وقال الباحث المصري لـRT، في البداية إن الأخبار حول اختفاء غواصتين تابعتين للبحرية التركية بشمال السواحل الليبية، مصدرها متعاقد عسكري خاص من المختصين بمجال الاستخبارات البشرية (مجال استخباراتي يعتمد على جمع المعلومات من مصادر بشرية واتصالات شخصية) يدعى Edward، ولكن دون وجود أيي مصادر رسمية أخرى تؤكده.
وأشار إلى أنه يوم 13 يونيو 2020 أعلنت البحرية التركية عن تنفيذ تدريب مشترك للغواصات مع البحرية الإيطالية، دون أية إشارة لأية واقعة أو حادثة تتعلق بالخبر السالف ذكره، سواء من الجانب التركي أو الجانب الإيطالي، أو حتى من أي بحرية لها قطع منتشرة بشمال السواحل الليبية، كالبحرية الفرنسية أو البحرية اليونانية أو البحرية الأمريكية.
ونوه بأن تعرض منظومة الاتصالات اللاسلكية للغواصات للإعاقة والشوشرة الإلكترونية أمر يسهل تحقيقه من خلال وسائل الحرب الإلكترونية الملحقة على السفن الحربية والطائرات المقاتلة وطائرات الحرب الإلكترونية المتخصصة، ولكنه لا يتسبب في اختفائها كما تم تفسيره.
وتابع: "فالغواصات لكي تستخدم أنظمة الاتصالات اللاسكلية تقترب من سطح البحر لإخراج هوائيات الاتصالات على الموجات ذات " التردد العالي جدا / فوق العالي" للتواصل مع السفن والطائرات والأقمار الصناعية، لأن موجات الراديو لا يمكنها اختراق الوسط الموصل جيدا للتيار الكهربي كالماء المالح بالطبع.
وقال إن هناك نوعا من الموجات يسمى "الموجات ذات التردد المنخفض جدا" ويتم استخدامها للتواصل مع الغواصة من القواعد البحرية، ولكن لإرسال المعلومات نصيا فقط ومن جهة واحدة وبمعدل إرسال بطيء، ولا يمكنها حمل الأصوات البشرية، ولا تستطيع أصلا أن تخترق عمقا اكبر من 20 مترا تحت سطح البحر، ولكي تستجيب الغواصة بالرد عليها سيتعين عليها رفع البيروسكوب المزود بهوائي الاتصالات فوق سطح البحر.
كما يمكن للغواصات أيضا أن تستخدم الشمندورات او الطافيات Buoys المزودة بهوائي اتصال ومتصلة بكابلات ألياف ضوئية طويلة تكفي لتتواجد الغواصة على عمق كبير بحيث تتواصل من خلالها مع المنصات الصديقة بأمان، دون أن تتعرض للرصد، وحتى نسبة رصد الطافيات نفسها تكون ضئيلة جدا نظرا لأحجامها بالغة الصغر، ولكن يمكن رصد موجات الاتصالات نفسها واعتراضها وتحديد موقعها أو التشويش عليها بالطبع. وهناك كذلك تقنيات أخرى للاتصال تحت سطح الماء كأجهزة السونار والموجات الصوتية والليزر الأزرق Blue Laser.
وأشار إلى أن الغواصة في حال تعرضها للتشويش على اتصالاتها، يمكنها بكل بساطة الغطس للأعماق والإبحار بعيدا عن منطقة التشويش حتى مسافة آمنة يمكنها من خلالها إجراء اتصالاتها دون مشكلات.
وأكد الكناني أنه في حال تعرض الغواصة للإغراق، وهنا في حالتنا نتحدث عن غواصتين من أحدث الطرازات التي تملكها البحرية التركية، فإن الأمر لا يمكن التكتم عليه تحت أي سبب من الأسباب، وستكون هناك عمليات بحث وإنقاذ موسعة بواسطة السفن والطيران التابعين لحلف الناتو.
وأوضح الباحث العسكري المصري أنه بالتأكيد خبر التشويش يمكن أن يكون صحيحا وواردا جدا من قبل بحرية أو طيران مناوئين للجانب التركي كاليونان أو غيرها المشاركة ببحريتها ضمن عملية "إيريني" التي تنفذها بحريات الاتحاد الأوروبي منذ 31 مارس