أصدرت جماعة الحوثي الانقلابية قبل قليل، بيانا مرعبا لنحو 20 مليون يمني يقطنون المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، يعلن عن قرب توقف عمل جميع موانئ البحر الاحمر عن العمل جراء افتقادها الوقود، ما ينذر بانعدام الغذاء والدواء خلال الفترة المقبلة.
وفي بيان لوسائل الاعلام، أعلنت مؤسسة موانئ البحر الأحمر عن “قرب نفاذ مادة الديزل اللازمة لتشغيل معدات وآليات مينائي الحديدة والصليف، وكميات الوقود في خزاناتها، وحذرت في نداء استغاثة للمجتمع الدولي من كارثة إنسانية في حال توقفت العملية التشغيلية للموانئ التابعة لها”.
المؤسسة قالت في بيانها، الصادر منتصف ليل الأربعاء: إن “مخزون موانئ الحديدة والصليف من الوقود المتوفر لديها في الخزانات أوشك على النفاد وتخشى من عدم قدرتها على الاستمرار في تقديم خدمات استقبال سفن السلع الغذائية والدوائية والمساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني”.
وأرجعت هذا إلى ما سمته “استمرار تعمد التحالف احتجاز سفن المشتقات النفطية، من دون إقامة أي اعتبار لمناشدات ومطالبات الأمم المتحدة بالإفراج عنها والسماح لها بدخول ميناء الحديدة لتغطية الاحتياجات الأساسية والضرورية لكافة القطاعات الخدمية الملامسة لحياة المواطنين”.
البيان دعا إلى “تحييد القطاعات الخدمية من الاستهداف الممنهج لتحالف العدوان، ورفع الحظر عن موانئ المؤسسة”. محملا “دول التحالف والأمم المتحدة كامل المسؤولية عن كل الآثار المترتبة على توقف العملية التشغيلية لمينائي الحديدة والصليف جراء احتجاز سفن المشتقات النفطية”.
إقرأ أيضاً ؛
مصدر عسكري يكشف حجم الخسائر التي منيت بها مليشيا الحوثي في العديد من جبهات القتال
تفاصيل معركة الفجر الجديد التى أطلقها الحوثي وكادت أن تقضي على الجيش الوطني
النائب العام السعودي يوجه بمراجعه عقوبة إعدام بحق ثلاثة محكومين
وحذرت مؤسسة موانئ البحر الاحمر من “النتائج الكارثية لتصاعد منهجية الحصار والموت البطيء خلال الفترات الأخيرة إلى درجة غير مسبوقة، والتي تستهدف الشعب اليمني برمته وتؤكد ضرورة الإفراج السريع عن كافة السفن المحتجزة تفاديا لوقوع ما لا يحمد عقباه”. حسب تعبيرها.
في المقابل، وجهت مؤسسة موانئ البحر الاحمر “نداء استغاثة عاجلة إلى المجتمع الدولي للتدخل العاجل وممارسة الضغط على دول تحالف العدوان لإطلاق سفن المشتقات النفطية سريعا والسماح بدخولها إلى ميناء الحديدة وتلافي حدوث مأساة انسانية كارثية كبرى في اليمن”.
وجددت “دعوة الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام ومبعوثها الأممي ومنظماتها الإنسانية والمجتمع الدولي خاصة دول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى التحرك الجاد والحقيقي لرفع الحصار عن اليمن وتمكين كل سفن المشتقات النفطية من دخول ميناء الحديدة لتخفيف تراكمات الحصار على اليمن”.
موضحة أن “تداعيات انسانية سلبية كبيرة خلفها استمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية ومنع دخولها ميناء الحديدة وشحة المشتقات النفطية في الأسابيع الماضية على جميع القطاعات وفي مقدمها القطاع الصحي والنقل والنظافة وغيرها من القطاعات الحيوية اللازمة لحياة الملايين”.
من جهته، طالب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، المهندس هشام شرف الأمم المتحدة باتخاذ موقف صريح تجاه ما سماه “سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها السعودية والإمارات تجاه الملايين من أبناء الشعب اليمني، باستمرار منع دخول سفن مشتقات النفطية والغاز المنزلي”.
واتهم الحكومة الشرعية ودول التحالف بقيادة السعودية والامارات بأنها “مازالت مستمرة في انتهاج سياسة العقاب الجماعي ومنها منع دخول المشتقات النفطية والغاز المنزلي التي تؤثر على كافة مجالات الحياة المعيشية وتهدد بحدوث شلل تام في الخدمات والمنشآت الطبية والصحية والصرف الصحي وغيرها”.
وقال شرف في رسائل للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس وأعضاء مجلس الأمن والدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة والمبعوث الاممي إلى اليمن، أنهم “معنيون باتخاذ موقف قوي وصريح إزاء الإجراءات التعسفية لدول التحالف بما يتوافق مع القوانين والمبادئ الدولية التي تمنع وتجرم هذه الاجراءات ضد المدنيين”.
مضيفا: “أن تلك الممارسات تقوض الجهود والمساعي التي تبذلها الأمم المتحدة للتهيئة للوصول إلى تسوية سلمية واتفاق سياسي لإنهاء العدوان ورفع الحصار”. حسب تعبيره. في مؤشر يعكس جدية حرج الوضع التي تعيشه العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين جراء ازمة المشتقات النفطية.
ومن جانبها، أعلنت شركة النفط اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء “الدخول في مرحلة الخطر بعد نفاذ المخزون النفطي بالكامل”، وقالت في بيان لها ليل الاربعاء: إن “مخزون الشركة من المواد البترولية قد نفد بالكامل وتم اتخاذ قرار بسحب الرصيد الميت ومعالجته من أجل تزويد السوق من المواد البترولية”.
وجددت الشركة اتهام التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بأنه “مازال يحتجز عرض البحر قبالة ميناء جيزان 20 سفينة مشتقات نفطية بينها سفينتان محملتان بمادة المازوت وسفينتان تحملان الغاز المنزلي، ويمنع دخولها ميناء الحديدة منذ فترات متفاوتة بلغت أقدمها 150 يوما”.