بات يُعَوِّل البعض الآن على دور منتظر للذكاء الاصطناعي في السباق المحموم الذي يسعى من خلاله العلماء إلى الوصول إلى علاج يساعد على القضاء على فيروس كورونا المستجد، ويفيد في التخفيف من حالة الذعر التي يعيشها الناس في كل دول العالم.
قد يساهم الذكاء الاصطناعي فعليًا في إيجاد حلول نظرًا إلى قدرته على تحديد الأنماط في البيانات ووضع التوقعات، وهي الأدوات التي يمكنها تحديد الآفاق العلاجية لاختبارها على البشر في غضون أشهر، ومن ثم احتواء المرض الذي صنفته أخيرًا منظمة الصحة العالمية باعتباره "جائحة" بعدما خرج عن نطاق السيطرة تمامًا.
وبينما يُشَبِّه البعض سيناريو ظهور وتفشي مرض كوفيد-19 بسيناريوهات بعض أفلام الخيال العلمي المرعبة، فربما ها نحن قد تجاوزنا فصلها الأول المتعلق بالمرض نفسه، وبدأنا الفصل الثاني مع بروز دور التكنولوجيا والعلوم الحديثة على أمل الكشف عن حل علاجي يتم القضاء من خلاله على هذا الفيروس المتفشي.
بدأ يتشبث كثيرون بالأمل بشأن إمكانية الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في مواجهة فيروس كورونا، خاصة مع كثرة الاستعانة به خلال الآونة الأخيرة في العديد من التطبيقات في مجال الرعاية الصحية، ولهذا فالأمل معقود عليه الآن لإنقاذ البشرية.
وهناك بالفعل مئات الشركات الناشئة التي بدأت تستعين بأدوات الذكاء الاصطناعي خلال الأعوام الماضية بهدف تسريع عملية اكتشاف الأدوية والعقاقير. مع هذا، فلم يصل سوى دواء واحد تم تطويره باستخدام الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة تجربته سريريًا على البشر، وهو ما حدث أخيرًا فقط، لمعالجة مَن يعانون من الوسواس القهري
وفي حين يبدو أنه يتشابه على صعيد هيكل الحمض النووي مع مرض سارس، فإن مرض كوفيد-19 قد يشكل تحديًا صعبًا بالنسبة إلى الذكاء الاصطناعي لكونه مرضًا جديدًت ولا تتوافر عنه معلومات كثيرة. في المقابل لا يمكن أن يوفر الذكاء الاصطناعي علاجًا فعالًا إلا إذا توافر لديه كثير من المعلومات الشاملة عن هذا المرض.
مع هذا، يبقى الذكاء الاصطناعي الأداة الأسرع في اكتشاف الأدوية الجديدة المناسبة للعديد من الأمراض، وإن كان سيأخذ بعض الوقت، فهو قادر على اكتشاف الأنماط في البيانات ووضع التوقعات، ما سيجعله مفيدًا في التعامل بفعالية مع المرض من الناحية العلاجية، مقارنة بالطرق التقليدية الجارية على قدم وساق أيضًا.
ورغم التحديات التي تواجهها الشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في جهودها البحثية لتطوير أدوية لنوعية الأمراض التي تباغت العالم من وقت إلى آخر، ومنها قلة التمويل ونقص البيانات، لكن تبقى الفرصة قائمة للنجاح في تطوير الأدوية.