حتى اليوم لم تسجل أي إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في اليمن، إلا أن البلد الذي يعاني منذ سنوات من الحرب، يحاول الاستعداد لوصول موجة تفشي الفيروس إليه، على الرغم من الإمكانات الصحية الضعيفة. ففي مصنع مهجور منذ فترة طويلة بالعاصمة اليمنية صنعاء تنحني نحو 20 امرأة على ماكينات خياطة لحياكة الكمامات التي تساعد على الحماية من الاصابة بفيروس كورونا.
ويقول عبد الإله شيبان، مدير المصنع الذي أعيد افتتاحه قبل ثلاثة أيام فقط، إن ما دفع إلى إنشاء المصنع هو الحاجة، خصوصاً أن "الفيروس يدق كل أبواب العالم، واليمن بلد محاصر"، ومنشآته تعمل بأقل قدر ممكن من قدراتها الإنتاجية.
وأودى الصراع المستعر منذ خمس سنوات بحياة أكثر من مئة ألف شخص، وأطلق العنان لأزمة إنسانية تسببت في وفاة عديد من الأشخاص الآخرين.
عاصفة هوجاء
وينذر دمار البنية التحتية للرعاية الصحية في اليمن وحالة الوهن الفعلي لسكانه، بإمكانية تفشي الفيروس سريعاً في حال وصوله إلى البلاد وقال ألطف موساني، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، "ستكون عاصفة هوجاء لو دخل هذا الفيروس (إلى اليمن)".
وتنتشر الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، كما أن مرافق الصرف الصحي سيئة، ويعتمد حوالى 80 في المئة من اليمنيين على المساعدات الإنسانية بينما يعيش ملايين على شفا المجاعة، وهو ما يجعلهم عرضة لأشكال أخرى من الأمراض وفي أنحاء البلد المنقسم، يشدد اليمن إجراءاته لاحتواء فيروس كورونا والتخفيف من آثاره في حال رصده، بما في ذلك فحص وتتبع الوافدين.
وأدى الإقبال على شراء الكمامات نتيجة زيادة وعي الناس في صنعاء بالمرض، إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
ولدى اليمن حالياً قدرة على إجراء بضع مئات من الاختبارات للتأكد من الإصابة بالفيروس في مراكز بصنعاء وعدن. وقال موساني إن مزيداً من الأجهزة ستصل لاختبار بضعة آلاف من الأشخاص.
ويشير موساني إلى أن النظام الصحي الهش في البلاد يعمل بنحو نصف طاقته، وظهور فيروس كورونا سوف "يزيد الضغط عليه بشكل بالغ"