منذ الأربعاء الماضي، 8 نوفمبر الجاري، لم ترد الولايات المتحدة بشكل رسمي، على إعلان المليشيات الحوثية التابعة لإيران، إسقاط طائرة مسيرة أمريكية، قالت إنها كانت تحلق قبالة السواحل اليمنية.
وخلال الأيام الماضية، لم يصدر سوى تصريحات نقلتها وسائل إعلامية مختلفة قالت إنها لـ"مسؤولين أمريكيين" ، لم تحددهم، تحدثوا عن إسقاط طائرة أمريكية مسيرة كانت في أجواء المياه الإقليمية الدولية.
وعلى العكس من حوادث الاستهدافات التي تتعرض لها القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، والتي يخرج البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) ببيان رسمي فور الحادث، الا أن الأمر يختلف مع حوادث الاستهدافات التي يعلن عنها الحوثيين، حيث لم يرد حتى اللحظة أي تعليق أو بيان سواء للبنتاغون أو البيت الأبيض، على كل الحوادث التي تزعمها الجماعة.
وأمام هذا الصمت الأمريكي إزاء حوادث الاستهدافات الحوثية، خرجت تسريبات وتكهنات وأُثيرت تساؤلات عن أسباب ذلك الصمت ومدى صحة الحادثة من عدمه.
وبشأن ذلك، يقول المحلل العسكري العقيد ”ياسر صالح“، إن هناك ما وصفه بالتخادم المشترك، أبعد من الاستهدافات وإسقاط الطائرات، بين أمريكا والحوثيين، منوها إلى أن حادثة إسقاط المسيرة (المزعوم) ”لا يمثل شيء في عملية الردع الاستراتيجية، وبالتالي ينظر إليها أنها عمل مساعد لوجود القوات الأميركية في منطقة الخليج العربي“.
وبحسب "يمن ديلي نيوز"، قال المحلل العسكري إنه ”لا يمكن أن يكون هناك رد كون الاستهداف يؤمن وجود بقاء الحوثيين لفترة أطول، وبالتالي بقاء القوات الأمريكية أيضا للحفاظ على مصالحها من الصواريخ الحوثية، لذلك فإن التصريحات والأعمال الاستفزازية ماهي إلا في سياق الحفاظ على المصالح المتبادلة”.
وذكر “صالح” أن الضربات باتجاه إسرائيل ”غير فعالة“ فبالتالي هي مجرد ”تخادم فقط“، مشيرا إلى أن ”البعد الجغرافي يعطي زمنا للإسقاط والتنبه، ومن خلال كل الأحداث فإن محور المقاومة يحاول تلميع نفسه من خلال القضية الفلسطينية، أما في الواقع فليس هناك تهديد لأي من الأمن القومي الاسرائيلي أو الأمريكي، ويمكن تسمية كل ما يحدث تحت إطار كسب الزخم الشعبي والمزايدة بالقضية الفلسطينية“، حد قوله.
وأشار العقيد ياسر صالح إلى عدة أسباب وراء إعلان الحوثيين استهداف إسرائيل، أهمها ”المزايدة وترسيخ الواقع الاجتماعي الذي كان منفض من حوله، وكذلك من أجل استعادة الرضى الشعبي، بالإضافة إلى استغلاله للتجنيد والتحشيد لمعاركهم الداخلية تحت مسمى مناصرة القضية الفلسطينية“.
ونوه الى أن الجماعة الحوثية تستغل القضية الفلسطينية للتحشيد، وذلك لتأمين نفسها من أي تحرك ضدها مستقبلا باعتباره ”تحرك ضد القضية الفلسطينية“، لافتا إلى أن الجماعة معروفة بـ ”استخدام القضايا الوطنية والعربية لأجل التحشيد فقط“.
وتوقع استهداف الجماعة لمناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، خلال الأيام القادمة، تحت مزاعم أن ”السعودية والشرعية هي من تمنع وصول مجاميعها التي تحشدها وصورايخها إلى إسرائيل لكسب الزخم الشعبي فقط“.
والأربعاء، أعلنت مليشيات الحوثي التابعة لإيران، عن إسقاطها لطائرة أميركية بدون طيار من طراز "إم كيو-9" قبالة سواحل اليمن.
وبعد ساعات من ذلك الإعلان، كتبت جينيفر غريفين، كبيرة مراسلي الأمن القومي في شبكة فوكس نيوز، على موقع X : “قال لي مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية: “يمكننا أن نؤكد أن طائرة عسكرية أمريكية من طراز MQ-9 موجهة عن بعد قد تم إسقاطها أثناء في الأجواء الدولية فوق المياه الدولية قبالة سواحل اليمن".