سربت جماعة الحوثي الانقلابية، قبل لحظات، اول مشاهد كاملة لعملية اختطافها سفينة اسرائيلية في البحر الاحمر، مؤكدة أنها لن تكون الاخيرة"، في سياق تنفيذ قرار زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، قبل ايام، بإغلاق باب المندب امام سفن الكيان الاسرائيلي وتوعده بـ "النيل منها والتنكيل بها".
وتداولت قيادات وناشطون في جماعة الحوثي، على منصات التواصل الاجتماعي، مشاهد فيديو، لما سمته "عملية نوعية بحرية" توثق اختطاف مليشيا الجماعة سفينة الشحن التجارية "ذا جالاكسي ليدر" المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أنغر، اثناء عبورها من البحر الاحمر، قبالة السواحل اليمنية.
تزامن هذا مع إصدار الناطق العسكري لجماعة الحوثي، يحيى سريع، قبل أقل من ساعة، بيانا مصورا، أعلن فيه عن تنفيذ قوات الجماعة "عملية عسكرية في البحر الأحمر كان من نتائجها الاستيلاء على سفينة إسرائيلية واقتيادها إلى الساحلِ اليمني يجري التعامل مع طاقمها وفق تعالم الدين الاسلامي".
وعزا تنفيذ هذه العملية إلى توجيهات زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي وما سماه "استجابة لمطالب أبناء شعبنا اليمني العظيم، وكل الأحرار من أبناء الأمة، وانطلاقاً منَ المسؤولية الدينية والإنسانية والإخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم وما يتعرض له من حصار ظالم واستمرار مجازر العدوان الاسرائيلي".
مُحذرا "الدول التي يعمل رعاياها في البحر الاحمر بالابتعاد عن اي عمل او نشاط مع السفن الاسرائيلية او السفن المملوكة لاسرائيليين". ومُتوعدا "كافة السفن التابعة للعدو الاسرائيلي او التي تتعامل معه بأنها سوف تصبح هدفا مشروعا لقواتنا". مؤكدا تنفيذ توجيهات زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بهذا الشأن.
وتابع: إن عمليات الجماعة "لا تهدد إلا سفن الكيان الإسرائيلي والمملوكة لإسرائيليين كما أشرنا إلى ذلك في بيان سابق". وأردف: "نؤكد استمرار تنفيذ العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة وتتوقف الجرائم البشعة المستمرة حتى هذه اللحظة على إخوانِنا الفلسطينيين".
مستبقا الادانات الدولية لهذه الواقعة غير المسبوقة منذ تأسيس الكيان الاسرائيلي قبل 70 عاما بقوله: إن "من يهدد أمن واستقرار المنطقة والممرات الدولية هو الكيان الصهيوني، وعلى المجتمع الدولي إذا كان حريصاً على أمنِ واستقرارِ المنطقةِ وعدمِ توسيعِ الصراع أن يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة".
يأتي تبني جماعة الحوثي هذه العملية، عقب خمسة ايام على إعلان جيش كيان الاحتلال الاسرائيلي، رسميا، منتصف ليل الثلاثاء، عن تعرض الكيان لهجوم صاروخي واسع من جهة جنوب البحر الاحمر، بالتزامن مع اعلان الناطق العسكري لجماعة الحوثي الانقلابية، تبني شن هجوم ثامن على ما سماه "عمق كيان العدو الاسرائيلي"، وسريان قرار زعيم الجماعة اغلاق باب المندب امام السفن الاسرائيلية.
وجاء الهجوم الحوثي الجديد على الكيان الاسرائيلي، عقب ساعات، على إصدار جماعة الحوثي الانقلابية، اعلانا وصفه مراقبون دوليون واقليميون بأنه "اعلان انتحاري يجسد تهور الجماعة وتطرفها"، لتضمنه توسيع هجماتها بالصواريخ والطائرات ذات التقنية الايرانية، لتتجاوز الكيان الاسرائيلي، الى استهداف مصالح الكيان وداعميه في المنطقة برمتها.
وقال زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" بمناسبة ما يسمى "ذكرى الشهيد السنوية"، الثلاثاء: "عملنا على مستوى القصف بالصواريخ والمسيرات سيستمر، تخطيطنا لعمليات اضافية في كل ما يمكن ان نناله من اهداف صهيونية في فلسطين أو في غير فلسطين، لن نتوانى عن ذلك".
مضيفا: "وليعلم الجميع ان العدو الاسرائيلي يعتمد في حركته في البحر الاحمر وبالذات من باب المندب على التهريب والتمويه ولم يجرؤ ان يرفع الاعلام الاسرائيلية على سفنه، يهرب تهريب ويغلق اجهزة التعارف. لكن مع ذلك لن يفلح، سنبحث حتى نتحقق من السفن التي هي تابعة له، ولن نتوانى عن استهدافها". حسب تعبيره.
وتحدث الحوثي عن تلقي جماعته رسائل من الولايات المتحدة امريكية، وقال: "منذ بداية الأحداث في فلسطين وصلتنا رسائل التهديد والترغيب من الجانب الأمريكي. وكلها لم نكترث لها وعندما قال الأمريكيون لنا أنهم وجهوا دول المنطقة ألا يكون لها أي ردة فعل تجاه فلسطين قلنا لا تحسبونا معهم، لسنا من يخضع لأوامركم".
مشيرا الى اغراءات وتهديدات امريكية بقوله: "الأمريكي يتجه للضغط علينا عبر التهديد المباشر وبعودة الحرب مع التحالف وإعاقة الاتفاق مع التحالف بعد أن كان وشيكًا وإعاقة المساعدات الإنسانية". وأردف متحديا: "إننا لن نكترث لكل خطوات الضغط والتهديد الأمريكية ولن تصرفنا عن موقفنا المبدئي ولن يستعبدنا الامريكي ولا البريطاني".
يترافق اعلان وزارة الدفاع الامريكية "الرد في الزمان والمكان المناسبين على أي تهديد يستهدف قواتنا". مع اعلان جيش كيان الاحتلال الاسرائيلي، الخميس، قرار الحرب على جماعة الحوثي في اليمن وفصائل ما يسمى "محور المقاومة" الموالية لإيران، وهجماتها على الكيان من مختلف الاتجاهات.
جاء هذا بعدما كان جيش الكيان الاسرائيلي، اعلن رسميا منتصف ليل الثلاثاء عن تعرض الكيان لهجوم صاروخي واسع من جهة جنوب البحر الاحمر، بالتزامن مع اصدار الناطق العسكري لجماعة الحوثي الانقلابية بيانا جديدا، اعلن فيه تبني جماعته شن هجوم ثامن على ما سماه "عمق كيان العدو الاسرائيلي".
وكانت قيادة ايران و"حزب الله" في لبنان أكدتا في وقت سابق، أنهما ستتدخلان عسكريا حال التدخل العسكري الامريكي وفي حال لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وبالمثل زعيم جماعة الحوثي، أعلن رسميا، "المشاركة بكل الممكن حتى الصواريخ والطائرات المسيرة، اسنادا للمقاومة الفلسطينية".
وخلال الاسابيع الماضية، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، عن تنفيذها حتى الان ست هجمات على الكيان الاسرائيلي، اخرها ليل الخميس الفائت، بـ "اطلاق دفعة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة,ام الرشراش (ايلات)". وهو ما اكده الكيان.
إلى ذلك يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي، شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.
وتتواصل سياسيا التنديدات العربية للعدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بفلسطين، واتفقت بيانات معظم الدول العربية والاسلامية، المعلنة في "الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بينما انضمت الامارات رسميا إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ودول أوروبا في ادانة المقاومة الفلسطينية وأسر رهائن اسرائيليين.
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "11500 قتيل فلسطيني (بينهم 5412 طفلا و3027 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 27000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 347 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق كتائب القسام، ابو عبيدة