أعلنت مليشيا الحوثي الإرهابية أنها أطلقت ثلاثة صواريخ وبضعة طائرات مسيّرة إيرانية صوب الكيان الصهيوني؛ غير أن جميعها لم تقترب من إسرائيل ولم تشكل سوى فرقعة إعلامية لإيصال رسالة إيرانية.
اعترضت مدمرة أمريكية ثلاثة صواريخ ومسيّرات إيرانية عرض البحر الأحمر، فيما سقطت مسيّرة في طابا المصرية ومسيّرة أخرى اعترضتها دفاعات الكيان الصهيوني، ووفق ما نشرته وسائل الإعلام في تل أبيب على لسان خبراء في الدفاع الإسرائيلية، فإن قدرات ذراع إيران في اليمن لا تشكل تهديدًا ولو في حدوده الدنيا بمثل ما يمكن أن يشكله ذراعها- حزب الله- في لبنان إذا ما أقدم على فتح جبهة شمال إسرائيل.
وأمام التحركات الخجولة لحزب الله شمال إسرائيل، والتي لم تتجاوز حتى اليوم مجرد استهداف كنبة عليها علم إسرائيل؛ تذهب حكومة الاحتلال الإسرائيلي لمخاطبة وتحذير النظام الإيراني، وهو ما ذهبت إليه أيضًا في تدارسها للرد على تبني مليشيا الحوثي إطلاق صواريخ صوبها، حيث تمت مخاطبة طهران وليس صنعاء إدراكًا منها أن الحوثي في هذه الحالة مجرد منصة إطلاق صاروخية تدار من غرفة عمليات في طهران، وهذا ما أعترف به المدعو مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي للحوثيين، الذي قال بالنص إن "لدينا في محور المقاومة غرفة عمليات مشتركة".
ويبقى السؤال المحير: لماذا اختارت إيران صنعاء لإطلاق صواريخ مع علمها أنها لن تحقق أي هدف في إسرائيل، وكان الأجدى أن تطلق هي من داخل طهران صواريخ ومسيّرات أكثر قدرة على الوصول، أو أن تفتح الجبهة شمال إسرائيل عبر مليشيا حزب الله.
الرسالة التي أرادت أن تبعثها إيران من تبني مليشيا الحوثي إطلاق الصواريخ الفاشلة هي أنها قادرة على زعزعة أمن المنطقة دون أن تتورط هي بشكل مباشر، وذلك عبر أذرعها خارج حدودها.