صعقت قيادات من الصف الاول في "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، هيئة رئاسة المجلس بإعلان استقالاتها وتضمين بيانات اعلانها كشف خفايا صادمة، دفعتهم إلى المسارعة في اعلان الاستقالة والانسحاب، وُصفت بـ "الفضائح المخزية والمدوية للمجلس الانتقالي".

ونشر نائب رئيس الهيئة التنفيذية لـ "المجلس الانتقالي" في محافظة شبوة، عقيل سعيد صالح با حميد، اعلان استقالته، لأسباب ارجعها إلى "الاختلالات المالية الحاصلة" و"اختلالات احدثها رئيس الهيئة التنفيذية للانتقالي بشبوة"، و"العراقيل من رئيس القيادة المحلية للانتقالي".

كما نشر رئيس الدائرة التنظيمية في "المجلس الانتقالي" بمحافظة شبوة، سيلان محمد حنش الباراسي، اعلان استقالته وانسحابه من المجلس، مسببا قرار الاستقلالة بما سماه "الفشل الذريع لقيادة المجلس الانتقالي في توحيد البيت الشبواني والاختلاسات المالية حاليا لقيادة المجلس".

جاءت استقالة باحميد وحنش عقب اقل من اسبوعين على اعلان عضو هيئة رئاسة "المجلس الانتقالي" عقيل العطاس استقالته وانسحابه من المجلس، لأسباب أرجعها في بيان اعلان استقالته، إلى عنصرية ومناطقية وشمولية "الانتقالي" وتسلط الفرد بقراراته، وعلاقته المختلة بالتحالف.

وقال العطاس في تدوينات نشرها على حسابه بمنصة التدوين المصغر إكس (تويتر سابقا): "لمن يسأل: أبتعدت عن الانتقالي منذ ٣ سنوات والآن لم يعد لي أي علاقة به للأسباب الآتية: "تهميش حضرموت وإقصائها من مصدر القرار، وسيطرة وتسلط الفرد والمناطقية والشمولية".

مضيفا الى اسباب استقالته ادانة قيادة "الانتقالي" بممارسات عدائية وعنصرية وتسلطية، ذكر منها: "محاولة جر حضرموت إلى الحرب والصراع، وعدم وقوفه على مسافة واحدة بين دول التحالف". في اشارة إلى ارتهان "الانتقالي" الكامل للإمارات وأجندة اطماعها ضد السعودية.

وتابع العطاس: إن مجلس حضرموت الوطني جاء ليحقق للحضارم عزتهم وكرامتهم وتطلعاتهم وتكون حضرموت سيدة قرارها. ومع السعودية نحو السلام والاستقرار، وأن يمثل حضرموت في التسويات القادمة ابنائها. كل حضرموت بأطيافها ومكوناتها مع مملكة الخير في سفينة واحدة".

مؤكدا بختام اعلان استقالته من هيئة رئاسة "المجلس الانتقالي" بإشهار تأييده المكونات السياسية والقبلية والمجتمعية لحضرموت ورفضها هيمنة "الانتقالي" ومساعيه إلى اتباعها لوصايته وسيطرة مليشياته، بنشر هاشتاقي: ‎#السعودية_سنداً_لحضرموت ‎#ستنتصر_حضرموت .

ويتواصل تصعيد "الانتقالي" منذ استطاعت السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلامه ومن ورائه الامارت في السيطرة على حضرموت، وتمكنها من محاصرة "الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته بالانفصال، ويفضيان إلى انهياره واجندته ومن ورائها الامارات.

تأتي هذه الاستقالات، امتدادا لإعلان عشرات القيادات من مختلف المحافظات الجنوبية، الشهر الفائت، انسحابها من "الانتقالي"، بوصفه "شموليا اقصائيا" ومشروعه "قروي مناطقي لتنفيذ مخططات دول اجنبية". مؤكدين أن "الانتقالي يتاجر بقضية الجنوب لبناء امبراطوريات مالية بعواصم الدول".

ينهج "المجلس الانتقالي"  منذ تأسيسه بتمويل من ابوظبي في مايو 2017م، في سعيه للسيطرة على جنوب البلاد وفرض انفصاله بقوة سلاح مليشياته، سياسة الاقصاء والقمع للمختلفين معه، والتفكيك للمكونات الجنوبية، ويطبق النهج الشمولي للحزب الاشتراكي اليمني، ابان توليه حكم جنوب البلاد.

وتترافق الاستقالات الجديدة، مع سخط جنوبي يتصاعد، على إبلاغ رئيس "الانتقالي" عيدروس الزُبيدي، السفير الامريكي باليمن، الاحد، موافقته على التطبيع مع الكيان الصهيوني، في سياق احتجاجه على دعم أمريكا للجيش الوطني لتأمين الملاحة والتصدي للتهديدات الحوثية بقصف صاروخي ضمن معركة "طوفان الأقصى".

جاءت هذه التطورات بالتزامن مع اعلان متحدث القيادة المركزية الأميركية إن "قوات بلاده المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة تراقب الفصائل المتحالفة مع إيران و"التي من المحتمل أن تفتح جبهات جديدة هناك" بعد عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني الاسرائيلي فجر السبت الفائت.

من جهته، سبق أن أعلن وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن إن "الدعم الأميركي لإسرائيل راسخ، وإن واشنطن ستتأكد من امتلاك إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، مضيفا أن أميركا عززت أسراب الطائرات المقاتلة الأميركية في الشرق الأوسط، ووزارة الدفاع الأميركية على استعداد تام لنشر أصول إضافية إذا لزم الأمر".

وكان زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، أعلن رسميا، الثلاثاء الفائت، المشاركة في معركة "طوفان الاقصى" وإسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ماليا وبـ "الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، اذا تدخلت امريكا عسكريا بشكل مباشر في المعركة" حسب قوله. في اشارة لاستهداف البحرية الامريكية.

وتشهد الاراضي العربية المحتلة في فلسطين، منذ فجر السبت الفائت، تطورات متسارعة ومذهلة قلبت الموازين عالميا، وتنذر بحرب عالمية، عقب اطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الاقصى" المتواصلة، ردا على اعتداءات جيش الاحتلال الصهيوني.

في المقابل، أدانت الولايات المتحدة عملية المقاومة الفلسطينية، وأعلنت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) عن صدور قرار الرئيس الامريكي جو بايدين بتقديم الدعم العسكري العاجل للكيان الاسرائيلي، وإصدار اوامر بتحرك حاملة طائرات امريكية في سياق هذا الدعم العاجل.

وتتواصل سياسيا التنديدات العربية للتصعيد الجاري في فلسطين، واتفقت بياناتها المعلنة في "الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بينما انضمت الامارات رسميا إلى الولايات المتحدة الامريكية  ودول أوروبا في ادانة المقاومة الفلسطينية.

يشار إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية كتائب القسام التابعة لحركة حماس، وسريا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وألوية صلاح الدين، وغيرها من فصائل المقاومة؛ أطلقت فجر السبت، عملية "طوفان الاقصى" بإطلاق 5000 صاروخ وقذيفة، ردا على اعتداءات قوات كيان الاحتلال الصهيوني على القدس والمسجد الاقصى.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية العربية والدولية عبر Google news