أعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن قلقه الشديد حول وضع ناقلة النفط صافر قبالة سواحل الحديدة بالبحر الأحمر.
وحذر غوتيريش - في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه، ستيفان دوجاريك - أن الحالة المتهالكة للخزان العائم تهدد بالتسبب في تسرب نفطي هائل وتجعل الخزان عرضة للإنفجار أو الحريق، مما سيؤدي لعواقب بيئية وإنسانية كارثية بالنسبة لليمن والمنطقة.
وحث الأمين العام على إزالة العوائق التي تعترض الجهود الرامية لتجنب الكارثة بشكل عاجل، وعلى السماح غير المشروط لفريق من الخبراء الفنيين المستقلين للوصول للناقلة لتقييمها وعمل أية إصلاحات أولية ممكنة.
وأوضح مكتب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة في تعليق للصحفيين أن تسرب النفط الذي تحمله الناقلة سيضر 1.6 مليون يمني طبقًا لتقديرات الخبراء، كما سيؤثر على كل مصايد الأسماك على ساحل اليمن الغربي ويؤدي لخسارة سبل كسب الرزق الخاصة بالمجتمعات الساحلية المعتمدة على تلك المصايد.
وأضاف التعليق أنه من المتوقع أي يؤدي تسرب النفط لإغلاق ميناء الحديدة لفترة قد تصل لستة أشهر مما قد يؤدي بدوره لارتفاع أسعار الوقود في اليمن بنسبة 200% و مضاعفة أسعار المواد الغذائية في البلاد.
وأوضح مكتب المتحدث الرسمي في تعليقه جهود الأمم المتحدة للمساعدة في وضع خزان صافر العائم منذ عام 2018، وأنه تم تكثيف تلك الجهود مؤخرًا بعد تسرب مياه البحر لغرفة المحركات في الناقلة في شهر مايو/آيار الماضي، وهو الأمر الذي هدد بإغراق الناقلة وتسرب الـ1.14 مليون برميل من النفط الذي تحمله إلى مياه البحر الأحمر وكان التسريب قد تم احتواءه آنذاك عن طريق إصلاح مؤقت، إلا أنه من غير المرجح أن يصمد هذا الحل طويلاً مما يؤكد على الحاجة للعمل بشكل عاجل لتجنب الكارثة.
ولفت إلى أن الأمم المتحدة تسعى حاليًا للحصول على التصاريح المطلوبة للسماح بفريق من الخبراء الفنيين للوصول لخزان صافر العائم في مهمة ذات أهداف واضحة وهي: تقييم حالة الخزان، إجراء أية إصلاحات أولية ممكنة أثناء بعثة التقييم، وإصدار توصيات عاجلة بشأن الخطوات المستقبلية المطلوبة لتحييد خطر الخزان .
كما أكد مكتب المتحدث الرسمي أنه ليس لدى الأمم المتحدة أحكام مسبقة بشأن مخرجات بعثة التقييم، وأنها تدعم أي حل آمن يضمن حماية البيئة.
وحذر مكتب المتحدث الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة من مغبة تسييس الجهود الرامية لتفادي الكارثة وشدد على أنه: "لن يكون من الممكن التخطيط لحل مستدام وتنفيذه دون تقييم يجريه الخبراء المستقلون للأضرار. ولا يمكن إجراء التقييم إذا لم يُمنَح الخبراء تأشيرات الدخول والتصاريح اللازمة للانتشار إلى الخزَّان."
ويشترط الحوثيين على المبعوث الأممي مارتن غريفث احتفاظهم بالنفط الموجود على الناقلة "صافر" العائمة غربي البلاد مقابل الموافقة على إجراء صيانتها"، وسط اتهامات للجماعة من هذا الشرط إلى استخدام "صافر" كقنبلة موقوتة لاستخدامها مستقبلاً في ابتزاز المجتمع الدولي.