فاجأ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، سفراء الدول الراعية للتسوية في اليمن بموقف حاسم ونهائي من خارطة طريق لتحقيق السلام في اليمن، بإعلانه رفض محاولات ترحيل قضية الجنوب.
جاء هذا في لقاءين عقدهما الزُبيدي في الرياض مع كل من سفيري أمريكا وفرنسا، وأكد خلالها أن لا سلام في اليمن دون تقديم ضمانات دولية بمعالجة قضية الجنوب بما يلبي تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته.
وحسب موقع المجلس الانتقالي الجنوبي، قال الزُبيدي خلال لقائه السفير الأمريكي ستيفن فاجن، إن "نجاح مسار السلام في بلادنا مرهون بوجود عملية سياسية تناقش قضايا الصراع المحورية في البلد وفي مقدمتها قضية شعبنا في الجنوب".
مضيفاً أن "المجلس سيواصل تفاعله الإيجابي مع مختلف الجهود المبذولة إقليميًا ودوليًا لإحلال السلام، في الوقت الذي يحتفظ فيه المجلس بكل الخيارات لمواجهة تعنّت المليشيات الحوثية".
وفي لقائه السفيرة الفرنسية لدى اليمن كاثرين قرم كمون، أكد الزُبيدي أن "السلام في اليمن لن يتحقق، دون حل قضية شعب الجنوب حلا عادلا، بما يُلبي تطلعات شعب الجنوب وبما تقتضيه القوانين الدولية الضامنة لحق الشعوب في تقرير مصيرها".
يأتي هذا بعد أن غير المجلس الانتقالي الجنوبي، في اخر لحظة، مسار اتفاق السلام بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، بعد محاولة الرياض ترحيل قضية الجنوب إلى أجل غير مسمى.
وأعلنت المملكة العربية السعودية، الأربعاء بنود خارطة طريق لتحقيق السلام في اليمن ووقف الحرب المستمرة منذ اكثر من 8 سنوات، بينها دفع رواتب الموظفين وانتظام صرفها.
وكشفت مصادر متطابقة عن توقيع إتفاق بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي و"الشرعية" خلال ساعات، لإيقاف الحرب في اليمن.
وأفادت مصادر سياسية متعددة، بانجاز المملكة العربية السعودية برعاية الامم المتحدة اتفاق سلام في اليمن، يرحل قضية الجنوب إلى أجل مسمى.
وكان سياسيون أكدوا أن المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال محادثات استضافتها العاصمة السعودية الرياض، فرض شروطه لخوض غمار مفاوضات السلام مع جماعة الحوثيين لايقاف الحرب في اليمن.
وكشفت مصادر سياسية أن المشاورات المنعقدة بالرياض خلال الاسابيع الماضية بين اعضاء مجلس القيادة الرئاسي والتحالف بقيادة السعودية، اسفرت عن مقررات هامة وحاسمة لملفات عدة يتصدرها ملف قضية الجنوب.
يتزامن هذا مع كشف سياسيين في وقت سابق، عن توجه المجلس الانتقالي الجنوبي، لاستخدام ورقة رابحة بهدف حسم مصير قضية شعب الجنوب في مواجهة محاولات المملكة العربية السعودية فرض خياراتها على الجنوبيين.
وأعلن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزُبيدي، انه بصدد اتخاذ قرارات مصيرية وحاسمة على طريق استعادة الدولة الجنوبية المستقلة.
وتلقى التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تحذيراً من المجلس الانتقالي الجنوبي، من أن محاولته فرض خياراته على الجنوب وشعبه، ستفجر صراعاً دموياً ستطال تأثيراته الجميع.
سبق هذا توجيه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رسالة إلى المملكة العربية السعودية، أكد فيها أن أبناء الجنوب وحدهم من يحق لهم تقرير مصيرهم السياسي.
وعلق اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، في وقت سابق على المفاوضات بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي في العاصمة الرياض، منتقداً تهميش المملكة مجلس القيادة الرئاسي وعدم اشراكه في أعمال المفاوضات.
وكانت مصادر كشفت عن توجه الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لمعالجة قضية شعب الجنوب بطرح لا يلبي طموحاتهم في إستعادة الدولة الجنوبية، بمنحهم صيغة إدارة ذاتية.
يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.