احتدم الصراع المناطقي حول الشخصية المرشحة لمنصب رئيس الوزراء القادم للحكومة المرتقب تشكيلها، وفقاً لاتفاق الرياض، بحسب ما أكدته مصادر مطلعة على المشاورات الجارية في العاصمة السعودية الرياض.
وكشفت المصادر أن الرئيس عبدربه منصور هادي وافق بعد ضغوط على بقاء معين عبدالملك في رئاسة الوزراء بشرط ان يقدم الشيخ سلطان البركاني تقديم استقالته من رئاسة مجلس النواب.
وبحسب المصادر فقد اشترط الرئيس هادي انتخاب رئيس للمجلس من اقليم حضرموت لانه لا يمكن ان يكون رئيس وزراء ورئيس مجلس النواب من محافظة واحدة، وأكد المصدر أن التفاوض في هذا الشأن لايزال جاريا.
وكان مستشار رئيس الجمهورية عبدالعزيز جباري قال عبر صفحته على فيسبوك اليوم الخميس غن المصلحة الوطنيه تقتضي تكليف شخصية وطنيه من إقليم حضرموت لتشكيل حكومة جديده.
وأضاف إن فرض شخصية من قبل جهه غير يمنيه يعني ان الشرعيه بكل مكوناتها اصبحت لاحول لها ولا قوه وعلى الشعب اليمني ان يدرك هذه الحقيقة، حد وصفة.
وأبدى مراقبون مخافوفهم من خضوع الرئيس هادي للضغوط التي تحدث عنها جباري، مؤكدين أن المرحلة القادمة تتطلب رئيس وزراء متحرر من كافة الضغوط الخارجية ومترفع عن المصالح الشخصية.
ويلاقي فرض معين عبدالملك رئيسا للوزراء حسب اتفاق الرياض سخط عارم بين السياسيين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ظهور رئيس الوزراء الحالي على حقيقته التي تتماشي مع الرغبات المنادية لتقسيم اليمن وتمكين الانتقالي من الجنوب وبيع جزيزة سقطرى للامارات.
وأثببت الأحداث المتلاحقة فشل معين عبدالملك في إدارة الازمة الحالية وتراجع اداء الشرعية سياسيا وعسكريا واقتصاديا، على مستوى اليمن منذ توله لمنصب رئيس الوزراء.
من جانب آخر قالت مصادر يمنية مطلعة في العاصمة السعودية الرياض إن نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر غادر قاعة للاجتماعات المصغرة غاضباً على خلفية عدم الاستجابة لمطالبه.
وذكرت المصادر في تصريح خصت به "صيرة بوست" أن محسن أقترح ثلاث شخصيات لرئاسة الوزراء اثنان منها من حزب التجمع اليمني للإصلاح، إحداهما مقيمة في تركيا، والثالثة رئيس الوزراء الحالي معين عبدالملك.
وأوضحت المصادر التي لم تفصح عن أسماء الشخصيات التي طرحها محسن أن مقترحاته قوبلت بالرفض من قبل كافة المجتمعين، فعرض فكرة أن ينوب رئيس الوزراء القادم إحدى تلك الشخصيات إلا أن هذا المقترح رفض هو الآخر.
وقال مصدران إن محسن غادر بعد رفض مقترحاته غاضباً ملمحاً إلى الحكومة القادمة سيكون مصيرها الفشل في حال لم تستوعب الإصلاح.
ويأتي موقف محسن متناغما مع رؤية التجمع اليمني للإصلاح التي عبر عنها البرلماني الإصلاحي على عشال بقوله ان الحكومة القادمة مالم تكن واحدية التوجه والمسار فلن نجني الا الخيبات.
وأبلغت مصادر رئاسية أن الرئيس هادي يتعرض لضغوط قوية من قبل المملكة العربية السعودية ومن خلفها الإمارات العربية المتحدة لإبقاء معين عبدالملك رئيساً للوزراء في الحكومة المرتقبة.
وقالت المصادر إن الرئيس هادي يرفض حتى اللحظة تلك الإملاءات بعد أن ثبت أن معين عبدالملك عمل خلال الفترة الماضية في سياق غير وطني يخدم الأجندة الخارجية ويمهد لسلطة مستقبلية خانعة للخارج.