تنوعت علاقاتنا الاجتماعية بشكل عميق، وصارت العلاقات الافتراضية سواءً كانت صداقة عمل أو صداقة عادية أو حتى اتفاق فكري وتشارك في الاهتمامات، صارت جزءًا مهماً من واقعنا. وفي مجتمعنا النسائي الواقعي - بشكله العام- الغربي والشرقي معا، الاختلاف يكمن فقط في الفروقات الدينيه والفكرية وسلوكنا الاجتماعي، ولكن النساء على هذا الكوكب يمتلكن نفس الخواص والسيكولوجية ويتشابهن في ذلك مهما اختلف بيئاتهن. ولكي نتعمق في فهم هذا المجتمع النسوي وسلوكه؛ نحتاج لسنين طويلة في دراسات معمقة لنصل إلى فهم واضح لكيفية طريقة تفكير النساء وسلوكهن. إذ نعيش نحن النساء في تناقض عجيب مع بنات جنسنا فالتطرف في الخلاف، والتطرف في الاتفاق سمة معروفة عن العلاقات النسائية، الأمر ليس صعباً كما تعتقد فقد تدور كل هذه الخلافات والحروب بشكل صامت بين صديقتين، وكلاهما تبتسم للأخرى. نعيش نحن النساء في أجساد تحكمها هرمونات وتقلبات مزاجية، وعواطف متنوعة، وضغوطات الحياة تكمل الباقي. المثير في الأمر أن أغلب النساء ممن سقطت حقوقهن - جميع أنواع الحقوق دون استثناء- بفعل الرجال، كانت خلف كل تلك الجرائم نساء !، إما أمهات فضلن الذكور على الأناث، مثل أم وافقت أن يسقط حق التعليم عن طفلتها لأنها لم تتعلم ولا فائدة من التعليم طالما والزواج هو خيارها الوحيد بالحياة، أو أم وافقت على أن تحرم بناتها الاناث من أرثهن لأجل الذكور، أو أم أسقطت حق بنتها في القصاص بعد أن قُتلت غدرا على يد أبنها المجرم .. وكذلك النساء في معترك الحياة يسقطن حقوق بعضهن بأنانية مقيتة وقد يكون السبب لأنها حرمت من شيء فقررت أن تحرم الأخريات ولديها مبراتها كالحرام والحلال والأفضلية...الخ. ربما الرجال كانوا وسيلة ناجحة لصنع تلك الهزائم التي ألحقتها النساء ببعضهن"عن طريقهم". وأغلب القصص على مر التاريخ تحكي سناريوهات مختلفة لنفس السقوط. الملفت في الأمر؛ أن ساحات العالم ملأت بالرجل؛ باعتبارة الأقدر والأكمل والأذكى وربما الأقوى... فمن صنع هذه الفكرة، ومن برمجها، وجعل العالم يدور في محور وهمي مليء بالأكاذيب.. هذا العالم يضج بأقوى النساء، هن الأذكى والأنجح والأكثر قدرة والأكثر مهارة بإمكانات لاتقل عن الرجل ، بل وتغلب وتغير الموازين. لكن الحقيقة المفرطة أن النساء هن من يخذلن بعضهن، هن من تقبل إحداهن على الأخرى مالا تقبله على نفسها، منهن من ساعدت وحرضت ودمرت وربما صنعت من جيل بأكملة من بنات جنسها ضحايا بالتوراث. صديقتي الافتراضية جمانة جميلة بسيطة وذكية وعفوية، قالت في لحظات ما إنها تعذر المتحولات إلى ذكور ، من بشاعة مايحصل في المجتمعات النسائية من هوجائية وعدائية، قد تصل لتصنف بعنصرية واستفزازية. السلام لكل النساء المتصالحات مع أنفسهن، لكل الراقيات والمضحيات والواعيات والمليئات بالحب والحرية، من صنعن الخير في هذا الكون...لكل من صنعت شيئاً لكي تنجح به أخرى، من أمسكت بيد أخرى لتنجو، لكل من رفضت أن يسقط حق أو أن تُظلم أخرى. لكل النساء أمهات الفضائل..