انسحاب قوات خليفة حفتر من كامل الغرب الليبي، قد يفرز واقعًا جديدًا، خاصة في مدينة طرابلس التي يسيطر عليها خليط من الميليشيات المتصارعة، وإنْ تحالفت مؤقتًا لمواجهة الخطر الوجودي، الذي مثله هجوم قوات حفتر، للسيطرة على المدينة.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز، إنه حتى داخل طرابلس، فإن انسحاب حفتر قد يدفع بصراعات جديدة على السلطة؛ فبعد جولات سابقة من الصراع الأهلي في ليبيا، طالبت الميليشيات المنتصرة في كثير من الأحيان، بمواقع رئيسية وغنائم إضافية من الحكومات المؤقتة المتعاقبة.
وتنقل الصحيفة عن الباحث، عماد بادي، قوله، إن الميليشيات التي لعبت الدور الأكبر في تراجع حفتر ”لن تحزم أمتعتها وتغادر“ و“سوف تتوقع شيئًا في المقابل.“
والواقع أن هذا الوضع يعيد طرابلس إلى المربع الأول، حيث تعتمد حكومة الوفاق الضعيفة على الميليشيات، من أجل الحماية وضبط الأمن.
هذه الميليشيات تقوم بعدد من الأنشطة، تشبه دور قوات الأمن وحماية المؤسسات، مقابل الغطاء الشرعي وترحيل المنافسين من الأراضي التي يتم الاستيلاء عليها، والضغط على المؤسسات المالية.
وأبرز هذه الميليشيات ثوار طرابلس بقيادة هيثم التاجوري، وميليشيات بوسليم، بقيادة عبدالغني الكيكلي، والمعروف أيضًا باسم ”غنيوة“، وقوة الردع الخاصة، بقيادة عبدالرؤوف كارة.
ولواء البقرة، بقيادة بشير خلف الله، الذي يُعرف بـ بشير البقرة، بالإضافة إلى ميلشيات مصراتة، التي تدخلت للمشاركة في معركة طرابلس.
بينما تشهد طرابلس لاعبًا جديدًا، هو جيش المرتزقة السوريين، الذين دفعت بهم تركيا، ويتجاوز عددهم الـ 10 آلاف مرتزق، فكيف ستتعامل باقي الميلشيات مع هذه القوة الجديدة، التي تتحدث بعض التسريبات عن ميلها لصالح ميليشيات مصراته، الأقرب إلى تركيا؟
مسألة وقت إذًا، كما يقول محللون، قبل أن يندلع الصراع بين الميليشيات في طرابلس. والسؤال الأبرز: لمن ستكون الغلبة بين كل تلك القوى المتناحرة؟المتناحرة؟