الحوثي

لماذا أثار اختطاف الحوثيين لـ”سفينة إسرائيلية” استياء اليمنيين الداعمين للمقاومة الفلسطينية؟!

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

من اللافت أن المليشيات الحوثية في عملياتها، التي تعلنها ضد الكيان الصهيوني، لا تؤثر في عمليات العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، ولا تكبد الاحتلال خسائر معتبرة تساهم في إجباره على وقف عدوانه، ففي حين تتواجد أكبر قاعدة عسكرية اسرائيلية خارج الأراضي الفلسطينية، في إريتريا، القريبة من الحوثيين بحدود 300كم، فإن المليشيات تذهب بعيدا لإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على مسافة تقارب 2000 كم، لا تُحدث أي تأثير على الجانب الإسرائيلي، أو كما فعلت بالأمس، اختطفت سفينة شحن تجارية ليس فيها إسرائيلي واحد، فضلا عن روايات متعددة تقول إن السفينة والشحنة كذلك مملوكة لشركة بريطانية ويابانية، وعلاوة على ذلك، فإنها كانت قادمة من تركيا وذاهبة إلى الهند وليس إلى أو من الكيان الصهيوني.

 

بالتزامن مع تزايد الضغط الدولي على الكيان الصهيوني، بوقف عدوانه الإجرامي الهمجي على قطاع غزة المحاصر، وبعد حوالي 24 ساعة من ارتكاب الكيان المارق مجازر في قطاع غزة أمس الأول (السبت)، خلفت نحو 1000 شهيد، وفقا للإعلام الحكومي بغزة، خرج الناطق العسكري لمليشيات الحوثي التابعة لإيران، للإعلان عن "احتجاز" سفينة نقل قالت إنها إسرائيلية، تحمل اسم "غالاكسي ليدر" وعلى متنها طاقم يضم 22 بحارا.

 

وأخذ الإعلان الذي بادر وأن صرح به قادة الكيان الصهيوني أنفسهم، قبل قادة الكيان الحوثي، حيزا واسعا على وسائل الإعلام الدولية، فضلا عن المحلية، وهذا الحيز كان بلا شك على حساب التغطية على مجازر الكيان الإسرائيلي المستمرة في قطاع غزة.

 

وفي حين، يؤكد خبراء ومحللون، تابعهم "المشهد اليمني"، أن العملية الحوثية، للسفينة التي تضاربت الروايات، بشأن هويتها، هل هي إسرائيلية أم بريطانية أم يابانية أم يونانية، إلا أن عملية الاختطاف، وباسم نصرة غزة والمقاومة الفلسطينية، ستقلل من الضغوط الدولية على الكيان الصهيوني، وتعمل آلته الإعلامية على تقديم الكيان كضحية يواجه من "جماعات" تمثلل هددا على التجارة العالمية وخطوط الملاحة الدولية، ما سيقلل من حضوض المؤيدين للقضية الفلسطينية في الشارع الغربي والأوروبي.

 

ومن المهم الإشارة بأن العملية الحوثية، تمكنت إلى حد لا بأس به من التضليل والتأثير على قطاع واسع من الشعب اليمني، وحتى على أصوات في العالم العربي والإسلامي، معادية للمشروع الإيراني الخبيث في عالمنا العربي، لكنها بالطبع، لم تنطلي ولن تنطلي على القطاع الأوسع من اليمنيين الداعمين للمقاومة الفلسطينية، وهنا يرصد "المشهد اليمني" جانبا من ردود فعل صحفيين يمنيين إزاء العمليات الحوثية، التي تزعم استهداف الكيان الصهيوني.

 

البداية من الصحفي مختار الفقيه الذي قال: "بعض العرب مخدوعون بخطابات وبيانات الحوثي، يظنون أنهم فعلا القوات المسلحة اليمنية كما يزعمون، ويجهلون أنهم مجرد مليشيات تابعة لإيران، رغم أنهم على إدراك تام بالدور الخبيث الذي تلعبه الأذرع الإيرانية في المنطقة، وكيف اكتوت الدول العربية بجحيمها، وحولتها إلى حروب ودمار".

 

مصطفى ناجي، الصحفي اليمني، من جهته قال: "الحوثي تهديد لحاضر ومستقبل اليمن وهو تهديد، وشيك وفعلي للأمن والسلم الدوليين". وأضاف: "توقيع اتفاق سلام معه بصيغته وتركيبته الحالية يعني جعل كل الأطراف اليمنية تهديدا للسلم والامن الدوليين". وقال: "يبدو اختطاف سفينة في البحر عملا يخدم الفلسطيين في نظر البعض لكنه في الحقيقة خدمة لاسرائيل".

 

أما الصحفي والحقوقي همدان العليي، فقال: "يقولون بأن الحوثيين الذين يقتلون أطفالنا في اليمن، يريدون إنقاذ أطفال غزة..! هذه خرافة مثل خرافة ولاية البطنين والفخذين العنصرية..".

 

وأضاف: "هذا موسم تلميع الأحذية وتجميل الوجوه القبيحة وغسل الأيادي الملطخة بدماء اليمنيين..! لكن في النهاية لن يصح إلا الصحيح.. ومن قال هذه بلادي وحقي غلب باذن الله".

 

وزاد في منشور آخر: "العربي المعجب بفهلوات العصابة الحوثية يأخذها عنده، أما نحن فهم أعداء الشعب اليمني حتى يتم القضاء على عنصريتهم وهمجيتهم وإقامة الدولة العادلة التي تحترم حقوق اليمنيين في الكرامة والإعتقاد". وأضاف: "على اليمنيين أن يثبتوا في مرحلة الزيف هذه.. فهم فقط يعرفون قبح وكذب ونفاق ولؤم هذه العصابة، وقناعها لن يصمد كثيرا وسينتهي اليوم أو غدا".

 

من جانبه قال الناشط الصحفي إبراهيم عسقين: "طالما ان السفينة تحمل علم دولة البهاما (حبيبة بريطانيا) وكانت متجهة للهند (حبيبة بريطانيا) .. وبما ان بريطانيا حبيبة الحوثيين، فحمولتها الحقيقية التي افرغها الحوثيون سوف تسقط على رؤوس اليمنيين في تعز ومارب والساحل في قادم الايام".

 

وقال في منشور آخر، "طبيعي انه من مصلحة غزة والفلسطينيين الآن خلط الأوراق بأي طريقه ومن أي جهة.. المعركه بالنسبه للمقاتل في غزه بقاء (نصر او استشهاد) .. هم لا يكترثون كثيرا للأحداث الاقليميه او العالميه ولا يكترثون لقول الساسه ولحساباتهم لذلك لاتلوموهم عندما يفرح الغالبية منهم عند سماع يحيى سريع او غيره يصرح بقوله : ضربنا او اختطفنا اوقصفنا .. مع انهم لايدركون ان هذه الاحداث المبتكرة هدفها الاساسي التغطية على المذابح التي ما انت تحدث واحدة منها في غزه الا ويسارع الحوثي ومن على شاكلته بابتكار حدث جديد لسحب الاضواء إليه وصرف النظر عن جرائم الصهاينة".

 

المذيعة والإعلامية اليمنية الدكتورة أسماء راجح، قالت: "يا أهل اليمن عرفوا العالم من هو الحوثي يبدو الناس لا تعلم كم الدماء والأطفال والنساء والارض والعرض يعني للاختصار اكثر، الحوثي وكيل ايران اسرائيل فرع اليمن".

 

أما عبدالمحسن المراني، فقال: "من يحاصر أكثر من 3 مليون يمني في مدينة تعز ويقصفها ليل نهار ويستهدف الأطفال والنساء بصواريخه وطائرته المسيرة لن يواجه الحصار والتجويع وقتل الاطفال والنساء واستهداف المستشفيات والاعيان المدنية في أي بلد أخر، العنصرية لها شكل ولون واسلوب واحد في كل العالم ، الصهيونية تساوي الحوثية ،الفكرة والأسلوب والضحية".

 

الإعلامي محمد الضبياني، من جانبه قال: "يكذب الحوثيون كما يتنفسون .. في الحقيقة #الحوثة_صهاينة_اليمن، ولن يمس الكيان الغاصب أي أذى من حلفائهم الإيرانيين ووكلائهم في اليمن وسوريا والعراق ولبنان! إيران وإسرائيل مشروعان إرهابيان يحملان هدفا واحدا في الإرهاب والجريمة".

 

وأضاف في منشور آخر: "يمارس الحوثي الإرهابي دعاية سوداء بادعاء كاذب وفاضح باستهداف الاحتلال الإسرائيلي وهي خطة إيرانية آثمة لإشغال الرأي العام والتغطيات الإعلامية عن حقيقة المجازر التي يرتكبها الصهاينة في غزة فبدلا من تصويب الرأي العام العالمي لما يحدث في غزة تختطفت مليشيا إيران الحوثية حيزا من الاهتمام فصواريخ الحوثي مخصصة لقتل اليمنيين وتدمير مدنهم وهدم بنيتهم التحتية".

 

وتابع: "يريدون تبييض جرائم الحوثي الإرهابي الذي قتل أطفال اليمن ومزق أجسادهم إلى أشلاء.. الذي لا يساوي أطفال غزة بأطفال اليمن فقد أعلن تخليه عن الإنسانية والضمير. المجرم واحد، العدو الصهيوني والعدو الحوثي".

 

الإعلامي بشير الحارثي، بدوره قال: "ما قامت به مليشيات الحوثي من قرصنة على السفينة التي يقول إنها إسرائيلية عمل لا يخدم سوى إسرائيل وتخفيف السخط العالمي عما ترتكبه من جرائم حرب إبادة بحق الأطفال والنساء في فلسطين، وإعطاء إسرائيل مبرر لتوسعة حربها وجرائمها بالشرق الأوسط ولا يستبعد أن تكون بتوجيهات إيرانية وفق تفاهمات بينهما ولذلك لن تكون هناك أي ردة فعل دولية بل سيمنحوا الحوثي بربجاندة إعلامية لتحسين شروطه في التسوية السياسية المرتقبة التي يعد لها حاليا في اليمن. ولو لم يكن كذلك لما حضيت مليشيات الحوثي بهذا الدلال والتغاظي المفضوح عن انقلابها وجرائمها بحق اليمنيين منذ ثمان سنوات.

 

الكاتب رياض الغيلي، قال: " والله لو يجيبوا نتنياهو مكتف أنهم حوثة لا أكثر. ولن تغفر خطيئاتهم هذه المسرحيات المكشوفة".

 

فيما قال الناشط الصحفي صادق الوصابي: "كيف لجماعة الحوثي أن تتوقف عن أعمال القرصنة وتلغيم اليمن وتهديد استقرار الإقليم ما دامت تحظى بكل هذه الرخاوة والمداهنة الدولية لسنوات. كيف لها أن تكف عن إرسال صواريخها ومسيراتها التي تسقط في العواصم العربية ما دامت تتمتع بكل هذا الدلال الذي لم تحظ به أي جماعة إرهابية في العالم".

 

في حين قال الصحفي عبدالسلام القيسي: "أنا بوادي وأنتم بوادٍ آخر .. تناقشون أن الحوثي يزايد بالقضية الفلسطينية،وأكتب أنا قولي هذا: ولو حقيقة الحوثي مع فلسطين فلا يمكن أن أكف قتالي،له،فأنا ضد الحوثي لأنه الحوثي ذراع إيران ونكل باليمن،ولا أقاتله لأعيده الى صواب القضية الفلسطينية، وأصف معه، بحجر الله افهموا".

 

بدوره قال الصحفي علي العقبي، إن تبني الحوثيين "استهداف مناطق إسرائيلية الأيام الماضية وخطف سفينة اليوم ليست مساندة لغزة في الحرب ضد الصهاينة، إنما كذبة ساذجة. وكلها مبررات واتفاق إسرائيلي أمريكي حوثي لجلب البوراج الإسرائيلية والأمريكية للبحر الأحمر وجزره تحت ذريعة حماية الملاحة الدولية وتأمينها".

 

ويقول فيصل المجيدي ، وكيل وزارة العدل في الجمهورية اليمنية: "لا يوجد يمني حر والا يدعم الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وحريته ومواجهة الصهاينة المحتلين، لكن الحوثية لا تختلف ابدا عن الصهيونية فهي تقتل وتهجر وتدمر وتنهب وتفرس اليمن وتغير هويته لصالح إيران الحوثية والصهوينة وجهان لعملة واحدة فلا تغرنكم مسرحياتهم".

 

الناشط محمد المخلافي، من جانبه قال: "تمثيليه سمجة الغرض منها الشرعنة للحوثي شعبيا كما شرعنوا من قبل لحزب الله بذريعة المقاومة ليتحول إلى حارس الحدود بعد ترسيمها كي يتسنى للمحتل استخراج الغاز وكما شرعنوا للحشد الشعبي بذريعة قتال داعش ومن قبله مقاومة الاحتلال الامريكي وهم في الحقيقة من يحرس السفارة والقواعد الامريكية".

 

ويتفق مئات الصحفيون والناشطون اليمنيون - تابعهم المشهد اليمني - الذين ضخوا آلاف المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، أن المليشيات الحوثية، تهدف من وراء عملياتها وآخرها اختطاف السفينة التي تقول إنها إسرائيلية، تهدف إلى محاولة تبييض سجل جرائمها الإرهابية بحق اليمنيين، التي تماثل جرائم الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين، وتقدم نفسها كنصير للقضية الفلسطينية التي ربما لا يختلف يمنيان اثنان على نصرة القضية واعتبارها قضية مركزية ومحورية للعرب والمسلمين.

 

ويتفق اليمنيون أن المليشيات الحوثية تحاول أيضا كسب التأييد الشعبي من خلال متاجرتها بالقضية الفلسطينية ومجازر الكيان الصهيوني بقطاع غزة، والتخلص من الاحتقان الشعبي في مناطق سيطرتها والذي وصل ذروته في الأسابيع التي سبقت طوفان الأقصى والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

 

كما تحاول المليشيات الحوثية، تقديم نفسها كطرف فاعل ومؤثر في الإقليم وعلى مستوى العالم "ضمن المحور الإيراني"، لانتزاع مكاسب سياسية، تعود عليها بالنفع لتثبيت حكمها السلالي العنصري على رقاب اليمنيين.

 

كما يتفق معظم اليمنيون أن المليشيات الحوثية، لن تضر الكيان الصهيوني ضررا مباشرًا بقدر ما ستخدمه والولايات المتحدة والغرب من خلفه، بإإيجاد مبررات لغزو المياه والممرات اليمنية، واستهداف ممرات مياه عربية أخرى، كقناة السويس المصرية