مشاهد غير معهودة في الشارع الأمريكي.. ملثمون مدججون بالأسلحة ولا يحملون شارات واضحة، مركباتهم بلا أرقام.. يعتدون بعنف على المتظاهرين.
يطلق على هذه القوات ”ميليشيات ترامب”، وهي تعيد إلى الأذهان، العناصر الرديفة التي شهدها ما سمي بـ“الربيع العربي“ ممن يوصفون بـ“الشبيحة“ أو ”البلطجية“ أو ”البلاطجة“.
هذا التدخل، أثار حفيظة القادة المحليين والديمقراطيين في الكونغرس الذين انتقدوا إفراط ما بات يوصف بـ“ميليشيات ترامب“ في استخدام القوة ضد المحتجين، فما هي هذه القوات؟ وما طبيعة المهام المسندة لها أصلا؟
تشير المعلومات، إلى أن الأفراد الملثمين هؤلاء، ليسوا سوى عناصر من قوات إدارة الأمن الوطني ”DHS“؛ التي شكلها الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001. وهي ليست جزءا من القوات المسلحة أو قوات الشرطة، ولذلك هدد ترامب مرارا بإرسالها إلى المدن المضطربة لقمع التظاهرات؛ ليظهر بموقف الرئيس القادر على فرض القانون بعد الفوضى.. حتى ولو كانت الصورة كما تبدو مع هذا المصور.
غير أن عنف قوات ”DHS“ جعلها توصف بـ“الميليشيات“، وأثارت الانتقاد والتنديد.. فالجمهوري ”توم ريدج“، أول قائد لهذه القوات، انتقد الزج بها لمواجهة الشارع الغاضب، قائلا إنه ”لم يتم تأسيسها لتكون الميليشيات الخاصة بالرئيس“.
وظهرت هذه القوات حتى الآن في مدينة يهيمن عليها الديمقراطيون هي بورتلاند، شمال غربي الولايات المتحدة، لكن ترامب يهدد بإرسالها إلى مزيد من المدن، ويأمل في أن تكون الغالبية الصامتة داعمة له بقوة في قمع المتظاهرين، وفرض القانون بعد الفوضى.
فهل ستأتي هذه الإستراتيجية بنتائج للرئيس الباحث عن ولاية ثانية؟