لماذا أستعمل بايدن عبارة "إن شاء الله" بمواجهة ترامب؟

أثار استخدام المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن عبارة "إن شاء الله"، كناية عن استحالة كشف المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سجلاته الضريبية، تفاعلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي داخل الولايات المتحدة وخارجها، إذ صدرت ردود فعل كثيرة ومتباينة بين مؤيد ومنتقد لهذا الاستخدام للعبارة العربية.

ففي أولى المناظرات الانتخابية بين بايدن (77 عاما) وترامب (74 عاما)، والتي اتسمت بالفوضى وتبادل السخرية والاتهامات، قال بايدن "متى إن شاء الله؟!"، ساخرا من ترامب عند إجابته عن سؤال لمدير المناظرة الصحفي المخضرم كريس والاس، بشأن حجم أموال الضرائب التي دفعها ترامب، فقال الرئيس إنه سيكشف عن سجلاته الضريبية، ودفعه لملايين الدولارات، وسيطّلع الجميع على ذلك.

وبينما قالت فئة من الناشطين على مواقع التواصل إن لجوء جو بايدن لكلمة "إن شاء الله" كان من أجل السخرية من ترامب، رأت فئة ثانية في توظيف العبارة أمرا تاريخيا، وفئة ثالثة قالت إن استخدام هذه الكلمة العربية ذات الدلالة الإسلامية كان مهينا نوعا ما.

كما تساءل البعض في مواقع التواصل، إذا كان بايدن قال حقا كلمة "إن شاء الله" أو كلمة أخرى قريبة لها، علما بأن كلمة "إن شاء الله" لها مقابل في اللغة الإنجليزية وهو (God willing)، أي إن الأمر الذي سأفعل مشروط بإرادة الرب.

وبرر بعض المغردين الأميركيين استخدام بايدن للكلمة العربية ذات الدلالة الإسلامية بأنه كان يوظفها بطريقة ساخرة في مواجهة خصمه ترامب، والذي رفض في السابق مرارا الكشف عن إقراراته الضريبية، وهو الذي يمتلك ثروة تقدر بمئات الملايين من الدولارات.

وأعاد حساب "فتاة مسلمة" على تويتر نشر فيديو لجزء من المناظرة يقول فيه بايدن عبارة "إن شاء الله"، وعلق الحساب بالقول "كلمة إن شاء الله تستعمل في سياق ساخر، لمواجهة الناس الذين يريدون تأجيل الآجال والقرارات".

وقال كاظم الوائلي، الذي يعرّف نفسه في تويتر بأنه المستشار السابق للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، "منذ حرب الخليج الثانية إلى اليوم، دخلت جملة (إن شاء الله) في قاموس اللغة الإنجليزية لتوصيف الشخص الذي لم يفِ بوعوده".

وغرد الكاتب الإعلامي مهدي حسن، "الكل يعلم من أين أتى بايدن بهذه الكلمة التي استعملها، واستطاع توظيفها جيدا وبطريقة ساخرة"، ليرد عليه أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميريلاند -شبلي تلحمي- في تغريدة أيضا بالقول "سمعتها عدة مرات من أناس يعملون لفائدة الحكومة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، وهي تنطبق على سلوك حكام عرب يردون بعبارة إن شاء الله عندما يسألهم مسؤولون أميركيون عن أشياء يمكنهم أو لا يمكنهم فعلها، فيجيبون بهذه الكلمة لتتوقف الأمور عند هذا الحد".

بالمقابل، رأى البعض أن استخدام بايدن لكلمة "إن شاء الله" كان مُهينا نوعا ما، لأن الكلمة تعبر عن الإيمان الراسخ لدى المسلمين بأنه لا شيء يحدث دون إرادة الله.

وقال تامر الغوباشي، وهو مراسل سابق لصحيفتي "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) و"واشنطن بوست" (The Washington Post) بمنطقة الشرق الأوسط "إذا سألتني، فإنني أقول إن استخدام بايدن لكلمة (إن شاء الله) كان نوعا ما استعمالا استعماريا ومهينا".

وعلق رئيس منظمة "مسلمون ضد معاداة السامية" -غانم نسيبة- بأن "بايدن استخدم كلمة (إن شاء الله) وهو يعني لا.. لن يحدث، وهو ما يُظهر عمق كراهيته للعرب ورهابه من المسلمين. هذا الرجل غير مناسب للمنصب"، في إشارة لرئاسة الولايات المتحدة.