كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” التابعة للمخابرات السعودية عن تجاوب الرياض مع مطالب حكومة صنعاء من أجل التوصل إلى حل للصراع.
ورصد موقع “يمن إيكو”، الأربعاء، مقابلة أجرتها الصحيفة السعودية مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني، تم تخصيص الجزء الأكبر منها للحديث عن “تطورات السلام” و”الجهود التي تبذلها السعودية” في هذا السياق.
ونقلت الصحيفة التابعة للمخابرات السعودية عن البحسني قوله إنه “يجري دراسة خارطة طريق تدعمها المملكة وأميركا وأوروبا والعالم كله، وعندما يتم الاتفاق عليها ستمضي الأمور إلى الأمام”.
وأضافت أن “من أبرز ملامح خريطة الطريق، بحسب البحسني: وقف إطلاق النار، وتطبيع الأوضاع، وفتح الطرقات لتيسير مرور المواطنين بكل سهولة، وفتح المطارات والموانئ”
وتتوافق هذه النقاط مع معظم المطالب المعلنة من قبل صنعاء (باستثناء مطلب صرف المرتبات)، وهو ما يشير بوضوح إلى توجه سعودي للتجاوب مع تلك المطالب، خصوصا وأن البحسني أكد بشكل صريح دعم المملكة لخارطة الطريق، إضافة إلى حقيقة إعلانها بشكل حصري عبر الصحيفة التابعة للمخابرات السعودية.
ويرى مراقبون أن نقل هذا الإعلان على لسان نائب رئيس مجلس القيادة، يأتي بهدف خلق انطباع عن وجود تفاهم مع الحكومة اليمنية على خارطة الطريق، وتقديم السعودية كوسيط.
هذا أيضا ما أشارت إليه بوضوح تصريحات البحسني التي تضمنتها المقابلة، حيث قال إن: “مجلس القيادة الرئاسي يواكب كل التطورات بشأن السلام” وأعلن عن “إنشاء وفد تفاوضي” للحكومة اليمنية، متحدثا عن “تنسيق سعودي على قدم وساق وعلى مستوى رائع جداً وحثيث، للدفع نحو السلام” حسب تعبيره.
وتتناقض هذه التصريحات مع ما أكده نائب رئيس مجلس القيادة، عيدروس الزبيدي، في وقت سابق لصحيفة “الغارديان” البريطانية، حول عدم معرفة الحكومة اليمنية بتفاصيل المفاوضات السعودية مع حكومة صنعاء، حيث قال إن الحكومة “لا تعرف ما يدور إلا من الأخبار”.
ولا تنسجم تصريحات البحسني أيضا مع تأكيدات سابقة متكررة من جانب الحكومة اليمنية على ضرورة اعتماد “المرجعيات الثلاث” في أي حلول قادمة، فهذه المرجعيات تتضمن تسليم سلاح حكومة صنعاء وانسحابها، وهو ما لا تعتمد عليه خارطة الطريق المعلنة.
هذا التناقض يشير- بحسب مراقبين- إلى أن تصريحات البحسني للصحيفة السعودية جاءت فقط بهدف تقديم القرار السعودي بالتجاوب مع مطالب صنعاء كقرار اتخذته الحكومة اليمنية تحت مظلة الوساطة السعودية.
ويأتي الكشف عن خارطة الطريق المتوافقة مع مطالب حكومة صنعاء، بعد أيام من إعلان الأخيرة على لسان مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الحاكم، عن استيائها من “مماطلة التحالف في تنفيذ إجراءات بناء الثقة”.
كما يأتي الكشف عن خارطة الطريق بعد أيام من حديث وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن عن “فرصة غير مسبوقة للسلام في اليمن”، حيث ربط بلينكن هذه “الفرصة” بالتطورات الجديدة في الشرق الأوسط، في إشارة إلى معركة “طوفان الأقصى” التي أعلن قائد “أنصار الله” الاستعداد للمشاركة فيها عسكريا بشكل مباشر، ما جعل مراقبين يرجحون أن حديث الوزير الأمريكي جاء من باب مساومة صنعاء بالسلام لمنعها من التدخل في فلسطين.