سفينة

خبير دولي : هكذا أمن الحوثيين عقوبات قانون البحار!

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

كشف خبراء قانونيين عن حيلة اتبعتها جماعة الحوثي الانقلابية، لتأمن عقوبات قانون البحار والملاحة الدولي، حيال واقعة احتجاز الجماعة سفينة الشحن "ذا جلاكسي ليدر" اثناء عبورها ممرا ملاحيا دوليا في البحر الاحمر قبالة السواحل اليمنية، يوم الاحد الفائت.

 

يأتي هذا عقب يوم على اطلاق اليابان، رسميا، مفاجأة مدوية، بشأن ما يتردد عن ملكيتها سفينة "ذا جلاكسي ليدر" المختطفة من جماعة الحوثي الانقلابية، اثناء عبورها البحر الاحمر، قبالة السواحل اليمنية، جاء بخلاف جميع التوقعات والمتداول، بشأن هوية السفينة المختطفة.

 

 

واتفق خبراء متخصصون بالقانون الدولي وتشريعات البحار والملاحة الدولية، في أن "ما قامت به قوات جماعة انصار الله في اليمن (الحوثيين) كان يمكن ان يندرج تحت تصنيف القرصنة، كما يروج له بعض السياسيين، لكنه فعليا لا ينطبق قانونيا على هذه الواقعة". حد تأكيدهم.

 

مِن هؤلاء ‏مدير المرصد الإعلامي الإسلامي‏ ياسر ابو عمار المقيم في لندن، نشر على حائطه بمنصة "فيس بوك" توصيفا لموقف القانون الدولي من اختطاف الحوثيين سفينة الشحن التجارية "ذا جلاكسي ليدر" التابعة لشركة أكد ملكيتها رجل الاعمال الاسرائيلي ابراهام اونغر (رامي).

 

وقال في تدوينته: إن "سلطات الجماعة، المسيطرة على في معظم شمال وغرب اليمن، سبق لها ان اعلنت رسميا الحرب على الكيان الاسرائيلي في منتصف اكتوبر الفائت واعلنت في منتصف نوفمبر الجاري تحذيرا رسميا لجميع سفن الكيان..لذلك تنطبق على السفن قوانين الحرب".

 

موضحا أنه "طبقا لدليل سان ريمو بشأن القانون الدولي المطبق في النزاعات المسلحة في البحار والذي جرى اعتماده في يونيو 1994، فان ما حدث قانوني يتفق وقوانين الحرب، وقد طبقته البحرية البريطانية اثناء الحربين العالميتين الاولى والثانيه ضد سفن المانيا". حسب تأكيده.

 

ونوه في السياق، إلى نصوص صريحة في القانون الدولي المطبق في النزاعات المسلحة في البحار "تجعل ما حدث قانوني". وأفاد بأنه "طبقا للمادة رقم 59 من دليل سان ريمو يجوز الهجوم على سفن العدو التجارية ان كانت تقوم بشكل غير مباشر لدعم العمليات العسكرية للعدو".

 

وذكر الخبير المصري ابو عمار في بيان الموقف، أن "المادة رقم 60 من القانون الدولي للنزاعات في البحار تنص على انه يجوز احتجاز السفن التجارية لقيامها بأعمال حربية لحساب العدو، او عملها كسفينة مساعدة للقوات المسلحة المعادية، أو ابحارها بحماية سفن بحرية معادية".

 

لافتا إلى أنه "وفقا للمادة 110 يحق للسفن الحربية والطائرات العسكرية المحاربة زيارة وتفتيش السفن التجارية خارج المياه المحايدة إذا كان هناك ما يدعو بصورة معقولة إلى الاشتباه في أن تخضع للاحتجاز". وأن هذا هو ما يطبقه التحالف مع السفن الواصلة لليمن منذ مارس 2015.

 

مختتما تدوينته بالتعليق على ملابسات ما قامت به جماعة الحوثي بزعم "الضغط لايقاف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة"، قائلا: "ومن لم يعجبه الكلام ليعتبر فعل صنعاء جاء بعد تحذير مثله مثل تحذيرات جيش الاحتلال 'الانسانيه' لسكان غزة باخلاء منازلهم قبل قصفها" وتدميرها.

 

 

من جانبها كانت جماعة الحوثي الانقلابية صدرت اعلان تحذيرها سفن الكيان الاسرائيلي وتوعدها بقصفها لدى عبورها من باب المندب والبحر الاحمر، بحديثها عن "ان العدوان الاسرائيلي الغاشم وجرائمه المتوحشة بحق الفلسطينيين أعلنت اسقاط القوانين والتشريعات والمواثيق الدولية واثبتت زيف شعارات الغرب بشأن حقوق الانسان".

 

جاء هذا ضمن اعلان لجماعة الحوثي، هو الاخطر على الاطلاق، اصدرته مساء الثلاثاء الفائت، واعتبره مراقبون اقليميون ودوليون للشأن اليمني "اعلانا انتحاريا"، لتضمنه قرار الجماعة توسيع دائرة هجماتها على الكيان الاسرائيلي بالصواريخ والطائرات المسيرة لتشمل مصالحه والداعمين له في دول المنطقة والاقليم، والبحر الاحمر.

 

 

وقال زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" بمناسبة ما يسمى "ذكرى الشهيد السنوية"، الثلاثاء: "عملنا على مستوى القصف بالصواريخ والمسيرات سيستمر، تخطيطنا لعمليات اضافية في كل ما يمكن ان نناله من اهداف صهيونية في فلسطين أو في غير فلسطين، لن نتوانى عن ذلك". 

 

مضيفا: "وليعلم الجميع ان العدو الاسرائيلي يعتمد في حركته في البحر الاحمر وبالذات من باب المندب على التهريب والتمويه ولم يجرؤ ان يرفع الاعلام الاسرائيلية على سفنه، يهرب تهريب ويغلق اجهزة التعارف. لكن مع ذلك لن يفلح، سنبحث حتى نتحقق من السفن التي هي تابعة له، ولن نتوانى عن استهدافها". حسب تعبيره.

 

 

وتحدث الحوثي عن تلقي جماعته رسائل من الولايات المتحدة امريكية، وقال: "منذ بداية الأحداث في فلسطين وصلتنا رسائل التهديد والترغيب من الجانب الأمريكي. وكلها لم نكترث لها وعندما قال الأمريكيون لنا أنهم وجهوا دول المنطقة ألا يكون لها أي ردة فعل تجاه فلسطين قلنا لا تحسبونا معهم، لسنا من يخضع لأوامركم".

 

 

مشيرا الى اغراءات وتهديدات امريكية بقوله: "الأمريكي يتجه للضغط علينا عبر التهديد المباشر وبعودة الحرب مع التحالف وإعاقة الاتفاق مع التحالف بعد أن كان وشيكًا وإعاقة المساعدات الإنسانية". وأردف متحديا: "إننا لن نكترث لكل خطوات الضغط والتهديد الأمريكية ولن تصرفنا عن موقفنا المبدئي ولن يستعبدنا الامريكي ولا البريطاني".

 

 

تزامن الاعلان الحوثي، مع اعلان جيش الكيان الاسرائيلي، رسميا منتصف ليل الثلاثاء عن تعرض الكيان لهجوم صاروخي واسع من جهة جنوب البحر الاحمر، بالتزامن مع اصدار الناطق العسكري لجماعة الحوثي الانقلابية بيانا جديدا، اعلن فيه تبني جماعته شن هجوم ثامن على ما سماه "عمق كيان العدو الاسرائيلي".

 

 

وكانت قيادة ايران و"حزب الله" في لبنان أكدتا بداية شهر اكتوبر الفائت، أنهما ستتدخلان عسكريا حال التدخل العسكري الامريكي وفي حال لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وبالمثل زعيم جماعة الحوثي، أعلن رسميا، "المشاركة بكل الممكن حتى الصواريخ والطائرات المسيرة، اسنادا للمقاومة الفلسطينية" حسب قوله.

 

 

وخلال الاسابيع الماضية، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية - وأكد جيش الكيان الاسرائيلي- تنفيذ ثمان هجمات على الكيان حتى الان، اخرها ليل الخميس الفائت، بـ "اطلاق دفعة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة,ام الرشراش (ايلات)" جنوبي فلسطين.

 

 

إلى ذلك يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي، شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

 

وتتواصل سياسيا التنديدات العربية للعدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بفلسطين، واتفقت بيانات معظم الدول العربية والاسلامية في "الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بينما انضمت الامارات رسميا إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ودول أوروبا في ادانة المقاومة الفلسطينية وأسر رهائن اسرائيليين.

 

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "12300 قتيل فلسطيني (بينهم 5600 طفلا و3027 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 27000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 347 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق كتائب القسام، ابو عبيدة.