نشر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقطعا مصورا قديما له يعود لـ20 عاما تقريبا، يتحدى فيه من وصفهم بـ"الذئاب" المتربصين، موجها رسالة تحد لهم بأنهم لن يحققوا مرادهم.
يظهر الرئيس أردوغان في المقطع الذي نشره على صفحته الرسمية بفيسبوك في مكان عام، وهو يصرّح لإعلاميين أمامه بشكل ساخر "جهّزتم مائدة الذئاب كي تلتهمونا.. لكن لا تؤاخذونا نحن كبار عليكم.. لن تستطيعوا التهامنا"، دون أن يشير إلى من يقصدهم بكلامه.
وتأتي إعادة نشر الرئيس أردوغان المقطع القديم بعد ساعات من قمة قادة دول جنوب الاتحاد الأوروبي في جزيرة كورسيكا الفرنسية، لـ"مناقشة إستراتيجية هذه الدول في التعامل مع تركيا بشأن ملف شرقي المتوسط".
ماذا حدث في القمة؟ اختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القمة ببيان قال فيه "نعتقد أنه إذا لم تمض تركيا قدما على طريق الحوار وتضع حدا لأنشطتها أحادية الجانب، فإن الاتحاد الأوروبي مستعد لوضع قائمة بإجراءات تقييدية إضافية يمكن مناقشتها في المجلس الأوروبي".
وأضاف خلال تلاوته البيان للقمة التي تشمل فرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وقبرص ومالطا والبرتغال أنه في حال لم تمتثل أنقرة لهذه الشروط و"رفضت الاستماع إلى المنطق"، فلن يكون أمام القادة الأوروبيين من "خيار آخر" سوى فرض "عقوبات كبيرة" عليها.
وشدد الرئيس الفرنسي على "الرغبة في إطلاق حوار مسؤول، وإيجاد سبل للتوازن… من دون أي سذاجة" و"بنيّة حسنة".
وكان ماكرون دعا قبيل انعقاد القمة دول أوروبا إلى التحدث بصوت ينم عن مزيد من "الوحدة والوضوح" تجاه تركيا، التي "لم تعد شريكة" في شرق المتوسط، مشيرا إلى أن أنقرة تقوم اليوم بتصرفات "غير مقبولة".
ولم يتأخر رد تركيا متهمة الرئيس الفرنسي في بيان لوزارة الخارجية بأنه "يعرّض للخطر" مصالح أوروبا، وقالت إن "ماكرون أدلى مجددا بتصريحات وقحة بفكر استعماري قديم".
وأضاف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو "نتفهم التضامن بين دول الاتحاد الأوروبي؛ لكننا لا نقبل أن يكون ذلك على حساب سيادتنا وحقوقنا، دعوني أؤكد أننا مستعدون للتفاوض والحوار مع اليونان والاتحاد الأوروبي دون شروط مسبقة".
وأكد الوزير التركي أن بلاده طالبت سابقا بالتوزيع العادل لمصادر الطاقة شرقي المتوسط، قائلا "لقد جربنا هذا ولم ينجح، فقد استُبعدت تركيا من كافة المبادرات ومن حقوقها، والآن ليس لدينا خيار سوى اتخاذ خطوات أحادية، ومجددا ومثلما قال الرئيس رجب طيب أردوغان، فإننا مستعدون للجلوس والتحدث بخصوص التقاسم الواضح مع كافة البلدان، التي لها شواطئ على البحر المتوسط".