قال الرئيس عبدربه منصور هادي، إن الجمهورية قدر ومصير، وخيار الشعب وإيمانه بالعدالة والمساواة، ولن تكون ميداناً للمساومة والانتقاص من مهابتها وغاياتها أو التقليل من عظمة أهدافها..مشيرا إلى أن الحرية مبدأ والعدالة قضية والحرية هي الحياة ومن أجل تلك القيم قامت الثورة واختط المناضلون طريق العبور نحو المجد.
جاء ذلك في خطاب له وجهه مساء اليوم للشعب اليمني بمناسبة العيد الـ 58 لثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة.
وأضاف: شعبنا اليمني الحر والصابر مع قيام ثورة سبتمبر المجيدة عام 1962، ذاق ثمرة قيام الدولة وخبر حكم الشعب وتخلص من ثالوث الفقر والجهل والمرض وعانق الحرية والكرامة وقضى على الخرافة والكهانة والتسلط والكهنوت باسم السلالة والدين والخرافة.
وقال الرئيس، إن ما شهدته وتشهده بلادنا منذ سنوات، في ظل الحكم السلالي المتعصب جراء الانقلاب على الدولة وقيمها ومبادئها يجعل الجيل الجديد يتعرف على شكل الماضي الذي دفنته الثورة وعاد اليوم ليتعرف الجيل على بعض جوانبه المظلمة، حين عادت فلول الإمامة وتسلل زبانيتها إلى حاضر شعبنا.
وأضاف: “بعد سنوات عبث الميليشيا العجاف صار يقينناً كاملاً أنه لا مجال أمام شعبنا إلا استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وأن شعبنا العظيم قد أثبت أنه لا يمكن ترويضه للعيش تحت مسميات السلالة والتمييز والاستعلاء والانتقائية”.
وجدد العهد بالعمل في سبيل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب بكافة أشكاله، وتلك مسئوليتنا أمام شعبنا وأمام الله والتاريخ، وسنتجاوز معكم وبكم كل العراقيل والتحديات والمخاطر”.
وقال إن خيار الدولة التي تظل الجميع وتحفظ مصالح الجميع وتؤمن كافة المواطنين بات خياراً لا يمكن للشعب أن يتراجع عنه وقد خبر معنى غياب الدولة وفقدان الأمن والتعامل مع فوضى الملشنة والعصابات”.
وأشار إلى أن الحالة الإنسانية تتفاقم بسبب الإصرار على الحرب، ولذا سنظل نكرر دعواتنا للأمم المتحدة والرعاة الدوليين للقيام بواجبهم والوفاء بتعهداتهم تجاه شعبنا من خلال إلزام الميلشيات بالانصياع لخيارات شعبنا وفقاً للمرجعيات الثلاث.
ولفت إلى أن اتفاق الرياض مثل بمضامينه ودلالاته خارطة طريق ومسار عبور آمن يؤسس لمرحلة جديدة عنوانها السلام بدلا من التأزم والصراع والانقسامات الداخلية لمواجهة ومجابهة مليشيا التمرد والانقلاب الحوثية الايرانية ويعزز الشراكة في تحمل المسؤولية لمواجهة قوى التمرد والانقلاب.
وأكد أن تسريع تنفيذ بنوده سيسهم في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني والخدمي والنهوض بالتنمية وتعزيز الموارد لمواجهة الالتزامات الملحة تجاه متطلبات الفرد والمجتمع.
ووجه الرئيس التحية والاحترام والعرفان لإخوانه وأبنائه من منتسبي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل وكل الذين يسطرون أبلغ البطولات دفاعا عن الجمهورية والنظام الجمهوري والدولة اليمنية الواحدة وحق أبناء شعبنا في الحرية والكرامة ..مؤكداً بطولاتهم وصمودهم هي صانعة التحولات وضامنة النصر المنشود.
نص الخطاب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد الصادق الأمين. الاخوة والاخوات المواطنون جميعا في الداخل وفي الخارج.. أحييكم بتحية الثورة والجمهورية والعدل والحق والنصر، تحية يمانية أخوية من القلب لكم جميعا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يطل علينا مجددا عيد أعياد اليمن ويومكم الوطني الأبرز والأكبر، وتحل علينا مجددا ذكرى ثورة اليمن العظيمة، ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة والظافرة في ذكراها الثامنة والخمسين، المناسبة الوطنية التي نتشارك معكم ونتبادل مع كل أبناء الشعب التهاني والتبريكات بها، كل عام وأنتم واليمن ونظامها الجمهوري بخير وحرية ونصر واستقرار وأمان.
أيها المواطنون جميعا يحتفي اليوم شعبنا بالذكرى كمبدأ عظيم وهدف يستحق التضحيات، وذكرى عزيزة تشدنا إلى تاريخ من النضال والبطولات والتضحيات، وتذكرنا بمعاناة وأوجاع وعهد الإمامة الكهنوتية البغيض، وتسلطها الإجرامي، ولصوصيتها وحقدها الفاجر على شعبنا، وهو الأمر الذي استحق أن يدفع الأحرار أرواحهم وأموالهم للتخلص منه وصولاً إلى إسقاطه في مثل هذه الليلة المباركة قبل 58 عاما، حيث اشرقت جمهورية اليمنيين ورمز نضالاتهم وعنوان حريتهم وتحررهم.
أيها الإخوة المواطنون: إن شعبنا اليمني الحر والصابر مع قيام ثورة سبتمبر المجيدة عام 1962، ذاق ثمرة قيام الدولة وخبر حكم الشعب وتخلص من ثالوث الفقر والجهل والمرض وعانق الحرية والكرامة وقضى على الخرافة والكهانة والتسلط والكهنوت باسم السلالة والدين والخرافة.
يا أبناء شعبنا الأبي: إن الجمهورية قدر ومصير، وخيار الشعب وايمانه بالعدالة والمساواة، ولن تكون ميداناً للمساومة والانتقاص من مهابتها وغاياتها أو التقليل من عظمة أهدافها، فالحرية مبدأ والعدالة قضية والحرية هي الحياة ومن أجل تلك القيم قامت الثورة واختط المناضلون طريق العبور نحو المجد.
إن ما شهدته وتشهده بلادنا منذ سنوات، في ظل الحكم السلالي المتعصب جراء الانقلاب على الدولة وقيمها ومبادئها يجعل الجيل الجديد يتعرف على شكل الماضي الذي دفنته الثورة وعاد اليوم ليتعرف الجيل على بعض جوانبه المظلمة، حين عادت فلول الإمامة وتسلل زبانيتها إلى حاضر شعبنا، وعادت معها ثقافة النهب والفيد واستحلال أموال الناس والأموال العامة وتكريس التمزيق الاجتماعي على اسس سلالية والتشظي وتعطيل مؤسسات الدولة واستهداف التعليم وبث الخرافة والطائفية ومعاداة كل قيم ودعوات إحياء الهوية الوطنية اليمنية وما يعيشه شعبنا تحت سطوة الميلشيا ليس الا القدر الذي استطاعت هذه العصابات أن تنجزه بعد عودتها وهو قليل من كثير من القبح والظلمات.
يا أبناء سبتمبر الابطال وجيل الثورة المكافح: ونحن نتذكر الماضي ونعيشه واقعا يحاول العودة من جديد لا يسعنا إلا الوقوف إجلالا أمام عظمة وتضحيات رواد الحركة الوطنية الأوائل شمالا وجنوبا من أبطال ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر المجيدتين ومعاهدتهم على الوفاء لنضالاتهم والاستمرار في موكب النضال ضد الإمامة ومخلفاتها وصولا إلى إقامة الحكم الجمهوري العادل الذي ينشده اليمنيون ، ومعهم على ذات الطريق من يشعلون اليوم ركائب الثورة المجيدة ويسطرون اليوم على جبهات العزة والكرامة بطولات وأمجاد وقصص تفوق الوصف وهم يواجهون مجددا فلول الإمامة ويكتبون في صفحات التاريخ أحرفا من نور ستتذكرها الأجيال بفخر واعتزاز كما نتذكر اليوم في كل ذكرى مآثر أبطالها الخالدين في ضمير الشعب والجيل.
نتوجه بالتحية والاحترام والعرفان لإخواننا وأبنائنا من منتسبي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل وكل الذين يسطرون أبلغ البطولات دفاعا عن الجمهورية والنظام الجمهوري والدولة اليمنية الواحدة وحق أبناء شعبنا في الحرية والكرامة ، إن بطولاتكم وصمودكم أيها الاحرار هي صانعة التحولات وضامنة النصر المنشود، أحييكم فردا فردا ضباطا وصف ضباط وجنود، في كل المواقع والميادين والجبهات، وفي المقدمة أبطالنا المرابطين الأشاوس في جبهات مارب ونهم والجوف والبيضاء و الضالع و الحديدة وتعز الذين يكتبون تاريخهم بدمائهم الزكية ويذودون عن بلادهم بأرواحهم الغالية، والتحية الخاصة الخالصة لكل أبناء محافظة مارب الأوفياء وقيادة سلطتها المحلية وقبائلها ومعهم كل الاحرار الذين تحتضنهم مارب وكل المحافظات الاخرى ممن اختاروا الانحياز للحق والعدالة واليمن الاتحادي الكبير.
أيها الشعب اليمني الكريم بعد سنوات عبث الميليشيا العجاف صار يقيننا كاملاً أنه لا مجال أمام شعبنا الا استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وأن شعبنا العظيم قد أثبت أنه لا يمكن ترويضه للعيش تحت مسميات السلالة والتمييز والاستعلاء والانتقائية، إن خيار الدولة التي تظل الجميع وتحفظ مصالح الجميع وتؤمن كافة المواطنين بات خياراً لا يمكن للشعب أن يتراجع عنه وقد خبر معنى غياب الدولة وفقدان الأمن والتعامل مع فوضى الملشنة والعصابات.
وفي هذه الذكرى العظيمة فإننا نجدد العهد بالعمل في سبيل استعادة الدولة وانهاء الانقلاب بكافة أشكاله، وتلك مسئوليتنا أمام شعبنا وأمام الله والتاريخ، وسنتجاوز معكم وبكم كل العراقيل والتحديات والمخاطر.
لقد مددنا للسلام أيدينا وتعاملنا بكل رحابة مع خيارات السلام وقدمنا الكثير من التنازلات أملا في ان نحافظ على بلدنا المنهك بالحروب والكوارث، ومازالت أيدينا ممدودة ، ولكنكم جميعا رأيتم حجم العراقيل والاصرار على الخراب والحرب الذي تبديه الميلشيات الانقلابية ويشهد العالم معكم حجم القبح والمغالطات والتهرب من المسئولية والمبالغة في ابتزاز العالم بمأساة شعبنا ، ولعل العبث الحاصل في الملف الاقتصادي والإضرار بالعملة الوطنية ونهب رواتب الموظفين وتحويل ملف المساعدات الإنسانية إلى وقود للحرب والمتاجرة بمعاناة شعبنا وابتزاز العالم بملف سفينة صافر والتصعيد العسكري الذي يستهدف المدن ذات الكثافة العالية بالسكان فضلا عن تعطيل الاتفاقات ومصادرة الموارد وإذكاء الحروب، مارست المليشيا الحوثية كل ذلك منطلقة من وهم القوة الذي دفعها للزج بالمغرر بهم لتلقي بهم إلى الموت على أسوار مدينة مارب.
إن السلام يظل خيارا متاحا وممكنا لو كان لهذه الميليشيات من عقول، وسنظل نعول عليه، غير أن رهاننا الحقيقي على أبطالنا في القوات المسلحة والوحدات القتالية والمقاومة الشعبية ورجال القبائل وكل المقاتلين في كل الجبهات وعلى وعي ويقظة أبناء شعبنا في كل المحافظات والمديريات وثقتنا التامة أن ولاء أبناء شعبنا لجمهوريتهم ودولتهم وحقهم في الحياة والمستقبل سينتصر على الولاءات العابرة للأوطان التي أرادت تحويل بلادنا ومنطقتنا إلى برميل بارود تتحكم به العصابة الانقلابية خدمة لأجندة أسيادها في طهران.
أيها الاخوة والاخوات: إن المجتمع الدولي مطالب بأن يدفع الميليشيات للقبول بخيار السلام العادل والمستقر والقائم على حق الشعب واحترام خياراته، فنحن ندرك تماما أي جحيم يلقي هؤلاء بأنفسهم فيه حين يصرون على الهلاك في محارق الحرب، وخلق أمواج النزوح وتعاظم المعاناة الإنسانية، فنحن لا نريد لأحد من أبنائنا أن يموت، ونحن نعلم أن فيهم المغرر به والفقير المستغل والجاهل التائه والمتدين الذي ظل الطريق، وكلهم بحاجة إلى الشفقة والتعاطف أكثر من حاجتهم للموت من أجل أوهام سلالية وخرافات لاتقيم دينا ولا تبني وطنا ولا تصلح للتضحية.
أننا ننادي العالم لكي يضع حدا لاستغلال البسطاء والأطفال والفقراء وعسكرة حياتهم وتعبئتهم بثقافة الكراهية والموت، وهذه مهمة إنقاذ أكثر قداسة من غيرها باعتبارها متعلقة باستحقاق الحياة.
إن الحالة الإنسانية تتفاقم بسبب الإصرار على الحرب، ولذا سنظل نكرر دعواتنا للأمم المتحدة والرعاة الدوليين للقيام بواجبهم والوفاء بتعهداتهم تجاه شعبنا من خلال إلزام الميلشيات بالانصياع لخيارات شعبنا وفقاً للمرجعيات الثلاث المتفق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الامن الدولي 2216.
إن اليمن يواجه بشراكة جادة وصادقة مع الاشقاء والأصدقاء انقلاباً على الدولة وفي ذات اللحظة يواجه التنظيمات المتطرفة والارهابية ممثلة في داعش والقاعدة والتي اكتوى اليمن وشعبه العظيم بنارها والتي تجد من هذه الظروف بيئة سانحة لها.
ابناء شعبنا اليمني الأبي : لقد مثل اتفاق الرياض بمضامينه ودلالاته خارطة طريق ومسار عبور آمن يؤسس لمرحلة جديده عنوانها السلام بدلا من التأزم والصراع والانقسامات الداخلية لمواجهة ومجابهة مليشيا التمرد والانقلاب الحوثية الايرانية ويعزز الشراكة في تحمل المسؤولية لمواجهة قوى التمرد والانقلاب بما يخدم في النهاية حال المجتمع وبناء الدولة اليمنية العادلة والمنشودة التي تؤمن حياة كريمة لأبناء شعبنا اساسها الأمن والامان والبناء والاستقرار وتجاوز تحديات الضائقة الاقتصادية التي فاقم الوضع المأزوم والتشتت من وطأتها وتداعياتها..
كما ان تسريع تنفيذ بنوده سيسهم في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني والخدمي والنهوض بالتنمية وتعزيز الموارد لمواجهة الالتزامات الملحة تجاه متطلبات الفرد والمجتمع .
وهذا ما نعول عليه بتكاتف واخلاص الجميع ودعم ومساندة الأشقاء في المملكة العربية السعودية الذين كانوا ولازالوا نعم العون والسند للشعب اليمني في كل مراحله وتحدياته.
أيها الشعب اليمني الكريم .. إننا نجدد التأكيد على موقف اليمن الثابت والداعم للشعب الفلسطيني وخياراته الوطنية الثابتة من أجل نيل حقوقه واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف وفقاً لما تبنته المبادرة العربية التي حددت الأسس العادلة للسلام الشامل والكامل في المنطقة..
يا أبناء شعبنا اليمني الكريم: سننتصر بإذن الله، وكما صنع الشعب فجر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ستصنعون فجرا جديدا، هذا قدركم ومصيركم بإذن الله.
نحن واثقون من أنه قد مرت أغلب فصول هذه المحنة المؤلمة وتجاوزها شعبنا بصبر ونجاح وما بقي الا الأقل الذي سينتهي أمام عزيمة شعبنا وصموده وإصراره على الحياة.
أكرر لكم التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الوطنية الغالية، وأرجو الله ان نحتفل قريبا بالنصر. الرحمة والخلود والمغفرة لكل الشهداء، النصر والمجد لكل الأبطال المقاتلين في الميادين، الشفاء العاجل للجرحى، الحرية للأسرى والمخطوفين. عاشت اليمن حرة مستقلة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته