جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، التأكيد على دعم بلاده لأذربيجان في الصراع العسكري الدائر حاليا مع أرمينيا بإقليم ناغورني قره باغ، ودعا أرمينيا لأن تترك ناغورني قره باغ فورا.
وقال أردوغان في كلمة متلفزة: “أدين الهجوم الأرميني على أذربيجان، وتركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان الشقيقة والصديقة بكل إمكانياتها”.
إقرأ أيضاً ؛
صور _ طوابير للأفارقه أمام شركة صرافة تثير التساؤل
اللجنه الوطنيه تعلن عن أقل حصيلة إصابات بكورونا اليوم الاثنين 2020/9/28
عاجل/ تكتيك عسكري مباغت وباسناد طيران التحالف يصعق الحوثيين
وتابع الرئيس التركي حديثه بالقول إن أرمينيا عليها “الانسحاب من المناطق التي تحتلها في أذربيجان”، ومشيرا إلى أن “ثلاثية مينسك المكونة من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بذلت كل ما بوسعها منذ 30 عاماً لعدم حل المشكلة وحاليا تقوم بالتهديد”.
من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن على أرمينيا وقف هجماتها فورا وسحب “المرتزقة والإرهابيين الذين جلبتهم من الخارج”.
وأضاف “نقف إلى جانب أشقائنا الأذربيجانيين، وعلى أرمينيا الانسحاب من الأراضي التي احتلتها”.
وزارة الدفاع تصدر “التحذير الأخير”
بالمقابل، اتهمت أرمينيا تركيا اليوم بتقديم دعم عسكري مباشر لأذربيجان، وقالت وزارة الخارجية الأرمنية في بيان إن لتركيا “وجودا مباشرا على الأرض”.
وأضافت أن خبراء عسكريين من تركيا “يقاتلون جنبا إلى جنب” مع أذربيجان التي قالت أرمينيا إنها تستخدم أيضا أسلحة تركية، من بينها طائرات مسيرة وحربية، ونفت أذربيجان هذه الاتهامات.
وتواصلت المواجهات العنيفة بين أرمينيا وأذربيجان صباح الاثنين في الإقليم، حيث أعلن مسؤولون في المنطقة المتنازع عليها مقتل 32 مسلحا أرمنيا.
وأفاد متحدث باسم وزارة الدفاع الأرمنية في بيان بأن “المواجهات العنيفة تواصلت خلال الليل”، وأكد مسؤولون مقتل 15 مسلحا، مما يرفع حصيلة القتلى في صفوف الانفصاليين المسلحين إلى 32 منذ اندلاع المواجهات أمس الأحد.
وحذرت وزارة الدفاع الأذربيجانية أرمينيا “للمرة الأخيرة” من عواقب مواصلة اعتداءاتها على المناطق السكنية.
وأوضحت الوزارة في بيان اليوم الاثنين أن الجيش الأرمني استهدف في ساعات الصباح مناطق سكنية في مدينة تيرتير القريبة من إقليم ناغورني قره باغ.
كما أكدت الخارجية الأذربيجانية قصف القوات الأرمنية المنشآت المدنية في مدينة تيرتير، ودعت المجتمع الدولي إلى إدانة استهداف القوات الأرمنية المدنيين في أذربيجان.
وذكر مكتب الادعاء العام في أذربيجان أن 5 من عائلة واحدة قتلوا في القصف الذي شنته القوات الأرمنية.
وكانت الاشتباكات العسكرية قد تجددت بين البلدين، في وقت مبكر من صباح الأحد، مع إعلان وزارة الدفاع في أذربيجان أنها شنت هجوما مضادا على طول خط التماس بأكمله في قره باغ. وأعلن الجيش عن تدمير 12 منظومة مضادة للطائرات تابعة لسلاح الجو الأرميني.
وأقر برلمان أذربيجان، في وقت سابق، فرض الأحكام العرفية في عدد من المناطق والمدن بينها العاصمة باكو، وسط التصعيد المسلح.
فيما أعلنت أرمينيا عن التعبئة العامة في البلاد لمن هم أقل من 55 عاما، لمواجهة التصعيد بمنطقة “قره باغ”، وكشفت وزارة الدفاع الأرمينية أيضا عن مقتل 16 جنديا لديها وإصابة أكثر من مئة آخرين في إحصائية أولية.
والأحكام العرفية هي إجراء طارئ، يتولى الجيش بموجبه سلطات ووظائف الحكومة المدنية.
وزارة الدفاع تصدر “التحذير الأخير”
يذكر أنه سبق وبدأ النزاع في قره باغ، في فبراير/ شباط عام 1988، عندما أعلنت مقاطعة ناغورني قره باغ للحكم الذاتي انفصالها عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية.
وفي سياق المواجهة المسلحة التي جرت في الفترة بين 1992 و1994، فقدت أذربيجان سيطرتها على ناغورني قره باغ وسبع مناطق أخرى متاخمة لها.
ومنذ عام 1992، كانت وما زالت قضية التسوية السلمية لهذا النزاع موضعا للمفاوضات التي تجري في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، برئاسة ثلاثة رؤساء مشاركين – روسيا والولايات المتحدة وفرنسا.
دعوات للتهدئة
من جهتها، أعلنت الخارجية الروسية أن التصعيد في ناغورني قره باغ خطير للغاية، وأن الطرفين يستخدمان أسلحة ثقيلة بعد انقطاع طويل، كما دعت موسكو كل الأطراف الخارجية المعنية إلى ضبط النفس بشأن التصعيد.
وقال الكرملين إن روسيا وتركيا على تواصل دائم بشأن الوضع في ناغورني قره باغ.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن سفير أرمينيا لدى موسكو قوله إن تركيا أرسلت 4 آلاف مسلح من شمال سوريا إلى أذربيجان، غير أن وكالة رويترز أكدت صباح اليوم أن أذربيجان نفت إرسال تركيا مسلحين من شمال سوريا إلى أراضيها.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه دعا في اتصالين مع نظيريه الأرمني والأذربيجاني إلى وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات لتحقيق الاستقرار.
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن مسار المواجهة العسكرية ليس حلا للمشكلة بين أذربيجان وأرمينيا، ودعا كلا البلدين إلى ضبط النفس وإيقاف المعارك بينهما فورا.
وقالت تركيا إنها تجري محادثات مع أعضاء مجموعة مينسك التي تقوم بدور الوساطة بين أرمينيا وأذربيجان، وتتشارك رئاستها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وزارة الدفاع تصدر “التحذير الأخير”
وكانت مجموعة مينسك -وهي تابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا- قد نجحت في التوسط بين أذربيجان وأرمينيا لتوقعا اتفاقا لوقف إطلاق النار في العام 1994 في الإقليم المتنازع عليه، غير أن الاشتباكات وقعت منذ ذلك الحين بشكل متقطع.
كما طالبت الأمم المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بوقف فوري لإطلاق النار في الإقليم المتنازع عليه، وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوتر الحالي مع نظيره الأرمني، داعيا إلى “وضع حد للأعمال العدائية”.
وطالب حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) أرمينيا وأذربيجان بالوقف الفوري للأعمال العدائية التي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، وأكد جيمس أباتوراي الممثل الخاص للأمين العام للحلف في القوقاز ووسط آسيا أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، وحث الأطراف على استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع.