تحتل محافظة مأرب أهمية استراتيجية بالغة ومتعددة الأنساق؛ سياسيّاً وعسكريّاً واقتصاديّاً، في إطار الحرب الدائرة ضد الميليشيا الانقلابية الحوثية في اليمن منذ عام 2015م. فاشتراكها في الحدود الإدارية مع محافظة البيضاء، سيتيح لقوات الشرعية،، التقدم نحو صنعاء، عن طريق مديرية ردمان وتحريرها من بطش الحوثيين.
مأرب تعد بوابة استراتيجية مهمة على تخوم صنعاء، أهميتها الاقتصادية كبيرة لليمن، لذلك سعى الحوثي في بداية انقلابه إلى وضع اليد عليها، لاحتوائها على أهم منشآت استخراج النفط وتحويله في البلاد، لكنه فشل في العديد من المرات.
وتمثل المحافظة نسق الدفاع الأول عن محافظتي شبوة وحضرموت الساحليتين الخاضعتين للحكومة الشرعية، واللتين يوجد فيهما منابع النفط والغاز، وموانئ تصديرهما، وطرق المواصلات البرية الدولية مع السعودية وعمان.
كما تضم مقر مركز القيادة والسيطرة للمنطقة العسكرية الثالثة، التي تشمل مأرب وشبوة، مع تمركز مؤقت لقيادة المنطقة العسكرية السابعة، نظراً لوقوع مدينة ذمار، تحت سيطرة الحوثيين.
وإضافة لذلك يتمركز فيها فرع لقيادة التحالف العربي، ومراكز تدريب قوات الجيش، ومخازن إمداداته وتمويناته المختلفة.
أهمية جيوستراتيجية
ويوضح خبراء عسكريون لـ«البيان» أن الأهمية الجيوستراتيجية لمأرب تتمثل في كونها من كبرى المحافظات اليمنية من الناحية الجغرافية، والتي تحد محافظات الجوف وصنعاء والبيضاء وشبوة وحضرموت، وأن المتحكم بها يستطيع التحرك باتجاه أكثر من محور، باتجاه هذه المحافظات وأن يؤمنها. وتعتبر المحافظة الوحيدة التي يخضع 90% من مساحتها للحكومة الشرعية، واشتراكها مع محافظة صنعاء في أطول حدود إدارية تمتد على نقاطها مواجهات مسلحة مستمرة، منذ اندلاع الحرب عام 2015، خصوصاً في مديريتي نِهْم بصنعاء، وصِرواح بمارب، اللتين تمثِّلان نقطتي اقتراب مباشرة من العاصمة صنعاء. موضحين أن اشتراكها في الحدود الإدارية مع محافظة البيضاء، سيتيح لقوات الشرعية، التقدم نحو صنعاء، عن طريق مديرية ردمان.
أمل مستحيل
بالنسبة لميليشيا الحوثي فإنها لم تستطع دخول مأرب وهي في أوج قوتها وتحالفها مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح وكان لا زال لديه قدرات الحرس الجمهوري والصواريخ والألوية وعدم وجود التحالف العربي أو طيران أو إسناد، ولم يستطع رغم ذلك مواجهة مأرب أو السيطرة عليها واستطاع أبناؤها إخراج الحوثي من أطرافها مدحوراً.
استنفاد
ويقول العقيد ركن يحيى أبو حاتم الخبير والمحلل العسكري والمستشار الإعلامي لوزير الدفاع اليمني لـ«البيان» مأرب عصية والحوثيون الآن غير قادرين على التقدم شبراً واحداً، فالحوثي استهلك الكثير من قدراته العسكرية خصوصاً البشرية والمعدات على أطراف مأرب، وكذلك في جبهة نهم التي لا زالت إلى الآن وحدات الجيش الوطني تقاتل فيها وتسيطر على أجزاء كبيرة منها (صلب، حريب نهم، نجد العتق).
ويشدد أبو حاتم: الحوثي غرق وأصبح يدفع فاتورة مكلفة جداً في جبهة مأرب، في الجوف ويستنزف بشكل هائل، وهو يعلم أنه في حال ما تقدم وانكسرت حشوده في تقدمه فإنها ستكون الضربة القاضية له، فحينها سيكون الجيش اليمني قد امتص هجمته كما امتصت الهجمات السابقة، وسيقوم بهجومه المضاد، والذي لن يتوقف إلا بانتهاء الميليشيا.