صلوات الله تغشى مأربا.. قصيدة للشاعر مفضل اسماعيل الابارة

قبل 4 سنة | الأخبار | اخبار الوطن

صلوات الله تغشى مأربا وبنيها الأكرمين النُّجبا

الصناديد العماليق الأُلى نُسب البأس لهم وانتسبا

إنها أم الحضارات وهل عُرف التاريخ إلاّ مِن سبأ

موطن الأقيال من أهل العلا ولتُسائل شمَّراً أو يكرِبا

إنها مدرسة العِزِّ التي علمت كل الميامين الإبا

إنها أيقونة النصر التي لم تزل للمجد أماً وأبا

موطن القوة والبأس وسل محكم التنزيل عن صدق النبا

أكرم الناس لمن سالمهم عَذُبوا وِرداً وطابوا مشربا

ألطف الناس مع الناس وفي الـ ـحرب جِنٌّ يصنعون العجبا

حصن داعيهم ومن ناوءهم سحقوا أعظمه والعصبا

مأرب للضيف دارٌ وقِرى يطرد الهم ويجلو الكُربا

والملايين الأُلى جاءوا لها وجدوا فيها المقام الأطيبَ

إنما من رام أن يدخلها عنوةً يرجع منها إربا

إنها مأرب والأبطال يا أيها الحوثي فاعرف مأربا

فلتسل من فر منها .. لا تسل كلَّ من مثلك في الكهف اختبا

طفلها لعبته أن يقنص الـ ـصقر في جو السما إن لعبَ

وفتاها في ميادين الوغى أسدٌ يصطاد أسراب الظِبا

والمسنون بها كم ضيغمٍ وحدهُ يردع جيشاً لَجِبا

والنسا فيها بلاقيس هدىً (وأياكيهن) تردي الشهبَ

كلما في ماربٍ يغدو إذا مُسَّ شبرٌ من ثراها لهبا

رملُها .. أحجارها .. اشجارها تنتخي عزماً وتغلي غضبا

ولتسل صحراءها الغراء كم لقيَ الغازون فيها العطبَ

مأربٌ صمام هذا الشعب بل سيفه عند الوغى ان ضربَ

لم ترعها الحمم الحمراء والـ ـقصف بل زادت ذويها طربا

وصواريخ الردى ما حركت عند طفلٍ من بنيها هدبا

أيها الحوثي هذي مأربٌ لم يجد فيها عميلٌ مأربا

والخيانات التي اعتدت على لعبها لن تلقَ فيها ملعبا

فذووها هِممٌ شماء لن تلقَ فيهم خائناً أو ذنبا

لا يبيعون سجاياهم ولو أنت اتخمت ثراها ذهبا

قل لمن جاء اليها طامعاً من قوى الشر وجُرذان الوبا

لو قرأتم أسطراً من سفرها ما تلفَّتم إليها أدبا

طمعوا في نفطها جهلاً وهل يقرأ التاريخَ خرفانُ الغبا

نفطها الدفاق لم ينبع سوى من جثامين الغزاة الغربا

ماربٌ والله لن يدخلها غاصبٌ مهما ادعى او كذبَ

فهي في عهدة جيل كامل من بنيها للفداء انتصبَ

وحمى جيشٍ كميٍّ باسلٍ يطحن الشمَّ إذا ما وثب

وحمى أحرار شعبٍ بذلوا كي يصونوها الدم المنسكبَ

وهي من قبل ومن بعدُ معَ ربها الحقِّ الذي ما غُلب

مأربٌ مسمار نعش البغي في كل أنحاء بلادي خرَّبَ

وهي البوابة الأولى لكي نستردَّ الوطنَ المغتصبَ

قل لعبد الفُرس فليحشد إلى ساحها قادته والرتبَ

يا حشود الظلم والجهل اقبلي لجحيم الموت أهلاً مرحبا

يا قناديل الكهانات احشدي كي تصيري جيفاً أو حطبا

يا زنابيل الضلال اقتربي ويل مَن .. مِن لابتيها اقترب

قسماً ان تتمنوا أنكم تستطيعون النجا والهربَ

انها الثقب الذي يلقف ما حشد السيء أو ما دربَ

فإذا نهر القذارات الذي ساقه نحو رباها نضِبا

هب جيش الشعب يجتث بقا ياه من كل النواحي والرُبا

وتنادى الشعب كل الشعب يز جي لها من شكره ما وجبَ

صلوات الله تغشى مأربً بعد خير الخلق طه المجتبى