدن الغد قائلاً "تعطل الميناء وسيطر الحوثيين على المطار و البنك المركزي وزارة الكهرباء بالمعلا ديوان المحافظة ووزارة المالية وغيرها".
وأشار إلى أن الحوثيون فرضوا حصارا حتى على الاغذية والخضار ولم يكن يدخل الا القليل منها الى عدن".
وهذا نص المنشور :
#حكاية_عدن
في هذا المنشور سأتحدث عن وقائع عاشها كل الناس.
الزمان ٢٠١٥. المكان:مدينة عدن.
في ٢٠١٥وتحديدا بشهر مارس اندلعت الحرب في عدن.
سقطت كل مؤسسات الدولة الرئيسية بيد الحوثيين وفرضوا حصارا مطبقا على المدينة من ابين ولحج وعمران غربا. وخلال الشهر الاول والثاني كانت المناطق تتساقط تباعا بيدهم.
تعطل الميناء وسيطر الحوثيين على المطار و البنك المركزي وزارة الكهرباء بالمعلا ديوان المحافظة ووزارة المالية وغيرها.
فرض الحوثيون حصارا حتى على الاغذية والخضار ولم يكن يدخل الا القليل منها الى عدن.
كيف كانت الحياة في عدن يومها؟ للاسف كانت افضل مما هي عليه اليوم. ماتبقى من قيادات قادت المعركة بجدارة وكفاءة منقطعة النظير.
انقسمت هذه القيادات الى ٣ اقسام. قاد نايف البكري ومحمد مارم واخرين مسؤولية ادارة السلطات ومتابعة الرواتب وتوفير الوقود للكهرباء والاشراف على المقاومة.
الشهيد علي ناصر هادي والشيخ هاني بن بريك وجعفر محمدسعد وقطاع طويل من الاسماء اهتموا بالجانب العسكري ورفدوا الجبهات بالسلاح والرجال.
القاضي فهيم الحضرمي وعدنان الكاف واخرين انخرطوا في ائتلاف عدن للاغاثة وانجزوا جهد جبار من شقة معهد صغير بالمنصورة.
واسالوا عدنان الكاف متى كانوا ينامون؟ هذه حقائق للتاريخ لايمكن انكارها او تجاهلها.
عشناها جميعاً ونتذكرها. ويومها لم يساعدهم لا تحالف ولا منظمات دولية ولا غيرها.
ما الذي انتجته كل هذه الجهود؟. نجح نايف ورفاقه في الحفاظ على ماتبقى من المؤسسات وشغلوا الكهرباء والمياه لكل المناطق وكانت الكهرباء يومها تشتغل ٣ساعات تشغيل مقابل ساعتي انطفاء بينما كان ٧٠٪من المحطات معطلة وتحت سيطرة الحوثيين.
نجح علي ناصر هادي والشيخ هاني وجعفر محمد سعد ورفاقهم في انجاز انتصارات على الارض.
نجح القاضي فهيم الحضرمي ورفاقه في توفير الاغاثة لكل بيت.
تصدقوا انهم كل اسبوع كانوا يعقدون مؤتمرا صحفيا اما في كلية العلوم الادارية او في مقر شركة انماء لكي يقولون للناس ما انجزوه وماتحقق.
كانت ملحمة عظيمة عنوانها القيادة الناجحة مصدر النصر والنجاح.
قيادة بلا بنك. بلا ايراد ريال واحد بلا ميناء. بلا مطار بلا مؤسسات. ونجحت في مدينة محاصرة بلا ايراد والقصف من كل جانب.
نجي للوضع في عدن اليوم.. ايش القصة؟
ايش حاصل؟
القصة ومافيها الدولة بلا ادارة وبلا قيادة في عدن.
مؤسسات الكهرباء بلا قيادة. المياه ايضا.
السلطة المحلية بلا قيادة. انت اسقطت الدولة وطردت مسؤوليها اذا قم بمهامهم.
لايوجد في العالم اجمع وزارة بلا وزير ولا مؤسسة بلا مدير.. بالبلدي كدا نخاطبكم.
انت لو عندك كشك خضار وغبت عنه يوم ستأتي اليوم التالي ولن تجده. مابالك بدولة ومؤسسات..
الكهرباء المياه الاتصالات الايرادات اليوم افضل حالا من وضع الحرب بالف مرة لكن المؤسسات تفتقد الى القيادة.
اسقطت الدولة قم بمهامها الناس لن تأكل شعارات فارغة وحديث عن مؤامرة كونية.
الهدرة دي بلها واشرب ميتها.
واذا ماعندك قل انا مش قادر.
ماعندي القدرة وستتفهم الناس الوضع. اما اختلاق الاعذار والاوهام فانت هنا تسقط نفسك.
انت تحفر قبرك بيدك ولن يسقط فيه سواك.
هذه القصة بمختصر مفيد.
عدن بحاجة الى رجال دولة. فتحي بن لزرق
٣١مايو ٢٠٢٠