كشف سياسيون وعسكريون، عمَّا تعمد الناطق العسكري لجماعة الحوثي اخفاءه في بيانه عمَّا سماه "الهجمات المنفذة ضد الكيان الاسرائيلي دعما للفلسطينيين". معتبرين أنها تستغل مواقف اليمنيين الثابتة والداعمة لفلسطين و"الواجب الديني والاخلاقي" لجني مكاسب سياسية دعائية".
جاء هذا في اول اصداء اصدار الناطق العسكري للحوثيين يحيى سريع، مساء الثلاثاء، أول اعلان رسمي عن تبني الجماعة "إطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والمجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة" في الكيان الاسرائيلي، حسب تأكيده.
وزعم الناطق العسكري سريع في بيان متلفز، إن "هذه العملية هي العمليةُ الثالثةُ نصرة لإخواننا المظلومين في فلسطين". مهددا بقوله: "مستمرون في تنفيذ المزيد من الضربات النوعية بالصواريخ والطائرات المسيرة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة".
مُعللا هذه الهجمات بقوله: "امام ما يتعرض له قطاع غزة من عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم كان لا بد أن نقوم بواجبنا بالتوكلِ على اللهِ وانتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني العزيز" ودعما لـ "الحق الكامل للفلسطينيين في الدفاع عن النفس ونيل حقوقه كاملة".
واستبق الناطق العسكري للحوثيين يحيى سريع، الادانات الدولية للهجمات وزعزعتها لأمن واستقرار المنطقة بقوله: إن "ما يزعزع المنطقة ويوسع دائرة الصراعِ هو استمرار كيان العدو في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق أهالي قطاع غزة وكل فلسطين" حسب تعبيره.
في المقابل، كشف سياسيون عمَّا تعمد الناطق العسكري للحوثيين اخفاءه في بيانه، مشيرين إلى أنه "تعمد عدم الافصاح عن المواقع المستهدفة بالهجمات". واعتبروا هذا "اقرارا ضمنيا بفشل الهجمات في اصابة اهدافها وإن وصلت الصواريخ إلى اسرائيل".
من جهته، كشف عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، القيادي البارز محمد ناصر البخيتي، عن نوع الاسلحة المستخدمة، قائلا: إن "الهجمات نفذت بصواريخ بالستية وصواريخ من نوع كروز وطيران مسير ضد الكيان الصهيوني في عمق الأراضي المحتلة".
وتابع في حديث لإذاعة "مونت كارلو" قائلا: "نحذر كل الدول الغربية وكذلك الكيان الصهيوني من ارتكاب أي حماقة، لأنه لا يزال لدينا الكثير من الخيارات لمواجهة أي تصعيد وتوجيه ضربات موجعة بحق أي دولة تقوم بالاعتداء على اليمن". حسب تعبيره.
مضيفا في محاولة نفي ارتباط الهجمات بإيران وسياساتها: "لا توجد أي علاقة لهذا التصعيد بالموقف الإيراني من الحرب في غزة"، متجاهلا تزويد ايران للجماعة بتقنيات تصنيع الصواريخ. لكنه اشاد بـ "ما يقدمه حلفاؤهم في طهران من دعم للفلسطينيين".
وأطلق الكيان الاسرائيلي، الاثنين، اول رد على تهديدات جماعة الحوثي وإعلانها الحرب رسميا عليه. مؤكدا تحالف الحوثيين وإيران و"خطر تهديدات الحوثيين"، وإقراره بأن "اسرائيل في مرمى صواريخ وطائرات الحوثيين"، وتوعده بـ "الرد المباشر" هجوميا ودافعيا.
بالتوازي، بدأت جماعة الحوثي الانقلابية، أول تحرك عسكري لها باسم دعم الشعب اليمني لفلسطين، ضمن سعيها الى اقحام اليمن في حرب دولية واقليمية، بزعم "دعم المقاومة الفلسطينية" بمواجهة العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة المحاصر.
وأعلنت جماعة الحوثي، الاحد، رسميا، الحرب على الكيان الاسرائيلي، وبدء "تحرك متصاعد" من جانبها، خلال الايام المقبلة قالت إنه بتفويض من الشعب اليمني وتنفيذا لما يريده، دعما للمقاومة الفلسطينية ومشاركة في ما سمته "حربا بين الكفر والاسلام".
وتلقى كيان الاحتلال الاسرائيلي، الجمعة، هجوما صاروخيا واسعا جديدا من خارج الاراضي العربية المحتلة، وتحديدا من جهة سواحل اليمن، هو الاكبر حتى الان، منذ بدء عدوانه المتواصل على قطاع غزة المحاصر من الماء والغذاء والدواء والكهرباء لليوم الثاني والعشرين تواليا.
والجمعة الفائتة، اعلن الجيش الامريكي خوضه أول معركة مباشرة مع اليمن، هي "الاولى دفاعا عن اسرائيل منذ بدء الحرب الاخيرة في غزة"، كاشفا عن تفاصيل المعركة وموقع اندلاعها، والاسلحة المستخدمة فيها، ونتائجها، اثناء تصديه لهجوم حوثي استهدف الكيان الاسرائيلي شمال البحر الاحمر.
من جانبه، أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي، افيخاي ادرعي استهداف الكيان الاسرائيلي، بهجوم من اليمن. وقال في تدوينة على منصة أكس (تويتر سابقا): "قامت القيادة المركزية للجيش الأمريكي وسفن تابعة للأسطول الخامس باعتراض صواريخ وطائرات مسيرة تم إطلاقها من اليمن".
في المقابل، أصدر وزير الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها، الفريق الركن محسن الداعري، أمرا عملياتيا مباشرا وصريحا للقوات البحرية والدفاع الساحلي، ببدء حرب واسعة مع مليشيات الحوثي الانقلابية، وقطع دابر تهديداتها المستمرة بصواريخها وطائراتها المسيرة للملاحة الدولية والامن والسلام الاقليمي والدولي.
وبدأت قوات الجيش الوطني بمساندة من التحالف العربي والولايات المتحدة الامريكية، الرد على الهجوم الحوثي الذي اعترضت البحرية الامريكية صواريخه الباليستية المجنحة وطائراته المسيرة المفخخة، المنطلقة عبر مياه البحر الاحمر، شمالا باتجاه الكيان الاسرائيلي.
كما قررت قيادة وزارة الدفاع وهيئة الاركان الامريكيتين، في اطار التفاهمات المبرمة بين رئيس هيئة الاركان للجيش اليمني الفريق ركن صغير بن عزيز، نشر طائرات ومنصات باتريوت، لتعزيز منظومة الدفاع الجوي في اليمن وتأمين الملاحة الدولية على ضوء تطورات غزة والتهديدات الحوثية بالقصف الصاروخي.
جاءت هذه الاتفاقات بالتزامن مع اعلان متحدث القيادة المركزية الأميركية إن "قوات بلاده المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة تراقب الفصائل المتحالفة مع إيران و"التي من المحتمل أن تفتح جبهات جديدة هناك" بعد عملية "طوفان الأقصى" التي اطلقتها المقاومة الفلسطينية، فجر السبت 7 أكتوبر الجاري.
وكانت قيادة ايران و"حزب الله" في لبنان أكدتا في وقت سابق، أنهما ستتدخلان عسكريا حال التدخل العسكري الامريكي وفي حال لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وبالمثل زعيم جماعة الحوثي، أعلن رسميا، "المشاركة بكل الممكن حتى الصواريخ والطائرات المسيرة" في حرب غزة مع الكيان الاسرائيلي.
تتزامن هذه التطورات حيال العدوان الاسرائيلي، مع كشف سياسي عربي بارز، عن وصول ما سماه "كتائب يمنية" إلى جنوب لبنان استعدادا لخوض الحرب مع جيش الاحتلال الاسرائيلي، والمعركة البرية التي يعتزم اطلاقها لاجتياح قطاع غزة المحاصر لليوم العشرين على التوالي.
وتتواصل سياسيا التنديدات للعدوان الاسرائيلي المتواصل على قطع غزة بفلسطين، واتفقت بيانات معظم الدول العربية المعلنة في "الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بينما انضمت الامارات رسميا إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ودول أوروبا في ادانة المقاومة الفلسطينية وأسر رهائن اسرائيليين.
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية تجاوزت الاثنين "8306 قتيلا (بينهم 3457 طفلا و2136 امرأة و460 مسنا)، والمصابين 21048، منذ 7 أكتوبر الجاري". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 310 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق كتائب القسام، ابو عبيدة.