بدأت جماعة الحوثي الانقلابية، اختراق طوق كيان الاحتلال الاسرائيلي، مستغلة هجماتها المتواصلة على الكيان بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، واخرها الهجوم على "ايلات" مساء الخميس، عبر ايجاد حاضنة شعبية مؤيدة لها بين صفوف المجتمعات العربية على نحو يهدد انظمة عربية تتعرض لضغوط دولية قاهرة.
وحاز الهجوم السادس للجماعة على مدينة أم الرشراش (إيلات) الخاضعة لاحتلال الكيان الاسرائيلي، مساء الخميس، باحتفاء وتأييد بين اوساط الاردنيين، مشابه لأصداء مماثلة بين اوساط المصريين لهجومها الثاني بطائرات مسيرة اسقطت بمدينتي طابا ونويبع المصريتين المحاذيتين للاراضي المحتلة من الكيان الاسرائيلي.
أظهرت هذا التأييد والاحتفاء الشعبي بالهجوم الحوثي على إيلات، بين اوساط الاردنيين، مقاطع فيديو، تداولها ناشطون على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يظهر فيها مواطنون وهم في حالة من الاعجاب بالهجوم الحوثي. ما اعتبره مراقبون "بداية توغل جماعة الحوثي وفصائل الموالية لإيران بالمجتمعات العربية".
ومساء الخميس، استطاعت جماعة الحوثي الانقلابية، ولأول مرة، تحقيق اصابات مباشرة لمواقع في الكيان الاسرائيلي، بهجوم جديد، هو السادس على التوالي، نفذته بصواريخها الباليستية وطائراتها المسيرة، ذات التقنية الايرانية، حسبما اعلنت الجماعة على لسان ناطقها العسكري، وأكدته سلطات كيان الاحتلال الاسرائيلي.
واستمر دوي صفارات الانذار في مدينة في إيلات "أم الرشراش" الخاضعة للاحتلال الاسرائيلي، جنوبي فلسطين، طوال نحو اربع ساعات على اثر انفجارات متتالية خلفتها هجمات واسعة بطائرات مسيرة وصواريخ على مواقع وصفت بالحساسة في المدينة، ذات الاهمية الاستراتيجية لكيان الاحتلال الاسرائيلي.
يأتي هذا بعد اقل من 24 ساعة على تأكيد الولايات المتحدة الامريكية، اعلان جماعة الحوثي الانقلابية، مساء الاربعاء، اسقاط طائرة تابعة للجيش الامريكي في اجواء مياه اليمن الاقليمية، على خلفية مشاركة الجماعة في حرب غزة، بهجمات على الكيان الاسرائيلي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وضاعفت الولايات المتحدة انتشار قواتها بالمنطقة، انفاذا لتوجيها الرئيس الامريكي جو بايدن واعلان متحدث القيادة المركزية الأميركية: إن "قوات بلاده المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة تراقب الفصائل المتحالفة مع إيران التي من المحتمل أن تفتح جبهات جديدة هناك" بعد عملية طوفان الأقصى".
وكانت قيادة ايران و"حزب الله" في لبنان أكدتا في وقت سابق، أنهما ستتدخلان عسكريا حال التدخل العسكري الامريكي وفي حال لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وبالمثل زعيم جماعة الحوثي، أعلن "المشاركة بكل الممكن حتى الصواريخ والطائرات المسيرة" في اسناد المقاومة الفلسطينية.
وخلال الاسابيع الماضية، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، عن تنفيذها خمس هجمات على الكيان الاسرائيلي، اخرها ليل الاثنين، بـ "اطلاق دفعة من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة, وكان من نتائج العملية توقف الحركة في القواعد والمطارات المستهدفة ولعدة ساعات".
أكد هذا الكيان الاسرائيلي، وطرح رسميا، الثلاثاء، ولأول مرة، استهداف جماعة الحوثي الانقلابية له على طاولة مجلس الامن الدولي، بدعم مباشر من اميركا وبريطانيا وفرنسا، بالتزامن مع اطلاق تهديداته بضربات جوية عسكرية انتقامية على اليمن، ردا على الهجمات الحوثية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وفي 27 اكتوبر الفائت، أعلن متحدث الجيش المصري عن "طائرتين مسيرتين كانتا متجهتان من جنوب البحر الأحمر إلى الشمال، وتم استهداف إحداهما خارج المجال الجوي المصري في منطقة خليج العقبة، ما أسفر عن سقوط بعض حطامها في مدينة نويبع، وسقوط الأخرى في طابا المحاذية للحدود الاسرائيلية".
جاء الهجوم عقب اسبوع على اعلان الجيش الامريكي خوضه أول معركة مباشرة مع اليمن، هي "الاولى دفاعا عن اسرائيل منذ بدء الحرب الاخيرة في غزة"، كاشفا عن تفاصيل المعركة وموقع اندلاعها، والاسلحة المستخدمة فيها، ونتائجها، اثناء تصديه لهجوم حوثي استهدف الكيان الاسرائيلي شمال البحر الاحمر.
الى ذلك يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي، لليوم الخامس والثلاثين شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، موقعا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين.
وتتواصل سياسيا التنديدات للعدوان الاسرائيلي المتواصل على قطع غزة بفلسطين، واتفقت بيانات معظم الدول العربية المعلنة في "الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بينما انضمت الامارات رسميا إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ودول أوروبا في ادانة المقاومة الفلسطينية وأسر رهائن اسرائيليين.
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت مساء الجمعة "11078 قتيل فلسطيني (بينهم 5412 طفلا و3027 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 27000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 347 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق كتائب القسام، ابو عبيدة.