قد يصبح البحر الأحمر بحراً ميتاً مع التهديد الذي يبعثه انفجار “خزان صافر” الذي يحوي أكثر من مليون برميل نفط، فتأثيرها الفتاك قد يمتد إلى معظم الدول المشاطئة للبحر الأحمر بشقيه الآسيوي والأفريقي.
قدمت الحكومة اليمنية ملف “سفينة صافر” إلى مجلس الأمن يوم السبت، في تطور جديد يضاف إلى التطورات المتعلقة بمخاوف انفجار الخزان العائم. بعد أيام من تلويح بريطاني بتقديم ملف الخزان العائم في رأس عيسى في البحر الأحمر بمحافظة الحديدة إلى مجلس الأمن. بريطانيا هي حامل القلم في الملف اليمني.
كما يأتي بعد يوم من إذعان القيادي في جماعة الحوثي محمد علي الحوثي وتأكيده بإرسال فريق صيانة إلى الخزان. لكنه أكد -في الوقت ذاته- إن الجماعة لا تملك أي إمكانيات لإصلاحه.
رفض الحوثيون مراراً طلباً من الأمم المتحدة بالوصول إلى الخزان العائم ودراسة إمكانية إصلاحه. بعض الخبراء الغربيين يقولون إن الوقت قد فات على إصلاح الخزان ويفترض سحب النفط من داخله قبل أن يحدث انفجار أو تسرب إلى البحر.
قد يؤدي تسريب النفط أو انفجار الخزان العائم إلى أضرار كبيرة تصل إلى الفناء بحق100 جزيرة يمنية من أصل 186 جزيرة يمنية منتشرة في البحر الأحمر والعربي، كما سيتسبب بقتل أكثر من 600 موطن للمرجان الخاص بالأسماك البحرية واللافقاريات بالإضافة إلى فقدان أكثر من 120 ألف صياد لمصدر دخلهم بمناطق الصيد البحري والآثار الكارثية الأخرى.
ومع اقتراب التوقعات في بدء حدوث تسريب في السفينة والكشف عن قطع خط الأنابيب إلى منصة التخزين وثقب في أحد أنابيب السفينة مما تسبب بتسرب مياه البحر إلى غرفة محركاتها. تجددت الاتهامات المتبادلة بين الحكومة اليمنية والحوثيين بشأن إعاقة صيانة الخزان العائم دون التطرق إلى حلول جذرية لحل الكارثة قبل وقوعها يتزامن مع اتهام الحكومة اليمنية لجماعة الحوثي بوضع السفينة كمترس عسكري غير مهتمة بالاضرار الكارثية التي قد تنجم عن التسرب النفطي للسفينة.
وقالت هيئة حماية البيئة اليمنية إن 100 جزيرة مهددة بالفناء في حال انفجار أو حدوث تسرب نفطي في الخزان العائم صافر لما ستفقد هذه الجزر من تنوع بيولوجي وستخسر الحياة الطبيعية في الجزيرة.
استهتار حوثي
وانصدم الشارع اليمني من الاستهتار الحاصل من قبل جماعة الحوثي التي تساوم بين الفترة والأخرى به حيث رد قائد اللجان الثورية لجماعة الحوثي محمد علي الحوثي باستخفاف كبير، حول مصير الخزان العائم في تغريدة له عندما شكك من المتقرحات البريطانية عن المخاطر المحتملة على البيئة البحرية والإنسان اليمني ودول الجوار في حال تسرب النفط من الناقلة أو انفجارها. زاعما أن البريطانيين يعتقدون أن الأسماك أهم من الشعب اليمني.
ليرد السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون في تعليقه على الحوثي “أنا أهتم بالأحياء السمكية والبيئة ولكن دراستنا تظهر أن 63000 صياد يمني سيفقدون مصدر رزقهم، وستتلف محاصيل 3.25 مليون مزارع يمني وسيتم إغلاق ميناء الحديدة مما يؤثر على ملايين آخرين”.
وبعيدا عن إدراك الجماعة لحجم الكارثة التي تحاول أن تبتز بها الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي اتهم الحوثي البريطانيين بالتبعية المطلقة للخارجية وخاطب السفير آرون بقوله: لست راسم سياسة بل ناقل أخبار وتقارير والسلام باليمن لا يحتاج إلى تفصيل بحسب ما تريده دولكم ولا يمكن أن يأتي من ندوات ومؤتمرات مع غير الفاعلين.
وقلل الحوثي من حجم الكارثة المحتملة للناقلة النفطية الراسية في ميناء رأس عيسى النفطي شمال مدينة الحديدة، زاعما أن التسرب النفطي أقل ضررا من حصار جماعته واستمرار الحرب عليها من قبل الشرعية والتحالف الداعم لها.
ودعا محمد علي الحوثي في صنعاء إلى التفاوض صراحة على بيع النفط الموجود في الناقلة باعتبار ذلك هو الحل الوحيد لمنع التسرب.
يعتبر دبلوماسي أوروبي رفض الحوثيين إصلاح السفينة بمحاولة امتلاكهم “جهاز ردع وضغط على المجتمع الدولي إذا ما قرر التحالف العربي الذي تقوده السعودية الهجوم على الحديدة.
وقال الدبلوماسي: “إنهم يقولون ذلك صراحة للأمم المتحدة نود أن يكون هذا الأمر بمثابة شيء يمكن أن نتصدى له ضد المجتمع الدولي إذا تعرضنا للهجوم “.
الجزر اليمنية
وأطلق المختصون بالبيئة تحذيراتهم من انسكاب نفطي وتضرر الجزر اليمنية من الناقلة العائمة صافر وخطورة ذلك على الشعب المرجانية والحياة البحرية، حيث يقول المختص في مجال البيئة عبدالله محمد لـ”يمن مونيتور” قائلاً: شواطئ الجزير اليمنية وعلى الامتداد البحري تعد سكن المرجان ويحتفظ اليمن باكثر من ستمائة نوع من الاسماك البحرية واللافقاريات.
وقال يمتلك اليمن مجموعة كبيرة من الجزر والارخبيلات التي يبلغ عددها حوالي 186 جزيرة يمنية، تنتشر على امتداد البحر الأحمر والبحر العربي، لكن للأسف أصبح عدد المرجانات لا يرى الضوء، فعلى الجزر اليمنية الواقعة القريبة من الشريط الساحلي أصبح اليوم يعيش واقعاً بيئياً خطيراً.
وأكد أن الجزر اليمنية أصبحت مهددة، فيما تم اكتشاف عبر فريق بيئي مختص قام بالسفر إلى الجزر اليمنية بأن النفط المتسرب من الناقلة صافر الآن يمنع وصول الضوء إلى الشعب المرجانية ويقوم بتغطيتها، وبذلك يقتل الأحياء البحرية المتعايشة في بيئة الشعب المرجانية.
ووفقاً لصوت البيئة في اليمن “حلم أخضر”، أدرج الخسائر التي ستترتب على انفجار سفينة صافر أو تسرب للزيت الخام وسط البحر بأن 126,000 عدد الصيادين اليمنيين الذين سيفقدون مصدر دخلهم بمناطق الصيد اليدوي و67,800 عدد الصيادين في محافظة الحديدة التي سيفقدون مصدر دخلهم الوحيد جراء الكارثة و148 عدد الجمعيات السمكية التعاونية للصيادين اليمنيين، ستتوقف عن العمل و850,000 ألف طن كمية المخزون السمكي الموجود في المياه اليمنية والذي سيتعرض للتلف داخل البحر الأحمر، ومضيق باب المندب وخليج عدن. و969 عدد أنواع الأسماك (الأسماك الساحلية وأسماك الأعماق) في المياه اليمنية التي ستقتلها بقع النفط الخام المتسربة.