لن يخدم أي من المرشحين الاثنين في انتخابات الرئاسة الأمريكية مصالح الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب نتائج استطلاع للرأي في المنطقة.
هذا ما خلص إليه بشكل عام حوالي نصف من أجابوا على أسئلة الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "يو غوف" بالاشتراك مع صحيفة "عرب نيوز" ذات الملكية السعودية.
ويرى 40 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أن جو بايدن سيكون أفضل للمنطقة، بينما فضّل 12 دونالد ترامب.
وأجري الاستطلاع الشهر الماضي عبر الإنترنت في 18 بلدا، تحت عنوان "ماذا يريد العرب؟".
إقرأ أيضاً :
تأكد غياب رونالدو عن مواجهة برشلونة
"فتحي بن لزرق" يعلق على إعلان الحوثي القبض على قتلة "حسن زيد"
فورد تتحضر لإطلاق نموذج رباعي الدفع EcoSport الاقتصادية
وشارك في الاستطلاع أكثر من ثلاثة آلاف شخص بقليل. ولم يحظ المرشح الديمقراطي بايدن ولا الجمهوري ترامب بشعبية لدى أغلبية المشاركين.
لكن بايدن خرج من الاستطلاع بوضع أفضل، وهو ما يرجع جزئيا إلى قرار ترامب في ديسمبر/ كانون الأول 2017 نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس، الذي عارضه 89 في المئة من المشاركين.
وكان وضع ترامب أفضل قليلا في اليمن والعراق، حيث أيدت الأغلبية موقفه الحازم من إيران، بما في ذلك العقوبات التي أعاد فرضها على ذلك البلد.
ترامب أم بايدن: كيف تتأثر ملامح السيسة الأمريكية بنتائج انتخابات الرئاسة؟ خمسة صدامات بين ترامب وبايدن في المناظرة الرئاسية الأخيرة
موقف جديد
وبالإشارة إلى السنوات الثماني التي قضاها بايدن في البيت الأبيض، نائبا للرئيس باراك أوباما (2009-2017)، سُئل المشاركون في الاستطلاع عن رأيهم في تلك الإدارة.
ولم يكن المشاركون في الاستطلاع متحمسين، حيث قالوا إنهم يعتقدون أن أوباما ترك المنطقة في حال أسوأ، وأنهم يأملون أن ينأى بايدن بنفسه عن سياسة رئيسه السابق في حال انتخابه.
وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من عدم وجود مؤشرات على حدوث تدخل في الاستطلاع، إلا أن الشريك فيه هو صحيفة "عرب نيوز" التي تتخذ من الرياض مقرا، حيث تعمل وفقا للسياسة التحريرية التي تقرها الحكومة السعودية.
والسعودية هي الخصم الإقليمي لإيران، ولم تغفر القيادة السعودية حتى الآن لأوباما توقيع الاتفاق النووي مع طهران في عام 2015.
وانسحب ترامب لاحقا من الاتفاق، الذي كان قد حرر مليارات الدولارات الإيرانية من حسابات مصرفية مجمدة مقابل تفتيش أكثر صرامة للمنشآت النووية.
ويرى منتقدو الاتفاق، وبينهم الحكومة السعودية، أن إيران لم تستخدم الأموال لتحسين مستوى المعيشة في البلاد، وإنما استولت مؤسستها الأمنية القوية على الجزء الأكبر منها لتمويل برامج صواريخ باليستية وعمليات سرية خاصة في الخليج وسياسة توسع عدوانية في الشرق الأوسط.
وربما من المفاجئ في نتائج الاستطلاع رغبة الفلسطينيين المشاركين في أن تلعب الولايات المتحدة دورا أكبر في التوصل إلى اتفاق سلام.
فقد أُجري الاستطلاع بعد فترة وجيزة من قرار دولة الإمارات، الذي فاجئ كثيرين، تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
أولويات
وكانت سياسة الهجرة الأمريكية أحد موضوعات الاستطلاع، حيث عبّر 75 في المئة من المشاركين عن أملهم بأن تُسهّل الإدارة القادمة على المواطنين العرب زيارة الولايات المتحدة.
وفي الآونة الأخيرة، أفادت تقارير بأن نسبة كبيرة من الشباب العربي ترغب في الهجرة من المنطقة، خصوصا من لبنان، حيث أدى الفساد والانهيار الاقتصادي إلى تفشي اليأس في أوساط الكثيرين.
ورأى 24 في المئة من المشاركين أن مواجهة التطرف الإسلامي مسألة ملحة يجب أن تحظى بأولوية مقارنة بـ44 في المئة رأوا أن حل النزاع العربي الإسرائيلي أهم، في حين رأى 37 في المئة أن مواجهة فيروس كورونا هي الأولوية الأكبر.
وبدورها حظيت قضايا سوء الإدارة الاقتصادية وسوء الحكم، التي ساهمت في اندلاع أحداث الربيع العربي عام 2011، باهتمام المشاركين.