أكدت مصادر يمنية رسمية استمرار الجماعة الحوثية في أعمالها العدائية التصعيدية في محافظة الحديدة (غرب البلاد) خرقًا منها للهدنة الأممية، وذلك بالتزامن مع تسبب قذائف الجماعة أمس (الأربعاء) في قتل وإصابة 5 مدنيين في محافظة تعز (جنوب غرب).
ويأتي التصعيد الحوثي في وقت تتواصل فيه المواجهات على نحو متقطع في جبهات نهم والجوف وصرواح بإسناد جوي من تحالف دعم الشرعية الذي كان أعلن قبل يومين عن تدمير مسيّرتين حوثيتين كانتا تستهدفان الأعيان المدنية جنوب السعودية.
وفي هذا السياق، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) بأن قصفًا حوثيًا بالقذائف المدفعية استهدف ظهر الأربعاء الأحياء الشمالية لمدينة تعز، وهو ما تسبب في إصابة حافلة صغيرة تقل مدنيين بإحدى القذائف، ونجم عنه مقتل امرأة وإصابة 4 آخرين، أغلبهم من الأطفال.
وذكرت المصادر أن القصف الحوثي استهدف حي "البعرارة" شمال مدينة تعز، بالقرب من خزان لمياه الشرب في المنطقة، وهو ما يجدد إصرار الجماعة الحوثية على عدم إلقاء أي بال بحياة المدنيين العزل.
إلى ذلك، أكدت المصادر الرسمية للقوات المشتركة في محافظة الحديدة، أن القصف الحوثي تسبب في إصابة امرأة في مديرية حيس في الأرياف الجنوبية للمحافظة، بالتزامن مع استمرار الجماعة في هجماتها في أكثر من موقع. وأكد المركز الإعلامي لألوية "العمالقة" أن الميليشيات فتحت نيران أسلحتها المتوسطة صوب الأحياء السكنية في مديرية التحيتا، جنوب الحديدة، فيما ردّت القوات المشتركة على مصادر النيران وأخمدتها في الحال.
ونقل المركز عن مصادر محلية في مديرية التحيتا قولها إن الميليشيات الحوثية أطلقت النيران من سلاح الدوشكا صوب منازل المواطنين، جنوب مركز المديرية. وذلك بعد أن كانت القوات المشتركة تمكنت من تدمير مواقع حوثية استخدمت لشنّ القصف.
وقال المركز الإعلامي إن مسلحي الجماعة الموالين لإيران قصفوا في الآن نفسه القرى السكنية ومزارع المواطنين في بلدة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب الحديدة، بقذائف المدفعية ومختلف أنواع الأسلحة، ما أثار حالة من الخوف والهلع في صفوف المدنيين القاطنين في منازلهم، وتعطيل المزارعين لأعمالهم في الأرضي الزراعية.
وفي مديرية حيس، أكدت المصادر الرسمية للقوات المشتركة أن الميليشيات الحوثية استهدفت منازل المدنيين بمختلف أنواع الأسلحة، وأسفر ذلك عن إصابة امرأة بجروح.
وقالت المصادر إن القصف الحوثي أصاب مواطنة تدعى جمعة جنيد البريجي الخريبي، وتبلغ من العمر 40 عامًا، في وقت استخدمت الميليشيات نيران أسلحتها الرشاشة المتوسطة لمهاجمة أحياء سكنية في مناطق متفرقة من المديرية.
وفي سياق ميداني متصل، كانت المصادر الرسمية للجيش اليمني أكدت أن عددًا من عناصر الميليشيات الحوثية قُتلوا الثلاثاء، في قصف لمدفعية الجيش، في جبهة نهم، شمال شرقي العاصمة صنعاء؛ حيث استهدف القصف تحركات لتعزيزات الميليشيا الحوثية، كانت في طريقها لتعزيز مواقع تمركزها.
وذكرت المصادر أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت من جهتها تعزيزات للجماعة في الجبهة ذاتها، ما أسفر عن تدمير عدد من الآليات والعربات التابعة للميليشيا الحوثية، وجرح ومصرع مَن كان على متنها. ورغم المساعي الدولية الأممية للتهدئة في اليمن فإن الجماعة الحوثية رفضت التعاطي الإيجابي أكثر من مرة مع مبادرات وقف النار أحاديًا من قبل تحالف الشرعية.
وكان المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية، العقيد الركن تركي المالكي، أعلن الاثنين الماضي أن القوات المشتركة للتحالف اعترضت وأسقطت طائرتين بدون طيار (مسيّرتين) أطلقتهما الميليشيا الحوثية المتمردة المدعومة من إيران باتجاه الأعيان المدنية بمدينة خميس مشيط، جنوب المملكة العربية السعودية.
ونقلت وكالة "واس" عن المالكي تأكيده أن هذه الأعمال العدائية والإرهابية باستخدام الطائرات بدون طيار تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتأكيدًا من قبل الجماعة لرفض مبادرة وقف إطلاق النار وخفض التصعيد، التي أعلن عنها التحالف، وبدأت في 9 أبريل (نيسان) الماضي.
وكشف العقيد المالكي عن أن مجموع الانتهاكات الحوثية بلغت أكثر من 5 آلاف اختراق باستخدام جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وكذلك الصواريخ الباليستية، موضحًا استمرار الميليشيا الحوثية بانتهاك القانون الدولي الإنساني بإطلاق الطائرات بدون طيار، واستهدافها المتعمد للمدنيين، وكذلك التجمعات السكانية، ما يهدد حياة مئات من المدنيين.
يشار إلى أن الجماعة الحوثية لا تزال تتعنت أمام الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، لإحلال السلام، بخاصة أن الحكومة الشرعية كانت أعلنت موافقتها على مبادرته الأخيرة لوقف النار وفتح مطار صنعاء وإطلاق الأسرى ودفع الرواتب وتوحيد الجهود لمواجهة "كورونا".