تبنت جماعة الحوثي الانقلابية، رسميا، وعلى لسان ناطقها الرسمي ورئيس وفدها التفاوضي، إطلاق مسيرات دعم وإسناد الشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة، بمواجهة عدوان كيان الاحتلال الاسرائيلي، المتواصل لليوم الرابع عشر على التوالي.
أعلن هذا المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام، بمنصة "إكس"، قائلا: "حشود جماهيرية كبرى وحضور استثنائي في تظاهرة (التعبئة والاستنفار إسنادا للشعب الفلسطيني وللمجاهدين في غزة) في العاصمة صنعاء 1445هـ".
وصدر منتصف ليل الخميس، اول تعليق من جماعة الحوثي، على اعلان وزارة الدفاع الامريكية والكيان الاسرائيلي، اعتراض هجوم واسع شنته الجماعة الخميس على الكيان، عبر البحر الاحمر، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة.
وأعلنت الولايات المتحدة الامريكية، ليل الخميس، تفاصيل جديدة ومثيرة عمَّا سمته "اعتراض هجوم للحوثيين على اسرائيل"، كاشفة عن مصدر الهجوم ووجهته ومساره، وعدد الصواريخ ونوعها والطائرات المسيرة، التي أكدت اعتراض عدد منها.
وفي وقت سابق، من مساء الخميس، أذاعت "القناة 13" الإسرائيلية، في خبر عاجل نبأ تعرض الكيان الاسرائيلي لهجوم صاروخي، قالت إن "التقديرات الإسرائيلية تشير إلى يقين بأن صواريخ الحوثيين كانت متجهة إلى إسرائيل".
وقالت هيئة البث الاذاعي الاسرائيلية: إن "خمسة من الصواريخ التي انطلقت من اليمن كانت متجهة إلى اسرائيل"، في اشارة إلى أن عدد الصواريخ أكبر. متحدثة عن اعتراض قرابة 20 طائرة مسيرة مفخخة أطلقت ضمن الهجوم".
لكن قناة "i24" الاسرائيلية، أعلنت: إنه "تم اعتراض صاروخ من السعودية و3 صواريخ من المدمرة الامريكية وتبقى واحد لم يعثر عليه. بينما أنطلقت 15طائرة مسيرة من اليمن تم اعتراض بعضها باستخدام الحرب الالكترونية".
وفي حين يشي هذا الاعلان بأن هناك صواريخ وطائرات لم يجر اعتراضها، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: إنّ "مسؤولين إسرائيليين يؤكدون بأنّ عددًا من الصواريخ حوالي 2-5 انطلقت من اليمن واستهدفت إسرائيل".
من جهتها، نقلت شبكة "سي إن إن" الاخبارية الامريكية في تغطيتها للحدث، عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن "سفينة تابعة للبحرية الأمريكية اعترضت مقذوفات عدة بالقرب من سواحل اليمن". دون أن تحدد عددها على وجه الدقة.
وذكرت القناة الامريكية نقلا عن أحد المسؤولين إن "الصواريخ أطلقها مقاتلو الحوثي المدعومون من إيران، وتم اعتراض اثنين إلى ثلاثة صواريخ، بحسب المسؤول الثاني". مؤكدة ما بثته وكالة "رويترز" البريطانية للأنباء بهذا الشأن.
يأتي هذا بعدما كان زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، أعلن في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" المشاركة بمعركة "طوفان الاقصى" واسناد المقاومة الفلسطينية بالمال و"كل الممكن فعله، وحتى الصواريخ والطائرات المسيرة".
وتعلل الحوثي بافتقاد طريق لايصال مقاتلين لفلسطين، وقال: "لكن مهما كانت العوائق، لن نتردد بفعل الممكن،.. إذا تدخَّل الأمريكي بشكل عسكري مباشر، نحن مستعدون للمشاركة، حتى على مستوى القصف الصاروخي، والمسيَّرات، والخيارات العسكرية، وعلى تنسيقٍ تام في هذا مع إخوتنا في محور الجهاد والمقاومة".
جاءت هذه التصريحات من جماعة الحوثي ردا على مطالبات سياسيين يمنيين في صفوف الشرعية، بينهم الشيخ حميد الاحمر، لها بإسناد المقاومة الفلسطينية بموجهة العدوان الصهيوني الغاشم، وتقديم دعم يتجاوز التظاهرات التضامنية والتبرعات المالية، الى اسناد عسكري مباشر.
وقررت قيادة وزارة الدفاع وهيئة الاركان الامريكيتين، في اطار التفاهمات المبرمة بين رئيس هيئة الاركان صغير بن عزيز، بشأن دعم الجيش الوطني؛ نشر طائرتي إيواكس ومنصات صواريخ باتريوت، لتعزيز منظومة الدفاع الجوي في اليمن وتأمين الملاحة الدولية على ضوء تطورات غزة والتهديدات الحوثية بالقصف الصاروخي.
جاءت هذه الاتفاقات بالتزامن مع اعلان متحدث القيادة المركزية الأميركية إن "قوات بلاده المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة تراقب الفصائل المتحالفة مع إيران و"التي من المحتمل أن تفتح جبهات جديدة هناك" بعد عملية "طوفان الأقصى" التي اطلقتها المقاومة الفلسطينية، فجر السبت 7 أكتوبر الجاري.
وكانت قيادة ايران و"حزب الله" في لبنان أكدتا في وقت سابق، أنهما ستتدخلان عسكريا حال التدخل العسكري الامريكي وفي حال لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وبالمثل زعيم جماعة الحوثي، أعلن رسميا، "المشاركة بكل الممكن حتى الصواريخ والطائرات المسيرة" في الحرب.
وتتواصل سياسيا التنديدات للحرب في فلسطين، واتفقت بيانات معظم الدول العربية المعلنة في "الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بينما انضمت الامارات رسميا إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ودول أوروبا في ادانة المقاومة الفلسطينية وأسر رهائن اسرائيليين.
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية تجاوز "أكثر من 3478 قتيلا وأكثر من 13 ألف جريح". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 291 ضابطا وجنديا، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق كتائب القسام، ابو عبيدة.