مدمرة أمريكية

لم يكن يستهدف إسرائيل .. مسئول أمريكي يكشف عن الهدف الحقيقي للهجوم الحوثي

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

استبعد تحليل غربي، إطلاق جماعة الحوثي الثلاثة الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

وفي السياق، قال الباحث العسكري "ستيفن براين" في تحليل نشره على مدونته "ويبونز سابستاك" المتخصصة في الأسلحة والحروب وترجمه للعربية "الموقع بوست": "ليس مرجحا أن يكون إطلاق الثلاثة الصواريخ كروز وثمان طائرات مسيرة الحوثية في اليمن موجها صوب إسرائيل، لكنه كان يستهدف المدمرة الأمريكية يو إس إس كارني، في البحر الأحمر (غرب اليمن)".

 

 

 

وأضاف براين وهو نائب وكيل وزارة الدفاع السابق الأمريكية وخبير بارز في الإستراتيجية والتكنولوجيا، "ما لم تصل صواريخ كروز جديدة طويلة المدى إلى اليمن، فمن المحتمل أن صواريخ كروز التي تم إطلاقها على المدمرة الأمريكية يو إس إس كارني، وهي مدمرة من فئة الأدميرال بيرك، كانت تفتقر إلى المدى اللازم لضرب إسرائيل".

 

ومما جاء في التحليل: حتى اللحظة، لم توضح البحرية الأمريكية ما إذا كانت الصواريخ تستهدف المدمرة كارني أم إسرائيل، قائلة "إنها لا تزال تحقق في الأمر".

 

وأسقطت المدمرة كارني ثلاثة صواريخ كروز وثماني طائرات بدون طيار من طراز كاميكازي، كما جرى اعتراض صواريخ كروز بواسطة صواريخ إس إم-2 التي أطلقها نظام الدفاع الجوي أيغيس. البحرية الأمريكية لم ترد على هجمات صواريخ كروز والطائرات بدون طيار، ولم تشن أي هجمات عقابية على اليمن، ولم تفعل أي شيء لفرض عقوبات على المصدر الحقيقي للهجوم، إيران.

 

وتابع إن "استخدام الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز هو تكتيك استخدمه الحوثيون في الماضي لملاحقة نظام الدفاع الجوي باتريوت. وتمتلك السعودية نظام باتريوت وقد نشرت الولايات المتحدة صواريخ باتريوت هناك كذلك".

 

وأردف "إن الفكرة خلف ذلك هي استخدام الطائرات بدون طيار لتحطيم رادارات باتريوت، وتعطيل النظام. وعقب تدمير الرادارات، يمكن استخدام صواريخ كروز إما لضرب مراكز قيادة أو قاذفات باتريوت، أو يمكن أن تلاحق أهدافا مهمة أخرى نظرا لأن باتريوت لن يكون متاحا لهزيمة صواريخ كروز".

 

واستدرك الباحث العسكري براين "قد استخدمت إيران صواريخ كروز في هجومها عام 2019 على منشآت خريص وبقيق النفطية إلى جانب الطائرات بدون طيار. وقد تم إطلاقها إما من الأراضي الإيرانية أو من شمال العراق. وكان صاروخ كروز الذي استخدمه الإيرانيون هو النموذج الذي أعدته إيران للحو_ثيين وليس صواريخ كروز الموجودة في ترسانة إيران، مثل سومار (استنادا إلى الصاروخ الروسي KH-55 "كينت" (اسم الناتو). وسومار لديه مدى يبلغ 3000 كيلومتر (1864 ميلا)، وفي حال تم إطلاقه من اليمن، فيمكنه ضرب أهدافا في إسرائيل. كما لا توجد معلومات عن وجود صواريخ كروز من نوع سومار في اليمن".

 

وذكر أن الصواريخ من نوع كروز المتواجدة في اليمن هي قدس-1، وقدس-2، وقدس-3. ويصل مدى صواريخ قدس-2 إلى 1350 كيلومترا (840 ميلا) وربما يصل مدى قدس-3 إلى 2000 كيلومتر (1243 ميلا). إن صواريخ القدس أصغر إلى حد ما من صواريخ سومار أو كينت، وتستخدم محركا توربينيا أقل قدرة. وقد استعاد السعوديون معظم صاروخ كروز قدس-2 الذي تحطم في الصحراء. ومن بين هذه الصواريخ، يمكن لـ "القدس-3" فقط ضرب أهداف إسرائيلية بفضل خزان الوقود الأكبر حجما.

 

وبحسب الباحث فإن الحوثيين يمتلكون كذلك طائرات بدون طيار من طراز كاميكازي، تسمى أحيانا طائرات بدون طيار أحادية الاتجاه، وأشهرها هو قاصف-1، وهي نسخة من صاروخ أبابيل-1 الإيراني ولكن تم تحويله إلى ذخيرة متحركة. ووفقا للتقارير المنشورة، فإن مداها يبلغ 100 كيلومتر (60 ميلا). إذا كانت الطائرات الثمانية التي دمرتها كارني هي من طراز قاصف 1، فإن الطائرات بدون طيار كانت تستهدف كارني، وبالتأكيد ليس إسرائيل.

 

وأشار إلى أن البحرية لم تزودنا بالاحداثيات الفعلية للسفينة كارني، حيث كانت تعمل على طول الساحل الغربي لليمن في البحر الأحمر.

 

وقال "في الماضي، تم إطلاق معظم الصواريخ الباليستية الحوثية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار في هذه المنطقة، بالقرب من الحديدة، التي تقع تقريبا في منتصف الطريق حتى الساحل الغربي لليمن. ومن المؤكد أن كارني يمكنها تحديد موقع الإطلاق الفعلي لكنها لم تبلغ عن هذه المعلومات".

 

وزاد "في ذات الوقت، وقعت سبع هجمات على قواعد ومنشآت أمريكية في العراق وسوريا، حيث شملت هذه طائرات بدون طيار وصواريخ انتحارية، وقد تم اعتراض معظمها، وليس كلها. إذا كانت هذه الهجمات الإضافية في سوريا من قبل حزب الله، فمن المؤكد أن الضوء الأخضر للهجمات على القواعد الأمريكية جاء من إيران، كون حزب الله وكيل إيراني. ونفذت الهجمات في العراق ميليشيات موالية لإيران، بما في ذلك ميليشيا كتائب حزب الله. وفي هذه الهجمات أصيب بعض الجنود الأمريكيين بجروح طفيفة وتوفي أحد المقاولين الأمريكيين بسبب نوبة قلبية مشتبه بها. ولم يذكر الرئيس بايدن إيران قط في خطابه المتلفز مساء الخميس 20 أكتوبر".

 

وقال "في حين أن بايدن يريد بالتأكيد تجنب الصراع مع إيران، فمن الصعب القيام به إذا كان وكلاء إيران يهاجمون البحرية الأمريكية والقواعد الأمريكية في العراق وسوريا. ويعاني بايدن كذلك من مشكلة سياسية خطيرة لأنه دعم إيران ماليا مع تخفيف الضغط على برنامجها النووي".

 

وخلال إدارة بايدن، يقول براين "لم تتم معالجة الهجمات المتتالية على المنشآت الأمريكية في الشرق الأوسط، التي نظمها وكلاء إيرانيون، وليس أحدثها فقط".

 

وختم براين تحليله بالقول "يلوح في الأفق الآن هجوم كبير من حزب الله السوري على إسرائيل، كلاهما من عملاء إيران، على الرغم من أن سوريا تعتمد أيضا على روسيا. وتستعد إسرائيل لحرب على جبهتين، وقد أخلت بالفعل كريات شمونة بالقرب من الحدود اللبنانية".

 

وقال إن عدم قدرة بايدن على ممارسة أي ضغط على إيران، أو حتى ذكر كيفية تنظيم إيران للتهديد على كل من إسرائيل والمصالح الأمريكية، فهذا يعني أنه لا يوجد رادع للحرب القادمة.