مجاميع قبلية مندسَّة تطلق الرصاص على أفراد الجيش والمقاومة من الخلف، وترفع أصواتها بـ “الصرخة” الحوثية
دسّتْ المليشيا مجاميع قبلية إلى صفوف “النَّكَف القبلي” في “ردمان”، وبعد اندلاع المواجهات تحوَّلتْ المجاميع المندسة للقتال مع الحوثيين
أكَّدَ مصدر مطلع أن مليشيا الحوثي تمكَّنتْ، الجمعة الماضية، من السيطرة على عدد من مواقع الجيش المنتشرة في منطقتي “الجفرة” و “الحريشا”، شمال محافظة مأرب، ووصلت إلى حول معسكر ماس الواقع هناك والذي كاد أن يسقط في أيدي مسلحو المليشيا الحوثية.
وكشف المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه، تفاصيل ما جرى حول معسكر ماس وحوله، الواقع في منطقة “الجفرة”، الواقعة مع “الجرشا”، بالقرب من “مفرق الجوف”، شمال مدينة مأرب، مشيراً إلى أن مقاتلو “قبيلة عبيدة” أفشلوا تلك العملية ولعبوا، في ذات اليوم، دوراً رئيساً في استعادة ما سيطر عليه مسلحو الحوثي هناك.
وقال المصدر: “الخميس، حضرت مجاميع من قبائل الجوف بسلاحها إلى معسكر ماس، تحت عنوان قبلي بدوي “نحن من عَرَبكُم”، و”جينا ننظم معكم”.. جاء هؤلاء بتنسيق تم مع وجاهات قبلية في الجوف تتبع الشرعية. تم الترحيب بهذه المجاميع في المعسكر، وتوجهت أعداد منهم إلى خطوط المواجهات، وبقى آخرون في محيط معسكر ماس لتعزيز القوات الحكومية المتمركزة هناك في حال كانت هناك حاجة لذلك”.
وأضاف: “وأثناء المواجهات مع مليشيا الحوثي، قامت هذه المجاميع القبلية التي جاءت من الجوف بخيانات، حيث قام أفراد هذه المجاميع بإطلاق صرخات الموت الحوثية من خلف صفوف قوات الجيش، وانظموا إلى الحوثيين في قتال جيش الشرعية ورجال القبائل المساندين له؛ ما أدى إلى حدوث إرباك في صفوف جيش الشرعية والقبائل، وكاد أن يتسبب ذلك بسقوط معسكر ماس ومنطقة الجفرة بالكامل”.
وتابع: “المجاميع القبلية الخائنة التي كانت منتشرة حول معسكر ماس ظَنَّت أن المعسكر تم بالفعل مع جميع المناطق المحيطة به، والمسألة مسألة وقت فقط لاستكمال ذلك، وبتنسيق مسبق مع الحوثيين تحرك أفراد هذه المجاميع نحو منطقة العلم، تحركوا من خلف المعسكر عبر الطريق الصحراوي، من أجل الالتفاف على مديريتي رغوان ومدغل، ولكن مقاتلون من قبائل عبيدة واجهوهم في منطقة العلم، وتم إعادة ترتيب أوضاع جيش الشرعية والقبائل المساندة له في منطقتي الجفرة والحريشا، وهزيمة الحوثيين، ولعب الطيران دوراً أساسياً في ذلك”.
واستطرد: “هناك مقاتلون من قبيلة عبيدة يتمركزون في منطقة العلم الواقعة على حدود القبيلة، وهؤلاء يرفضون القتال خارج مناطقهم القبلية.. هؤلاء المقاتلون اشتبكوا مع المجاميع القبلية الخائنة عند وصولها إلى العلم. دارت معركة عنيفة بين الجانبين انتهت بفرار المجاميع القبلية الخائنة، عبر الطريق الصحراوي، إلى رغوان ثم إلى الجوف. المجاميع القبلية الخائنة لم يستطيعوا الصمود في المعركة؛ لأنهم كانوا ينتظرون وصول تعزيزات حوثية لهم من الخلف، وذلك لم يحدث ففروا”.
وقال المصدر إن تعزيزات عسكرية وقبلية موالية للشرعية وصلت، بعد ذلك، إلى معسكر ماس وما حوله، وتم استعادة السيطرة على المواقع التي سقط، وتم طرد مسلحي الحوثي من هناك، بمساندة مباشرة من طائرات التحالف العربي التي نفذت غارات على الحوثيين.
وأكدت مصادر متطابقة لـ “الشارع” أن مليشيا الحوثي استخدمت الحيلة ذاتها للسيطرة على مديرية ردمان، في محافظة البيضاء، حيث دفعت، قبل ذلك، بمجاميع قبلية وصلت، في وقت سابق، إلى “ردمان” للمشاركة في القتال ضد مليشيا الحوثي، استجابة لدعوة الشيخ ياسر العواضي، وثأراً لـ “الشهيدة جهاد الأصبحي” التي قتلها مسلحو الحوثي في نهاية أبريل الماضي.
وأوضحت المصادر: “الأربعاء، بدأت المواجهات بين مسلحو الحوثي ومقاتلو “آل عُواض” ورجال القبائل المساندين لهم. واليوم الثاني، قامت المجاميع القبلية المدسوسة بإسقاط مواقع، وترديد الصرحة الحوثية، والتحول للقتال في صفوف مسلحي الحوثي، وساندوهم في السيطرة على مواقع ومناطق، ودخول مديرية ردمان؛ وأدى ذلك إلى انهيار كافة جبهات القتال في المديرية لصالح المليشيا”.
وتكررت نفس الحيلة، أمس، في عزلة قانية التابعة لمديرية ماهلية، محافظة مأرب، والملتصقة بمديرية ردمان التابعة لمحافظة البيضاء.
وقال المصدر المطلع لـ “الشارع”: “لم تكن هناك مجاميع حوثية تسللت إلى المرتفعات المحيطة بمركز عزلة قانية، كما تم الترويج لذلك، بل كان هناك مجاميع قبلية مدسوسة انضمت إلى الجيش وتمركزت في هذه المرتفعات باعتبارها مساندة لقوات الجيش والمقاومة، وبتنسيق مع مليشيا الحوثي قامت هذه المجاميع القبلية المدسوسة بقتل أفراد قوات الجيش والمقاومة، بإطلاق الرصاص عليهم من الخلف، وسيطرت على تلك المرتفعات، وأطلقت الصرخة الحوثية”.
وأضاف المصدر: “المجاميع القبلية المدسوسة في قانية تنتمي لقبائل مراد، واتضح أنها تتبع حسين حازب الموالي لمليشيا الحوثي، ووزير التعليم العالي في حكومتها الانقلابية. وكان ضمن تلك المجاميع المندسة مقاتلون من قبائل البيضاء، وهؤلاء كانوا ضمن رجال القبائل الذين لبوا دعوة “النَّكَف القبلي” إلى مديرية ردمان للثأر للشهيدة جهاد الأصبحي.. وبعد أن مَكَّن هؤلاء مليشيا الحوثي من السيطرة على ردمان، انسحبوا إلى قانية، وطلبوا الانضمام إلى الجيش والمقاومة في قانية لقتال مليشيا الحوثي، فتم الترحيب بهم، وتوزيعهم على مناطق المواجهات لتأمين المرتفعات الغربية والشمالية المطلة على مركز عزلة قانية (“مدينة قانية”)، وكذا تم توزيعهم في مناطق التماس القتالية مع مليشيا الحوثي والواقعة بين قانية والوهبية، وفجأة قام هؤلاء بتصفية مقاتلو الجيش والمقاومة من الخلف، في تلك المرتفعات ومناطق التماس بين قانية والوهبية، وأطلقت مجاميع الخيانة الصرخة الحوثية”.
وتابع المصدر: “في مناطق التماس الواقعة بين قانية والوهبية التحم مقاتلو الحوثي بعناصر الخيانة القبلية الموالية لهم، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى المرتفعات المطلة على مدينة قانية لتعزيز عناصر الخيانة التابعة لهم هناك؛ ولذلك اختلفت مصائر مجاميع الخيانة هنا وهناك، إذ تمكنت قوات الجيش من محاصرة عناصر الخيانة في المرتفعات المطلة على مدينة قانية وقتلتهم، ولم ينجُ أي شخص منهم، ولم يحدث ذلك لعناصر الخيانة في الطرف الآخر”.
واستطرد: “قامت مجاميع الخيانة من قبائل مراد والبيضاء، يوم السبت (الماضي)، بمحاولة الالتفاف على مدينة قانية للسيطرة عليها، وقصف محيط المدينة، ودارت مواجهات بينها وبين قوات الجيش والمقاومة؛ وأدى ذلك إلى قطع الطريق الرئيس التي تصل مأرب بصنعاء، لنحو ساعتين؛ من الساعة الرابعة إلى السادسة من مساء السبت الفائت”.
ومضى المصدر يقول: “بعد ذلك، تم التعامل مع مجاميع الخيانة التي في المنطقة الواقعة بين قانية والوهبية باتجاه الوهبية، وتم كسرها، وبقيت المجاميع الخائنة تتمركز، مع عدد من مسلحو الحوثي، في المرتفعات الواقعة شمال وغرب مدينة قانية، فتم محاصرتها والقضاء عليها بالكامل، في الرابعة من عصر اليوم الأحد، ولم ينجُ أياً منهم”.
وقال المصدر: “لم تتمكن مليشيا الحوثي من السيطرة على مدينة قانية، أو سيطرتها على معسكر ماس ومنطقتي الجفرة والحرشا؛ رغم حيلة دَسِّ مجاميع الخيانة في أوساط الجيش والمقاومة.. وأدَّتْ المواجهات مع مليشيا الحوثي، ومجاميع الخيانة، حول معسكر ماس والجفرة والحرشا وفي قانية إلى استشهاد العشرات من رجال قبيلتي عبيدة ومراد”.
وأضاف: “قِيل، اليوم، إن المجاميع، التي تم القضاء عليها في المرتفعات المطلة على مدينة قانية، هي مجاميع متسللة، وهذا غير صحيح فهذه المجاميع لم تتسلل إلى تلك المرتفعات، ولكنها خدعت جيش الشرعية ورجال المقاومة من أبناء القبائل، وتم الدفع بها من قبل مليشيا الحوثي لاختراق قوات الجيش والمقاومة في الجفرة والحرشا وقانية من أجل محاصرة محافظة مأرب.. كما الدفع بها إلى معقل ياسر العواضي للسيطرة على مديرية ردمان”.