بدأت جمهورية روسيا الاتحادية تدخلا رسميا ومباشرا، في الحرب الدائرة بقطاع غزة المحاصر في فلسطين، لوقف العدوان الغاشم الذي يشنه جيش كيان الاحتلال الصهيوني لليوم العاشر على غزة ومليوني فلسطيني محاصرون داخل القطاع، بعد قطع الكيان الكهرباء والمياه والوقود، عنهم.
وعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباحثات هاتفية مع نظرائه في سوريا بشار الأسد وإيران إبراهيم رئيسي وفلسطين محمود عباس ومصر عبد الفتاح السيسي، لمناقشة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حسبما أفاد المكتب الصحفي للكرملين.
وفقا لبيان صادر عن الرئاسة الروسية (الكرملين) فإنه "خلال جميع المحادثات، كان التركيز الرئيسي على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المتصاعد بشكل حاد". وابدى الرئيس بوتين "مخاوف من تصاعد الصراع الى حرب اقليمية مفتوحة".
منوها إلى أن "الرئيس الروسي بوتين استمع إلى آراء وتقييمات زملائه الذين أكدوا على خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة وضرورة رفع الحصار عن القطاع لتوفير الإمدادات العاجلة من الأدوية والمواد الغذائية والسلع الحيوية الأخرى".
وأفاد بيان الكرملين أن الرئيس الروسي، وصف العنف ضد المدنيين في الصراع بالشرق الأوسط بأنه غير مقبول، وقال البيان: "من جانبه، أكد فلاديمير بوتين على عدم مقبولية أي شكل من أشكال العنف ضد المدنيين". حسب وكالة سبونتيك.
مضيفا: "أشار الرئيس [بوتين] إلى أن روسيا تتعاطف بشدة مع جميع الضحايا وأقارب وأصدقاء الذين قتلوا بالمواجهة المسلحة، ومستعدة لتقديم المساعدة الإنسانية، وأكد استعداد روسيا الاتحادية للعمل على تسوية سريعة في الشرق الأوسط".
وتابع بيان الرئاسة الروسية (الكرملين)، قائلا: إنه خلال المباحثات "تم التأكيد على التزام الجانب الروسي بتنسيق الجهود مع كافة الشركاء ذوي التوجهات البناءة من أجل وقف الأعمال العدائية وتحقيق استقرار الوضع في أسرع وقت ممكن".
مشيرا إلى توافق الرئيس الروسي وزعماء الشرق الأوسط على ضرورة إقرار هدنة إنسانية في المنطقة. و"كان هناك إجماع على ضرورة وقف مبكر لإطلاق النار وإقامة هدنة إنسانية لتقديم المساعدات العاجلة". وفق ما نقلته وكالة الانباء الروسية.
وقال بيان الرئاسة الروسية (الكرملين): إن "هذا بالضبط ما ورد في مشروع القرار الذي قدمته روسيا إلى مجلس الأمن الدولي بشأن إعلان هدنة إنسانية فورية". موضحا أن "مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن، متوازن وغير مسيس".
إلى ذلك، وصوت مجلس الأمن الدولي على مشروعي قرارين بشأن الكيان الإسرائيل وقطاع غزة. واقترحت روسيا تعديلين على مشروع القرار المقدم من البرازيل بإدانة الهجمات العشوائية على غزة. ودعت إلى وقف إطلاق النار، فورا من الجانبين.
وقالت البعثة الدائمة لجمهورية روسيا الاتحادية بمجلس الامن الدولي، في احاطة صحفية: إن "مشروع قرار روسيا بشأن الشرق الأوسط يلبي احتياجات سكان غزة بشكل أفضل من القرار البرازيلي ولا يحتوي على تقييمات سياسية". حسب تأكيدها.
إلى ذلك، تشهد الاراضي العربية المحتلة في فلسطين، منذ فجر السبت الفائت، تطورات متسارعة ومذهلة قلبت الموازين عالميا، وتنذر بحرب عالمية، عقب اطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الاقصى" المتواصلة، ردا على اعتداءات جيش الاحتلال الصهيوني.
وانحازت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والمانيا بالكامل للكيان الاسرائيلي، وأدانت عملية المقاومة الفلسطينية، وأعلنت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) عن إصدار اوامر بتحرك حاملتي طائرات امريكيتين في سياق الدعم العاجل للكيان الصهيوني الاسرائيلي.
في المقابل، أعلن الرئيس الروسي، الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق، عن رفض موسكو التدخل العسكري من جانب الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا، مؤكدا أن أي مشاركة عسكرية امريكية وبريطانية في الصراع الدائر، سيضطر روسيا للتدخل عسكريا.
وأعلن متحدث القيادة المركزية الأميركية إن "قوات بلاده المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة تراقب الفصائل المتحالفة مع إيران و"التي من المحتمل أن تفتح جبهات جديدة هناك" بعد عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني الاسرائيلي.
كما أعلن وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن: إن "الدعم الأميركي لإسرائيل راسخ، وإن واشنطن ستتأكد من امتلاك إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها". مضيفا: إن "أميركا عززت أسراب الطائرات المقاتلة الأميركية في الشرق الأوسط، وعلى استعداد تام لنشر أصول إضافية إذا لزم الأمر".
وكانت قيادة ايران وحزب الله في لبنان أكدتا انهما ستتدخلان عسكريا حال التدخل العسكري الامريكي وفي حال لم يتوقف العدوان الاسرائيلي، وبالمثل زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، أعلن رسميا، المشاركة في معركة "طوفان الاقصى" وإسناد المقاومة الفلسطينية ماليا وبـ "الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة".
وتتواصل سياسيا التنديدات العربية للتصعيد الجاري في فلسطين، واتفقت بيانات معظم الدول العربية المعلنة في "الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بينما انضمت الامارات رسميا إلى الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والمانيا ودول أوروبا في ادانة المقاومة الفلسطينية وأسر رهائن اسرائيليين.
يشار إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية كتائب القسام التابعة لحركة حماس، وسريا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وألوية صلاح الدين، وغيرها من فصائل المقاومة؛ أطلقت فجر السبت، عملية "طوفان الاقصى" بإطلاق 5000 صاروخ وقذيفة، ردا على اعتداءات قوات كيان الاحتلال الصهيوني على القدس والمسجد الاقصى.