صدت القوات الجنوبية، توغلاً لقوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح، في عدن يستهدف السيطرة على الشريط الساحلي الممتد إلى لحج، ضمن تحركاته لتوسيع نفوذه.
كشف هذا اللواء التاسع صاعقة في القوات الجنوبية، الذي أكد التصدي لما وصفه "مؤامرة لطارق صالح ينفذها بالتواطؤ مع قوة من ألوية العمالقة الجنوبية، لإيجاد موطء قدم لطارق في الشريط الساحلي على مشارف عدن".
وقال اللواء التاسع في بيان: "القوة التي نزلت للتمركز قبل ثلاثة أيام في مفرق قعوة التابع لمديرية البريقة هي قوة سرية تتبع طارق عفاش قائدها فهمان الغبس قائد اللواء الأول مغاوير باوأمر من طارق عفاش الذي هو ضمن قوته وقد تم الاجتماع على هذا مع المدعو حمدي شكري وطارق وعمار عفاش في لواء خالد بالمخا قبل أسبوع واتفق معاهم بالموافقة لنشر قواتهم على الساحل وعلى مشارف عدن وهذا ماحدث فعلاً".
مضيفاً: "عندما عرف القائد فاروق الكعلولي بذلك ناشد فهمان الغبس لخروجها رفض ذلك، فتم إبلاغ المجلس بذلك وتم إرسال سرية من اللواء التاسع لاخراجها والتحاور لاخراجهم، فعندما وصلت قوة اللواء التاسع بالقرب من مفرق قعوة لاخراج سرية المغاوير التابعة لطارق عفاش".
وتابع: "تم التواصل بطارق من قبل قيادة السرية فتواصل طارق بحمدي واستعان باللواء الثاني عمالقة لتعزيز قوته وأرسل له أربع عربات وعشرة اطقم وتم الاتصال بألوية الدرع وتم تعزيزهم بخمسين طقماً بقيادة مجدي مناظل وأركانه فعندما علمت قيادة الصبيحة بذلك تدخل القائد عبدالغني وقال على الكل الانسحاب فرفض فهمان وقال لا نقدر، نحن نتلقى أوامر من قيادتنا".
مردفاً: "عندما علم الوزير محمود الصبيحي ووصل الى مثلث قعوة وقال على قوة طارق الإنسحاب وعودتها حيث ماكانت وعلى قوات اللواء التاسع العودة المعسكر وتم ذلك لكن التعزيز لم يعود ولازالت ثلاثة أطقم وعربتان من قوات تعزيز حمدي يعسفهم الندم على خروج قوات طارق وإفشال المخطط الذي تم الاتفاق عليه بين حمدي وعمار وطارق، ولازال رافض خروج قواته التي عززت".
وأوضح البيان أنه "لا يوجد أي تهريب في مناطق سيطرة اللواء التاسع صاعقة على الاطلاق، التهريب الذي يشرف عليه حمدي في ميناء العارة ويستلم من كل مهرب ويسميها جمارك التهريب هو في العارة وما حولها تحت حراسة مشددة من قوات حمدي".
مؤكداً أنه "لايوجد تهريب ولا تقطع في النطاق الجغرافي ومسرح العمليات للواء التاسع من فقم حتى جبال قعوة، ولا أي مشاكل في هذا الشريط الساحلي، وعندما توجد أكذوبة الحملة الأمنية من قعوة غرباً يوجد التهريب والتقطع وتوجد الموانئ السرية للتهريب ليس فقط الوارد بل تصدير المهربات الى دول أخرى".
وطالب قائد اللواء التاسع صاعقة فاروق الكعلولي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزُبيدي ونائب رئيس الانتقالي والرئاسي قائد ألوية العمالقة الجنوبية أبو زرعة المحرمي ومشائخ قبائل الصبيحة في مديرية المضاربة ورأس العارة " تشكيل لجنة محايدة لتقصي حقائق التهريب والسجون السرية وأماكن تواجدها وادانة القائمين عليها والتوصية بعزلهم من مناصبهم عندما يتم الاثبات على من تورط بحماية التهريب".
يأتي هذا بعد أن بدأ قائد قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" العميد طارق صالح في سبتمبر الفائت تحركات وصفها مراقبون بـ "المريبة والمثيرة للجدل"، لتزامنها مع "ترتيبات امريكية لدعم وتسليح جيش الشرعية لشن حرب تستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي وجماعة الحوثي، وتمكين عودة نظام صالح لحكم البلاد.
وكشف سياسيون وعسكريون في وقت سابق، عن منح الولايات المتحدة الأمريكية رسميا، الضوء الأخضر لجيش "الشرعية" التابع لحزب الإصلاح (الاخوان في اليمن) وقوات طارق صالح، للبدء بشن حرب خاطفة، بدعم واسناد مباشر من واشنطن، تستهدف جماعة الحوثي والمجلس الانتقالي، معا، تحت غطاء "مكافحة الارهاب وتأمين الملاحة الدولية والتصدي لتهديدات المليشيات الحوثية".
في المقابل، حذر سياسيون وعسكريون جنوبيون من هذه "التحركات الامريكية في المنطقة والتقارب اللافت مع حزبي الاصلاح والمؤتمر وقواتهما". مؤكدين أنه "يأتي ضمن الترتيبات الجارية لشن حرب على القوات الجنوبية واستعادة السيطرة على محافظات ابين ولحج وشبوة بجانب استكمال السيطرة على محافظات المهرة وحضرموت".
وسبق أن حذر سياسيون جنوبيون مما يحاك لحضرموت من جانب التحالف بقيادة السعودية والولايات المتحدة الامريكية ومكونات "الشرعية" وفي مقدمها حزبي الاصلاح (الاخوان) والمؤتمر الشعبي العام، كاشفين حقيقة ما يسمى "قوات درع الوطن" والهدف من انشائها بتمويل سعودي منذ قرابة عامين.
يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.