ان مقرراً أن يؤجل إعلان أسماء الفائزين بجائزة الشاعر محمود درويش هذه السنة بعد هيمنة وباء الكورونا على العالم أجمع وتعطيله معظم مظاهر الحياة العامة ومنها الثقافة، إلا أن المجلس التنفيذي للجائزة اصر على إعلان الأسماء الفائزة، في ذكرى ميلاد الشاعر 13 مارس (آذار) وهو اليوم الذي تعده "يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، التي أنجبت محمود درويش، ويوم محمود درويش، الذي أعطى ثقافته الوطنية بعداً كونياً" كما جاء في بيانها التأسيسي. وفي المقابل أعلن وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، إختيار الفنان الفلسطيني محمد بكري شخصية العام الثقافية للعام 2020، خلال الاحتفال بيوم الثقافة الوطنية الذي يصادف اليوم نفسه.
مُنحت جائزة محمود درويش في دروتها الحادية عشرة إلى المفكر الأميركي نعوم تشومسكي والشاعر والمترجم المغربي عبد اللطيف اللعبي والشاعر والباحث الفلسطيني زكريا محمد. ومنح المجلس التنفيذي لمؤسسة محمود درويش للثقافة جائزة الشرف الخاصة للشاعر اللبناني شوقي بزيع. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أصدر عام 2008 مرسوماً بإنشاء مؤسسة محمود درويش التي أعلنت عن الجائزة في اليوم الذي قررت الحكومة الفلسطينية اعتباره يوماً للثقافة الفلسطينية في وقت لاحق.
و أفادت لجنة الجائزة في بيانها بأن المفكر العالمي نعوم تشومسكي، الذي يُعدّ أحد أوائل علماء اللسانيات الحديثة في العالم وصاحب نظرية "النحو التوليدي"، عرف بشجاعته وعناده في الدفاع عن حرية الإنسان وكرامته في وجه الظلم والاستبداد، وعلى الأخص موقفه المناهض للاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، ومواقفه ضد الاستبداد والعنصرية، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من رسالته الإنسانية العامة. أما في المجال السياسي، فاهتم تشومسكي مبكراً بالفلسفة الفوضوية، وتوسّع في انتقاد الرأسمالية الليبرالية أو ما يسميها "الليبرالية المتوحشة"، وهو لا يتردد في وصف نفسه بـ "النقابي الفوضوي" و"الليبرالي الاشتراكي". وشكل مع رفيق دربه المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد فريقاً ثنائياً أخذ على عاتقه الدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني على المنابر الأكاديمية والفكرية، وقدمَا أروع المواقف في نقد الصهيونية ومخططاتها الاستعمارية، مقدمَيْن بذلك أمثلة حية على أهمية الفكر ودورهفي تغيير ما تعجز عنه أسلحة الدمار.