طارق صالح

رد ناري لطارق عفاش على خطاب الحوثي

قبل 7 شهر | الأخبار | اخبار الوطن

أعلن طارق صالح عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية"، الممولة من الامارات في الساحل الغربي، أول رد ناري على خطاب زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، مساء الثلاثاء، بشأن مخرجات القمة العربية الاسلامية الطارئة، وإعلانه اغلاق باب المندب امام السفن الاسرائيلية وتهديده بقصف أي سفينة اسرائيلية تمر عبر باب المندب ومياه اليمن الاقليمية في البحر الاحمر.

 

جاء هذا في تصريح لمصدر مسؤول في "المكتب السياسي" لقوات طارق، أعلن فيه "تعهد قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية، للمجتمع الدولي بحماية سيادة مياه اليمن الإقليمية والملاحة البحرية الدولية من أي تهديدات حوثية". منوها بـ "التزامات قائد المقاومة الوطنية للمجتمع الدولي بالمشاركة الفاعلة في التصدي لتهديدات المليشيا، وبحث سبل التنسيق والتعاون في هذه المهمة، خلال اللقاءات الأخيرة". في اشارة لاجتماعات الاردن.

 

 

وباشر طارق عفاش، مطلع الاسبوع، مهمة دولية كبرى بتكليف من التحالف بقيادة السعودية والامارات والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، عبر زيارة مفاجئة الى الاردن، استمرت نحو اربعة ايام "أجرى خلالها لقاءات عسكرية مكثفة مع قيادات رفيعة في الجيش الامريكي والاردني والمصري والاسرائيلي، كرست لبحث التنسيق والتعاون العسكري في التصدي لتهديدات جماعة الحوثي للملاحة البحرية الدولية" حسب ما أكدت مصادر عسكرية متطابقة.

 

 

تزامن بيان المكتب السياسي لقوات طارق عفاش، مع إعلان جيش كيان الاحتلال الاسرائيلي، رسميا، منتصف ليل الثلاثاء، عن تعرض الكيان لهجوم صاروخي واسع من جهة جنوب البحر الاحمر، بالتزامن مع اصدار الناطق العسكري لجماعة الحوثي الانقلابية، بيانا جديدا، اعلن فيه تبني شن هجوم جديد على ما سماه "عمق كيان العدو الاسرائيلي"، هو الثامن على التوالي، وسريان قرار زعيم الجماعة اغلاق باب المندب امام السفن الاسرائيلية.

 

 

وجاء الهجوم الحوثي الجديد على الكيان الاسرائيلي، عقب ساعات، على إصدار جماعة الحوثي الانقلابية، اعلانا هو الاخطر على الاطلاق، وصفه مراقبون دوليون واقليميون بأنه "اعلان انتحاري يجسد تهور الجماعة وتطرفها"، لتضمنه تدشينها توسيع هجماتها على الكيان الاسرائيلي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المخفخة ذات التقنيات الايرانية، إلى حرب واسعة تتجاوز اليمن والاقليم. متحدية الكيان رفع علمه على سفنه بمياه البحر الاحمر.

 

 

وقال زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" والقنوات التابعة للجماعة بمناسبة ما يسمى "ذكرى الشهيد السنوية"، الثلاثاء: "عملنا على مستوى القصف بالصواريخ والمسيرات سيستمر، تخطيطنا لعمليات اضافية في كل ما يمكن ان نناله من اهداف صهيونية في فلسطين أو في غير فلسطين، لن نتوانى عن ذلك". ما اعتبره مراقبون "اعلان توسيع الهجمات لتشمل اهداف للكيان في فلسطين المحتلة والمنطقة العربية".

 

مضيفا: "في البحر الاحمر وبالذات في مضيق باب المندب وما يحاذي المياه اليمنية الاقليمية، عيوننا مفتوحة للرصد الدائم والبحث عن اي سفينة اسرائيلية، وليعلم الجميع ان العدو الاسرائيلي يعتمد في حركته في البحر الاحمر وبالذات من باب المندب على التهريب والتمويه ولم يجرؤ ان يرفع الاعلام الاسرائيلية على سفنه، يهرب تهريب ويغلق اجهزة التعارف. لكن مع ذلك لن يفلح، سنبحث حتى نتحقق من السفن التي هي تابعة له، ولن نتوانى عن استهدافها".

 

وتابع: "وليعرف الكل أنه خائف، وأنه يعتمد هذا الاسلوب. وهذا يدلل على مدى جدوائية موقف بلدنا وشعبنا وتأثيره على العدو الاسرائيلي، هو خائف لهذه الدرجة. في الوقت الذي يرفع الاعلام الاسرائيلية في سفاراته بعواصم عربية، لا يجرؤ ان يرفع العلم الاسرائيلي على سفن يمر بها من البحر الاحمر وباب المندب، ويرفع اعلام دول اخرى ليموه على سفنه ويغلق اجهزة التعارف حتى لا يتم رصدها. لكن سنظفر بها وسننكل به وفي أي مستوى تناله ايدينا وامكاناتنا".

 

 

مخاطبا من يشككون في تهديداته ويسخرون منها: "هذا موقفنا المعلن والصريح والواضح وليعرف به كل العالم. موقفنا تجاه فلسطين ليس لعرض العضلات والمناكفة، بل موقف صادق بدافع إنساني وأخلاقي وإيماني خالص. موقفنا ليس مزايدة ولا مفاخرة، بل موقف مسؤول من منطلق إيماني وتأثيره واضح، ومن يزايد علينا أو يقلل من أهمية موقفنا فليفعل أكثر، فسنشكره ونثني عليه سواء السعودي او الاماراتي او الموالين لهما". في اشارة لمكونات مجلس القيادة الرئاسي وقواتها.

 

 

وطالب الدول العربية وبخاصة السعودية والاردن، بما سماه "اختبار مصداقيتنا"، وقال: "لو يتوفر لشعبنا العزيز منفذ بري يتحرك من خلاله ليصل الى فلسطين لتحرك ابناء شعبنا بمئات الآلاف من المجاهدين الابطال الاحرار الذين سينطلقون بكل رغبة. ونتمنى ونطلب من الدول التي تفصل بيننا جغرافيا وبين فلسطين المحتلة، ولو على الاقل ليختبروا ويجربوا مصادقيتنا وشعبنا، أن يفتحوا منفذا بريا للعبور، طريق فقط للمرور، والالتحام المباشر مع العدو".

 

 

معلقا على مخرجات القمة العربية والاسلامية الطارئة بالرياض السبت، بقوله: "الأنظمة العربية تفقد الجدية ولا تملك الإرادة للتحرك الجاد باتجاه غزة، .. القمة العربية والإسلامية مع أنها قمة طارئة لـ57 دولة لم تخرج بموقف أو إجراء عملي وهذا أمر مخزٍ ومحزن. فقط مطالبة كلامية. 57 دولة عربية وإسلامية بثقلها وإمكاناتها خرجت ببيان يمكن أن يصدر من مدرسة ابتدائية ومن شخص واحد،.. وسخر منها العدو الاسرائيلي نفسه وشكرها على حمايتها له".

 

 

وتحدث الحوثي عن تلقي جماعته رسائل من الولايات المتحدة الامريكية، وقال: "منذ بداية الأحداث في فلسطين وصلتنا رسائل التهديد والترغيب من الجانب الأمريكي". وقال: "وكلها لم نكترث لها وعندما قال الأمريكيون لنا أنهم وجهوا دول المنطقة ألا يكون لها أي ردة فعل تجاه فلسطين قلنا لا تحسبونا معهم، لسنا من يخضع لأوامركم". مشيرا الى اغراءات وتهديدات امريكية بقوله: "الأمريكي يتجه للضغط علينا عبر التهديد المباشر وبعودة الحرب مع التحالف وإعاقة الاتفاق مع التحالف بعد أن كان وشيكًا وإعاقة المساعدات الإنسانية".

 

وتابع: "إننا لن نكترث لكل خطوات الضغط والتهديد الأمريكية ولن تصرفنا عن موقفنا المبدئي الصادق، فشعبنا بهويته الإيمانية شعب شجاع وأبي، لن يخنع لأعدائه ولن يستعبده لا الأمريكي ولا البريطاني ولا عملاؤهم، ولن يرده عن موقفه الإنساني والأخلاقي والإيماني أحدٌ أبدًا .. مضيفا أن كل الجهود ستستمر في إطار موقفنا تجاه فلسطين على كل المستويات، على المستوى العسكري وعلى مستوى التبرعات والمقاطعة الاقتصادية للبضائع الامريكية والاسرائيلية، وعلى المستوى الاعلامي ومنصات التواصل الاجتماعي، وغيرها".

 

 

وكانت قيادة ايران و"حزب الله" في لبنان أكدتا في وقت سابق، أنهما ستتدخلان عسكريا حال التدخل العسكري الامريكي وفي حال لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وبالمثل زعيم جماعة الحوثي، أعلن رسميا، "المشاركة بكل الممكن حتى الصواريخ والطائرات المسيرة، اسنادا للمقاومة الفلسطينية".

 

 

وخلال الاسابيع الماضية، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، عن تنفيذها حتى الان ست هجمات على الكيان الاسرائيلي، اخرها ليل الخميس الفائت، بـ "اطلاق دفعة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة,ام الرشراش (ايلات)". وهو ما اكده الكيان.

 

 

إلى ذلك يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي، لليوم الخامس والثلاثين شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

 

وتتواصل سياسيا التنديدات العربية للعدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بفلسطين، واتفقت بيانات معظم الدول العربية والاسلامية، المعلنة في "الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بينما انضمت الامارات رسميا إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ودول أوروبا في ادانة المقاومة الفلسطينية وأسر رهائن اسرائيليين.

 

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت مساء الاثنين "11280 قتيل فلسطيني (بينهم 5412 طفلا و3027 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 27000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 347 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق كتائب القسام، ابو عبيدة.