تأكيدا على صحة ما نشره موقع “يمن إيكو” في وقت سابق، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط، إن الولايات المتحدة الأمريكية هددت حكومة صنعاء بعودة الحرب في اليمن إذا شاركت عسكريا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، معلنا أن صنعاء جاهزة للتصعيد برغم تلك التهديدات.
وقال المشاط في خطاب ألقاه خلال تدشين أنشطة اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى، رصده موقع “يمن إيكو” اليوم الأحد إن “الأمريكي يهدد بعودة الحرب وهذا لا يقلقنا، وهي رسالة مخزية لكل القوى التي تحارب اليمن أنهم عبيد للأمريكي وأدوات لليهودي”
وظهر المشاط مرتديا “الشال الفلسطيني” مع أعضاء اللجنة، لإبراز التضامن مع فلسطين.
وأضاف في خطابه: “لا تخيفنا التهديدات بالحرب، والشعب اليمني جاهز وحاضر بإذن الله وبكل قوة”
وقال إن: “موقف اليمن مما يجري في غزة واضح وستتوالى المواقف تصاعديا”
واعتبر أن “الحرب على غزة هي حرب أمريكا والغرب بكله، ويجب أن يكون لنا موقف إزاء ذلك”
وخاطب الشعب الفلسطيني قائلا: “نحن وكل حركات المقاومة معكم، والمواقف ستتوالى وتتصاعد حتى إفشال العدوان الإسرائيلي”.
وكان موقع يمن إيكو نشر قبل أيام أن الولايات المتحدة تحاول الضغط على حكومة صنعاء بعودة الحرب وبتأثر الوضع الإنساني في اليمن، في حال تدخلت عسكريا في فلسطين، حيث قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ أن مثل هذا التدخل سيؤثر على “مكاسب الهدنة” و”سيجر اليمن إلى حرب أخرى”.
وجاء هذا التصريح تعليقا على إعلان الولايات المتحدة عن اعتراض 4 صواريخ و15 طائرة مسيرة انطلقت من اليمن باتجاه إسرائيل، قبل نحو عشرة أيام.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية نهاية الأسبوع المنصرم إن “الحوثيون أطلقوا صواريخ وطائرات مسيرة سقطت في مصر”
وقالت مصر بعد ذلك إن طائرتين بدون طيار مجهولتي قادمتين من جنوب البحر الأحمر سقطتا في منطقتي طابا ونويبع، مشيرة إلى أنه تم استهداف إحداهما خارج المجال الجوي المصري.
ولم تعلن حكومة صنعاء بشكل رسمي عن أي من تلك العمليات، لكن قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي كان قد أعلن مع بداية “طوفان الأقصى” الاستعداد للمشاركة بالصواريخ والطائرات المسيرة في حال تدخلت أمريكا عسكريا بشكل مباشر في فلسطين، أو تم تجاوز “الخطوط الحمراء في قطاع غزة”.
وبعد إعلان البنتاغون عن اعتراض طائرات وصواريخ انطلقت من اليمن، كشفت صحيفة تابعة للمخابرات السعودية أن قوات الحكومة اليمنية تركز جهودها على التعامل مع “استغلال الحوثيين للقضية الفلسطينية” بحسب مصدر عسكري في وزارة الدفاع، فيما قال رئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز الذي عاد مؤخرا من زيارة إلى أمريكا إن القوات الحكومية “متيقظة لأي تطورات”.
وبدا أن هذه التصريحات تكشف استراتيجية أمريكية للرد على هجمات محور المقاومة بواسطة قوات محلية، خصوصا بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها “سترد بحزم” على تصاعد الهجمات ضد قواتها في الشرق الأوسط.
وقال مراقبون لموقع “يمن إيكو” الأسبوع الماضي إن تصريحات ليندركينغ الأخيرة حول احتمالية تأثر “مكاسب الهدنة” و”انجرار البلاد إلى حرب أخرى” في حال تدخل حكومة صنعاء عسكريا في فلسطين، تترجم محاولة واضحة لمساومة الأخيرة والضغط عليها وتهديدها، وهو ما أكده بوضوح المشاط اليوم.