أعلن عدد من المفكرين والكتاب الإماراتيين، المعارضين لسياسات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، إطلاق الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع مع إسرائيل، وذلك في بيان رسمي أصدروه عبر موقعهم على شبكة الانترنت، مؤكدين رفضهم للتطبيع الإماراتي الإسرائيلي الذي تم التوصل له مؤخراً.
وقال حساب الرابطة في تغريدة له رصدتها “وطن”،”نعلن انطلاق الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني تأكيداً على رفض المجتمع الإماراتي، لاتفاقية التطبيع وانتصاراً لأهلنا ومقدساتنا في فلسطين”.
نعلن انطلاق الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني تأكيداً على رفض المجتمع الإماراتي لاتفاقية التطبيع وانتصاراً لأهلنا ومقدساتنا في فلسطين.https://t.co/i6ckrp3BTA
— الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع (@UAE4palestine) August 22, 2020
والكتاب هم: “الأستاذ سعيد ناصر سعيد الطنيجي، الأستاذ سعيد خادم بن طوق المري، الأستاذ أحمد محمد الشيبه النعيمي، والأستاذ حميد عبدالله عبدالرحمن النعيمي، والأستاذ حمد محمد ارحمه الشامسي، والأستاذ إبراهيم محمود أحمد آل حرم”.
وقال البيان الرسمي للرابطة، إن مسار دولة الإمارات ومسيرتها شهد خلال الأيام القليلة الماضية انحرافاً قومياً وإسلامياً تمثل بالإعلان عن ما يسمى اتفاقية السلام بين حكومة دولة الإمارات والاحتلال الإسرائيلي، وإن هذه الاتفاقية لتمثل خيانة للأمة وتنكراً لتاريخها في رفض المشروع الصهيوني في المنطقة العربية، حيث أضفت الاتفاقية الشرعية للصهاينة في احتلالهم لأرض فلسطين. إن هذا التحول والتنكر للقضية الفلسطينية ما هو إلا ردة عن ما أرساه الآباء المؤسسون عليهم رحمة الله “.
وأضاف البيان: “ولأننا نؤمن بأن واجبنا المحافظة على تلك القيم والمبادئ فإننا ماضون على خطى الآباء وسائرون على نهجهم مهما حاد عنه الآخرون وزين صورته المطبعون وسنبقى نحملها أمانة في أعناقنا لتبقى حية فى نفوس أهلنا فى الامارات و وفاءً لقضية فلسطين التي نؤمن بأنها قضيتنا الأولي ولكل من ضحى من أجلها ممن يقبعون في سجون الظلم اليوم وحتى نجعلها غراساً للأجيال القادمة”.
وتابع البيان: “من منطلق هذا الواجب، فإننا نحن المدونه أسماؤنا، مؤسسو “الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع “، وهي مؤسسةٌ مدنيةٌ تعنى برفض جميع أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني سواءً كان على الصعيد الاقتصادي والرياضي والأمني والسياسي والشعبي وذلك وفقا للمبادئ التي تأسست عليها دولة الإمارات”.
وأشار البيان، إلى أن الرابطة تهدف إلى التأكيد على رفض الشعب الإماراتي للاتفاقية المبرمة وإيصال الصوت الشعبي الإماراتي الرافض للتطبيع إلى شعوب المنطقة الخليجية والعربية، وتوعية الشعب الإماراتي بخطورة التطبيع سياسياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً على الدولة والمجتمع الإماراتي.
وأكد البيان، على أن الرابطة تهدف لدعم وإسناد القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني فى جميع مطالبه العادلة.
من جانبه، قال المعارض الإماراتي أحمد الشيبة، أحد مؤسسي الرابطة، في تصريحات متلفزة، إن إبرام هذه الاتفاقية يمثل ابتعاداً عن المبادئ والقواعد التي تأسست عليها بلاده، وهي الدفاع عن قضية فلسطين وحقوق شعبها ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
أوضح الشيبة، أن مقاومة التطبيع ليست بجديدة على المجتمع الإماراتي، حيث تأسست لجنة شعبية لهذا الغرض عام 2000، وظلت مستمرة في عملها حتى بدأ القمع وتكتيم الأصوات في البلاد عام 2011، قائلاً: “اليوم نجدد العهد. ونعود للجذور”.
ضربة لبيان منتدى تعزيز السلم
وفي سياق ذي صلة، رفض كل من إمام الحضرة الهاشمية بالأردن أحمد هليل والمستشار بالديوان الأميري الكويتي عبد الله المعتوق؛ البيان الصادر عما يسمى “منتدى تعزيز السلم”، الذي أشاد بتطبيع العلاقات الإماراتية الإسرائيلية.
وأوضح العضوان في مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ومقره الإمارات، أن موضوع الاتفاقية لم يكن مطروحا في جدول أعمال المجلس، ولم يناقش، كما أنه لم يتم تداول أي مبادرة سياسية تجاه القضية الفلسطينية.
وكان بيان صدر عن المنتدى بمناسبة اجتماعه الدوري العاشر، وأشاد باتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، وبما أسماها “حكمة الشيخ محمد بن زايد”، وسعيه “من أجل السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط”.
وقال الشيخ أحمد هليل -وهو وزير أوقاف أردني سابق- إنه لم يطلع على البيان لإبداء رأيه، مؤكدا موقفه من “اليهود الغاصبين” وكرهه لهم من منطلق عقيدته التي تربى عليها، كما أكد هليل تأييده لموقف الأردن الداعم للقضية الفلسطينية.
بيان خارج الإجماع
من جانبه، قال المعتوق -وهو رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومستشار خاص للأمين العام للأمم المتحدة- أنه حضر الاجتماع بصفته عضوا في مجلس أمناء المنتدى، غير أنه لم يتم النقاش أو التداول في أي مبادرات سياسية تجاه القضية الفلسطينية، كما أن الخوض في المواقف والمبادرات السياسية لا يدخل ضمن رسالة المنتدى وأهدافه.
وأكد المعتوق التزامه التام بالسياسات والمواقف الثابتة والمبدئية لدولة الكويت تجاه القضية الفلسطينية.
يُذكر أنه في 13 أغسطس/آب الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، واصفاً إياه بـ”التاريخي”.
قوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل “حماس”، و”فتح”، و”الجهاد الإسلامي”، فيما عدَّته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، “خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية”.
جاء إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي، تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون، والتنسيق، والتواصل، وتبادل الزيارات بين البلدين.