حز في نفسي ليلة أمس وأنا اهرع إلى منزلي للحاق بباقي الوقت من تشغيل الكهرباء المبرمجة لكن كانت هي الكهرباء قد فاتتني حيث تم اطفاؤها على مقربة من وصولي إلى الحي القاطن فيه.
كان لزاما علي الإنتظار ولو للحظات لاحتساء كوباً من الشاي العدني في مطعم و مقهى "وليد" المسمى سابقا كما عرفه زبائنه بمطعم ومقهي "الشجرة" ولاسباب يطول الحديث عن تغيير أسم المطعم والمقهي، كما يبدو أن الاسم يتعارض مع مطعم ومقهي آخر في مديرية الشيخ عثمان بعدن، ولذلك اتفقا مالكا المطعمين لحل المشكلة بينهما وكان الحل السديد بينهما ان يغير الأول اسم المطعم والمقهي .
جلست على احد المقاعد ارتشف كوب الشاي بينما كان نظري يجول ويطوف بين الزبائن الجالسين لعلي أجد صديقا أو معروفا لاتحدث معه ليمرر لدي الوقت الطويل المقدر بـ الـ3 الساعات الطويلة وهو وقت انطفاء برمجة توقف التيار وتشغيله.
لكن من كان يجلسون على الطاولات الوسطية في المطعم كانوا منشغلين بمضغ واكل الأطعمة المقدمة لهم فيما في الجانب الاخر من مقاعد وطاولات المطعم، اوناس آخرين يسابقون الزمن ويدعون إلى الله ان يتبقى ولو قليل من فتات الأطعمة ممن سيتركوه زبائن المطعم الآخرين الجالسين يأكلون على الناحية الأخرى ليتسابق المنتظرين منهم بمجرد قيام أحدهم من افراغه والشبع والقيام لغسل يديه والتوجه لمغسلة المطعم ياتون هؤلاء المنتظرين عن بعد مسرعين للبحث عن "سور" من بقية الطعام الذي تركه الزبون الآخر على الطاولة .
ad
في عدن ياسادة أصبح اغلب الناس جياعا ولايستطيعون شراء الأطعمة بسبب ارتفاع أسعارها وقلة دخولهم اليومية أو من الذين لا يتحصلون على أعمال يومية تنقذهم واسرهم من الضياع والفاقة وكذا تأخر صرف معاشات الموظفين الشهرية وقلتها جعلهم ينتظرون على جنبات وأبواب المطاعم ليظفروا هؤلاء ولو ببقايا الأطعمة التي يخلفها بعدهم بعض الزبائن من أجل اطعام واشباع بطونهم واسرهم بحيث يمكن ان نلحظ هذه الأيام كثير من الأشخاص يتجمهرون بجانب مطاعم ومخابيز واصبحت عاده لفئتين من الناس انقسمت إلى قسمين فئة تاكل وفئة تنتظر بقايا الطعام!
محمد عبدالواسع