أعلنت إيران السبت تسجيل 97 وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد، لترتفع حصيلة الوفيات إلى 611 في عموم البلاد. وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور إلى تسجيل "1,365 إصابة جديدة ضمن عدد الإصابات المؤكدة في الساعات ال24 الأخيرة"، ما يرفع حصيلة الإصابات إلى 12,729. وأوضح جهانبور في مؤتمر صحافي نقل مباشرة عبر الهواء، أنّ أكثر من 4,300 شخص من بين المصابين استعادوا عافيتهم. وسجّل في طهران أعلى عدد من الإصابات الجديدة (347)، تليها أصفهان (155) ثم محافظة ألبرز في شمال البلاد (134). ولفت المتحدث إلى أنّ "عدد الإصابات المؤكدة سيرتفع" مع تقدّم الفحوص المخبرية. ويعدّ انتشار الوباء في إيران واحداً من بين الأشد فتكاً خارج الصين القارية حيث بدأ انتشاره الأول. وبرغم دعوة السكان إلى البقاء في المنازل، فإنّ أسواق طهران لا تزال تشهد ازدحاماً وسط سعي العديدين إلى التسوّق على مشارف أعياد العام الجديد في البلاد والتي تبدأ في 20 آذار/مارس. وكشفت وزارة الصحة الجمعة أنّ متوسط أعمار المتوفين 67 عاماً. وتراوحت الوفيات بين الثلاث سنوات كحد أدنى، سجّلت لدى طفل كان يعالج من اللوكيميا، وبين 91 عاماً كحد أقصى. يشار إلى أنّ التسمم الكحولي تسبب في بعض المحافظات بتسجيل وفيات أكثر من الوفيات الناجمة عن الفيروس. فقد توفي 92 شخصا على الأقل نتيجة تناول الميثانول بعدما سرت شائعات تفيد أنّ بمقدور هذه المادة علاج الإصابة بالفيروس أو الحماية منه. وكانت الحصيلة ترتفع على مدار الأيام القليلة الماضية. "مدريد" مدينة أشباح اما مدريد الإسبانية فقد باتت بمتاجرها المغلقة وشوارعها وساحاتها المهجورة، مدينة أشباح كغيرها من المدن الأوروبية، في إطار التدابير المتخذة للحد من التفشي السريع لوباء كورونا المستجد الذي تخطى عدد المصابين فيه 5700 في إسبانيا. قرب ساحة بويرتا دي سول الشهيرة، يغطي باكو هيغيراس وجهه بكمامة ويضع قفازين في يديه. ويقول هذا الموظف في شبكة مطاعم "هذا أمر مؤسف إذ إننا معتادون على رؤية الجموع". وأعلنت منطقة مدريد، الأكثر تضررا بالوباء في إسبانيا، إغلاق كل المتاجر باستثناء تلك المخصصة للحاجات الأساسية. وباتت إسبانيا ثاني أكثر بلدان أوروبا تضررا بالفيروس بعد إيطاليا، وتجاوز عدد الحالات فيها 5700 بحسب آخر حصيلة رسمية نشرت ظهر السبت. وفي وسط العاصمة الإسبانية الذي يعج عادة بالرواد والمعروف بحاناته الكثيرة، يبدو أثر الوباء المستجد جليّاً. ففي ساحة بلازا مايور والشوارع المتفرعة منها، أغلقت كل المطاعم التي عادة ما تكون مكتظة بالزبائن. وباستثناء مركبات الشرطة وبعض الموظفين البلديين الذين ينظفون الشوارع، وحدهم بضعة سياح يتنقلون في المكان. وأمام المقاهي والمطاعم، نشرت لافتات كُتب عليها "مغلق من باب المسؤولية الاجتماعية". وفي الصيدليات التي أبقت أبوابها مفتوحة، شأنها شأن المتاجر الكبرى (السوبرماركت)، يصطف الزبائن في طوابير مع إبقاء مسافة فاصلة كافية فيما يقدم الموظفون سائل تعقيم اليدين بعد دفع ثمن المشتريات. وتراجع النشاط في المطعم حيث يعمل باكو هيغيريس بنسبة 80 % هذا الأسبوع قبل الاضطرار إلى الإغلاق، لكنه يسلّم بالأمر الواقع مؤكدا ضرورة "مواجهة ما سيأتي". أما إيلينا غارسيا مانييس فتحدّت الخوف من الخروج بغية التبرع بالدم في ظل تراجع الكميات المخزنة في بنوك الدم بفعل الوباء، ما دفع بالسلطات إلى توجيه نداء للتبرع. وتقول هذه الموظفة البالغة 25 عاما في بويرتا ديل سول من أمام حافلة للصليب الأحمر "نحن أربعة أشخاص نعيش معا في شقة واحدة وعندما علمنا بالنداء، رتبنا أمورنا للمجيء" بغية التبرع بالدم. وفي ميلانو، يسود صمت مطبق ووحدهم الشرطيون يسيّرون دوريات في الشوارع للتحقق من التزام سكان العاصمة الاقتصادية الإيطالية بوجوب تقليص تنقلاتهم إلى الحد الأدنى فقط للدوافع المهنية الضرورية أو للظروف القاهرة. وفي العاصمة الإيرلندية دبلن التي تضم عددا محدودا من الإصابات مقارنة مع إسبانيا وإيطاليا، يتعامل السكان مع خطر وباء كورونا بجدية كبيرة وأخلوا منذ الجمعة الشوارع والمكاتب في محاولة لوقف تفشي الفيروس. كذلك فرغت الحافلات والقطارات من الركاب والقلة المتبقية من المارة في الشوارع تضع كمامات للوقاية.