عاجل

وفاة رجل المهمات الخاصة السرية الصعبة في عهد معمر القذافي

قبل 4 سنة | الأخبار | الاخبار العربية والعالمية

 

بعد حياة عسكرية حافلة، فارق الحياة اليوم محمد بن نايل، أحد أبرز القيادات العسكرية الليبية، وأحد ضباط الاستخبارات الخارجية، ورجل القذافي للمهمات السرية.

وفاة بن نايل الذي يعمل في صفوف القيادة العامة للجيش الليبي المتمركز في شرق البلاد، جاءت بعد مرور وقت قصير من عملية جراحية، أصر على إجرائها في مستشفى قروي بمنطقة الشاطئ جنوب البلاد.

ونقل بن نايل الذي يقود منذ فترة اللواء 12 مجحفل إلى مستشفى الهواري بنغازي بعد تدهور صحته، إلا أنه فارق الحياة صباح الأربعاء.

عمل بن نايل وهو قريب لعبد الله السنوسي، رئيس الاستخبارات العسكرية في النظام السابق، في جهاز الأمن الخارجي، وأوكل بعدة مهام سرية في لبنان وتونس ودول إفريقيا من بينها السنغال.

 وكان بن نايل قد اعتقل في قضية كبرى بتونس عام 1975، حيث اتهم بقيادة فريق استخباراتي لاغتيال رئيس وزراء البلاد حينها، الهادي نويرة بأوامر من العقيد معمر القذافي.

وعرض التلفزيون التونسي حينها جلسات محاكمته، وظهر خلالها بن نايل عنيدا وقوي المراس، بطريقة استثنائية.

 المحكمة التونسية قضت بإنزال عقوبة الإعدام ببن نايل، إلا أن الاستخبارات الليبية اختطفت رجل أعمال تونسي كبير يدعى رؤوف مهني، وقايضت به السلطات التونسية، وبالفعل اطلق سراح ضابط الاستخبارات الليبية مقابل رجل الأعمال التونسي.

وتقول تقارير أن بن نايل اعتقل في السنغال ثمانينيات القرن الماضي، وقضى في سجونها عامين، بتهمة محاولة قلب نظام الحكم في البلاد في عهد الرئيس عبدو ضيوف.

كما اتهم الرجل وكان يحمل رتبة عقيد  في الاستخبارات الخارجية الليبية أيضا بالتورط في تفجير طائرة تابعة لشركة (يو.تي.أي) الفرنسية فوق النيجر عام 1989، كما ينسب له دور كبير في نشاط  القذافي الخاص بدعم حركات التحرر والتمرد في أكثر من قارة.

بعد سقوط النظام ومقتل القذافي عام 2011، بقي بن نايل على ولائه للنظام السابق، إلا أنه انضم في وقت مبكر لعملية "الكرامة" التي أطلقها خليفة حفتر في شرق البلاد، وتولى قيادة  اللواء مشاة 241  المتمركز في جنوب غرب البلاد حيث مسقط رأسه ومرابع قبيلته المقارحة.

ناكف بن نايل في عام 2015 القوة الثالثة التابعة لسلطات طرابلس، والمتمركزة جنوب البلاد، إلا أنه أسر ونقل إلى مصراتة التي ينتمي معظم أفراد القوة الثالثة إليها، وظهر في صور اثناء الأسر وقد كتب اسم المدينة على جبينه، ومن حينا اطلق عليه أنصاره اسم "جبين المجد".

بعد عام تقريبا من الأسر أطلق سراحه، وعاد بن نايل إلى القتال، وقاد اللواء 12 مجحفل وتمكن لاحقا من السيطرة على قاعدة تمنهنت الجوية الواقعة شمال شرق مدينة، سبها كبرى مدن الجنوب الليبي.

وشارك هذا الضابط العنيد في الكثير من المعارك تحت لواء "الكرامة" في مختلف أنحاء البلاد، وآخرها الهجوم على طرابلس، الذي باء بالفشل بعد 14 شهرا من العمليات العسكرية في المنطقة الغربية.

كان الرجل فيما يبدو، يريد أن تعود ليبيا واحدة موحدة، واختار لتحقيق هذا الهدف المسير خلف حفتر، والقتال في صفوف الجيش المتمركز في شرق البلاد.

تعوّد بن نايل على غبار المعارك، ورغم اعتلال صحته بشدة منذ سنوات، كان يرفض نصائح أطبائه متذرعا بأن الوقت ضيق، وأن البلاد في محنة كبيرة لا تنتظر.

يكرهه خصوم القذافي، ويتهمونه بكل الشرور، ويتخذه أعداء المشير هدفا للهجوم عليه، لاستعانته بأحد رحال القذافي السابقين، لكن بن نايل مضى بقلب عليل يقاتل غير آبه بشيء.

خسر حفتر  بوفاة بن نايل، بلا شك سندا قويا، وصاحب نفوذ كبير في منطقة فزان، حيث تمتد الصحاري على مدى البصر، منمنمة بالسراب وبالذهب الأسود الهادر في أعماق الأرض، وأيضا بالتناقضات القبلية، وبجميع أعراض الفوضى العارمة التي تضرب أركان البلاد من دون توقف منذ عام 2011.

بعبارة اختزلت حياته الحافلة بالمغامرات والمهمات الصعبة في أكثر من منطقة في العالم، نعى أحد المثقفين الليبيين بن نائل قائلا: "ستبكيك فزان وفلسطين ولبنان وكل نقطة وطأتها متكئا على عصاك الفاخرة".