لو تكلم جمال الروح لقال أنا هنا "في قلب المرأة العدنية"
عشرة ايام تختصر سنوات وعقود من معاناة هذا المجتمع ، و الشعب اليمني عموماً ، القصة التي يجتمع فيها الحب والحزن والضحك والشجن في قالب واحد لتحكي واحدة من قصص الألم والحب التي تحدث يومياً في كل مدينة وقرية يمنية وعلى اوجه واشكال مختلفة. الملهاة والتراجيديا إحدى سمات هذا العمل الأكثر من رائع ، قليلة هي الأعمال الفنية والأدبية التي تتمكن من تلخيص الواقع بتفاصيله ،ومن جوانبه وافرعه المختلفة، ونادرة هي الاعمال الفنية التي تستهوي إليها المعجبين وتجذب الناس إليها وتصبح حديث الساعة.. وأنت تشاهد عشرة أيام قبل الزفة تشعر وكأنك تستنشق البخور العدني المنبعث من بيت أم مأمون،وتتذوق الزربيان بنكهته الفريدة من يد أم مشتاق،تلامس الحياة في عدن بحلوها ومرها، تعايش واقع هذا المجتمع الذي لا شيخ فيه الا الشيخ عثمان، وتشعر بزهو وانت تشاهد هذه المدينة الجميلة رغم كمية الدمار والأسى الذي حل يوما ما في ارجائها، ولكنها تصر على البقاء كما عرفها كل من زارها،شواطئها عروسة، وترابها هريسة، ترقد بين الجبل والبحر.. - ثمانتعشر الف بترول لمشتاق * حتى البترول سجلته عليا يانجس ههههههه وأنا اتابع مشاهد الفيلم،كان عبدالله احمد العديني حاضرا معي في كل لحظة، من الطبيعي ان يخطر هذا الرجل في بال كل من يشاهد الفيلم ويكتشف كمية الإرهاب الفكري الذي يمارسه واتباعه على المجتمع. كان من المقرر ان يعرض الفيلم في قلعة القاهرة قبل عام تقريبا،ليصعد عبدالله العديني إلى منبره مرتديا عمامته المليئة بكم هائل من فكر التطرف . سمعته يقول "فيلم يتحدث عن عشرة ايام قبل الزفة،ماذا قبل الزفة وماذا ستكون مشاهده" والكثير من التحريض والتحذير مما ادى الى عدم عرض الفيلم. العديني لم يشاهد الفيلم ربما،ولكن من عنوان الفيلم ظن ان مشاهده ستحكي وتعرض ما يمكن ان يحدث بعد الزفة ،اعتقد انه يفكر بهذه الطريقة، في العقل الجمعي السابق الغالبية يظنون ان كل ما يعرض في السينما مجرد مشاهد تمس حياء المجتمع، وكل الافلام تحاكي ذات الجوانب التي تتعارض مع فطرة المجتمع.. ايضا ربما ان العديني صعد المنبر وافشل عرض الفيلم ومارس ارهابه الفكري منطلقا من خصومة مع مدير مكتب الثقافة في تعز عبدالخالق سيف، ليستخدم الدين والمنبر للنيل من خصومه ولا بأس بالكثير من الكذب والتدليس وحتى الفتاوى التي قد تبيح دماء القائمين على الحفل آنذاك . كانت الدراما قبل قرون عبارة عن أدب يُقرأ على المسرح،وكانت روما هي قبلة هذا الفن ،ولو كان العديني بينهم آنذاك لأمر اتباعه ومريديه بجز رأس الكاتب بلاوتوس وتحويل المسرح الروماني الى باحة ومنبر لبث سموم التطرف وتعقيد الحياة المجتمعية لتكون كما تشاء منهجيته.. أدلوك بدلوي من جيز خلق الله وتحية وقبلة لعدن الجميلة التي ستبقى كما عهدها اهلها وزوارها ومحبوها .. همسها دانة ودان، لامكان فيها للقراصنة والحيتان، ولاصوت يعلو فوق صوت البلابل على الأغصان