تأجل انطلاق مسبار "الأمل" الفضائي الإماراتي في رحلته إلى المريخ لمدة يومين بسبب سوء الأحوال الجوية في مركز تانيغاشيما الياباني الذي ستنطلق منه أول مهمة فضائية عربية إلى الكوكب الأحمر.
فبعد أن كان مقررا إقلاعه الأربعاء، سيبدأ المسبار الجمعة رحلته التي ستستغرق سبعة أشهر لتصل لمدار المريخ، وستستمر بعدها لمدة عام مريخي، أي نحو 687 يوما أرضيا. سينطلق مسبار "الأمل" الآلي من دون طيار، في أول مهمة فضائية عربية إلى المريخ، من مركز تانيغاشيما الفضائي الياباني الجمعة بتوقيت الإمارات واليابان بعد تأجيل الإطلاق الذي كان مقرّرا الأربعاء بسبب الظروف الجوية، في محطة جديدة ضمن برنامج الفضاء الإماراتي الطموح.
وتهدف رحلته لاستكشاف أجواء الكوكب الأحمر رحلة "الأمل" يقول المسؤولون عن مشروع "الأمل" إنه مصمم لإلهام شباب المنطقة وتمهيد الطريق لتحقيق اختراقات علمية. من المقرّر أن يقلع مسبار "الأمل" الآلي الذي يبلغ وزنه 1350 كيلوغراما، وهو بحجم سيارة رباعيّة الدفع تقريبا، من مركز تانيغاشيما الفضائي الياباني باستخدام منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة في 17 يوليو/تموز الساعة 00:43 بتوقيت الإمارات و05:43 بتوقيت اليابان (16 يوليو/تموز الساعة 20:43 ت غ).
وهناك نافذة إطلاق حتى 13 أغسطس/آب بحسب المتغيرات بما في ذلك الطقس. وسيستغرق "الأمل" سبعة أشهر للسفر لمسافة 493 مليون كيلومتر إلى المريخ، ليبلغ هدفه تزامنا مع احتفال الإمارات بمرور 50 عاما على قيام الدولة الموحّدة. وبمجرد دخوله المدار، ستستغرق كل حلقة 55 ساعة بسرعة متوسطة تبلغ 121 ألف كلم في الساعة، بينما يقتصر الاتصال بمركز القيادة والسيطرة الإماراتي على ست إلى ثماني ساعات مرتين في الأسبوع. وسيظل المسبار في المدار لمدة سنة مريخية كاملة، أي 687 يوما. وعشية موعد الإطلاق الأولي،
قال كيجي سوزوكي رئيس بعثة منصة ميتسوبيشي إنّ "الطقس يزداد سوءا (...) وهناك فرصة للبرق في توقعات ليلة الغد وحتى ساعات إطلاق اليوم التالي". لكنّه شدّد رغم ذلك على أنّ التوقعات الحالية "لا تنذر بعواصف رعدية شديدة على طول الطريق، ولذا فإن تقييمنا الحالي هو أن هناك فرصة للإطلاق" في الموعد المحدّد مسبقا، قبل أن يعلن عن التأجيل ليومين. دراسة وإلهام ستنقل ثلاث وسائل تقنية مثبتة على المسبار صورة كاملة عن أجواء الكوكب الأحمر طوال السنة المريخية.
وأولى هذه الوسائل مختصة بالأشعة تحت الحمراء لقياس الغلاف الجوي السفلي وتحليل هيكل درجة الحرارة، والثانية عبارة عن جهاز تصوير عالي الدقة يوفّر معلومات حول مستويات الأوزون. أما الثالثة، فهي مقياس فوق بنفسجي لقياس مستويات الأوكسيجين والهيدروجين من مسافة تصل إلى 43000 كيلومتر من السطح. ويقول المسؤولون عن المشروع إنّ فهم أجواء الكواكب الأخرى سيسمح بفهم أفضل لمناخ الأرض. لكن المشروع مصمم أيضا لإلهام المنطقة التي تعاني من الاضطرابات والحروب،
وللتذكير بذروة التقدم العلمي خلال العصور الوسطى. وقال عمران شرف مدير المشروع لوكالة الأنباء الفرنسية "أرادت الإمارات توجيه رسالة قوية للشباب العربي وتذكيرهم بالماضي، بأننا كنّا مصدرا للمعرفة". طموح في الفضاء تملك الإمارات تسعة أقمار اصطناعية في الفضاء للاتصالات وجمع المعلومات ولديها خطط لإطلاق ثمانية أقمار أخرى في السنوات القادمة. وفي سبتمبر/أيلول الماضي،
أصبح هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي، وكان ضمن فريق مكوّن من ثلاثة أفراد انطلقوا من كازاخستان نحو محطة الفضاء الدولي. والمنصوري أول عربي يزور محطة الفضاء الدولية. لكن طموح الإمارات الأكبر يقوم على بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال الأعوام المئة القادمة بحلول سنة 2117. ووظّفت دبي في 2017 مهندسين وتقنيين لتصوّر كيف يمكن أن تُبنى مدينة على الكوكب الأحمر، ومن ثم إعادة إنشائها في صحراء الإمارة باسم "مدينة المريخ للعلوم" بتكلفة تبلغ حوالي 500 مليون درهم (135 مليون دولار). وبموجب استراتيجية الفضاء الوطنية التي تم إطلاقها العام الماضي، تتطلّع الإمارات أيضا إلى تنفيذ مشاريع أخرى بينها سياحة الفضاء، وقد وقّعت مذكرة تفاهم مع شركة "فيرجين غالاكتيك" في هذا الإطار.