الأحد ، ٢٥ اكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:٥٨ مساءً
مشاركة

مثل شعبي متداول في بلاد الصبيحة  وبلهجتها الدارجة ((اضوى امكذب وامبوار))ويقال هذا المثل  حين ينكشف امرما او ينكشف أمر شخص او يفتضح  ما كان يكذب به أو وعد كان يتعهد  بتحقيقه أو هدف أو مصلحة ما لشخص أو لجماعة لم يفي بها ، حينها يقال له اضوى امكذب وامبوار عليك و ها انت مفضوح أمام الملأ  بكذبك وشطحك ومواعيدك التي لم تنفذ. 

هذا المثل الشعبي كان سببا في تعرض ناقد لاذع  للحبس في سجون الرفاق  في حقبة حكم الرفاق فكان هذا الرجل  ذو فراسة وذكاء ولديه أسلوبه  اللاذع في نقد الأوضاع بصورة ساخرة.

فبرنامج --أضواء -- واعتقد تابعه الكثيرون في السبعينات والثمانينيات من اذاعة عدن   فالبرنامج كان  يذاع  كل صباح من اذاعة عدن وكما اذكر كان يسلط الضوء على تلميع نظام الرفاق آنذاك و يبرز بعض انحازاتهم.

 وصاحبنا ابن البلاد لفهمه للأمور  وفق سطحيته وصليقتة البريئة  كان يعتقد بأن (أضواء) هي تحمل نفس الكلمة الدارجة ..(اضوى) والذي تعني اصبح او بان الصبح او بدا الصباح.

المهم تم منع تهريب بعض المواد الغذائية بين الشمال والجنوب آنذاك وصاحبنا الصبيحي الناقد اللاذع  حصل انه وذات صباح  لم يحصل على عادته في شرب كوب الشاهي الصباحي لعدم توفر مادة السكر  فتزامن خروجه من منزله ومن دون شرب كوبة المعتاد من الشاي  بالمنطقة وفق قرار منع التهريب ففي أثناء مروره بأحد المباني الحكومية  كانت مصادفة مرورة بسماع صوت اذاعي من احد الاسطح  بصوت البرنامح المعتاد اضوااااااااااااء فلم يتمالك الرجل نفسه للرد عن صوت الإذاعة و بطبيعته الناقدة  الساخرة اضوى امكذب وامبوار  ولاكتلي بكر فوق مجمر

بمعنى لم يتم إعداد الشاهي  ومعنى حديثه ( ولاكتلي فوق مجمر )الطريقة التقليدية لإعداد الشاي حينها وهو تسخين الماء في ابريق يسموه كتلي والمجمر هو ثلاث من الحجار الصغيرة تضع بشكل دائري ليحترق  تحتها القش لإنضاج الشاي. 

طبعا كان النظام في ذلك الآن يقصقص الحديد كما يقولوا وعسس النظام منتشره بكل ركن وحي وشارع ووادي تترصد لمن يهفوا بفم شفة  أو ينقد أو يحرض ضد النظام فأحد عسسهم  سمع ذلك الرد  من قبل ناقدنا الساخر وكأنهم فهموا من  قوله ذلك   انتقاده للنظام وان  برامجكم وأحاديثكم بالإذاعة  لن تجدي نفعا طالما لم يجد المواطن حاجته وتسليط الضوء على انجازاتكم ماهي الا  بيع وهم ليس الا!

لم تبرح ساعات الا وصاحبنا بداخل السجن  بتهم انتقاد إعلام النظام وتهجمه على اذاعة عدن وبرامجها  وتحريضه وتحقيره للسياسة الاقتصادية حينها بتهمة التخابر مع جهات تتربص بامن واستقرار البلد وانتهاك سيادتها وتهم كثيرة الصقوها  بناقدنا وهو لايتعدى قوله مافي شاهي وانتم تبيعوا الوهم للناس بانجازاتكم بالإذاعة.

ما أشبه الأيام بتلك!

دوشة أعلام وأماني ووهم وتهريج اصنجوا العالم وشن حروب وما نتج منها من مأسي واعادة  انتاج العداوات والبغضاء وتمزيق النسيج الاجتماعي ناهيك عن الخسائر الاقتصادية وكلة بسبب بيع وهم  على البسطاء ووعود باستعادة دولة الجنوب بقراطيسها وبمرافعها ومزاميرها  واعلامها وكراتينها وبالاخير  طلع الهدف  لاجنوب ولا يحزنون أربع وزارات ومشاركة الحكومة الشرعية والتخلي عن القضية.

طيب لما كل هذا الدمار والخراب والخسائر وسفك الدماء وازهاق ارواح و وتهديم بنى تحتية وانتم بالفعل قد حققتوا هذا الهدف المشاركة في الحكومة  في وقت مبكر وبلا ادنى خسارة. 

هذه الحكومة  ذاتها  الذي تريدوا المشاركة فيها اليوم  بعد أن الحقتوا الدمار والخراب وتشريد الآلاف وبعد ان خلفت الحرب  عشرات الارامل والايتام  وناحت الأمهات وبعد أن مزقتوا النسيج الاجتماعي وشردتوا كثير من الأسر والعوائل ناهيك عن تعرض الكثير للتنكيل والسجون  بعد كل هذا هاكم اليوم تبذلوا الغالي للمشاركة فيها  والتعهد للعمل تحت إدارتها والقسم الدستوري  تحت رايتها وأمام رئيسها  لكن بعد ايش!!

لن يكذب صاحب البلاد  

ها أنتم تكرروا  نفس  المأساة وتجددوا بيع الوهم الشبيه ببرنامج أضواء ها أنتم تنعقوا وتبيعوا الوهم  لشعبكم  وتتعهدوا بتحقيق امله في استعادة دولته والأكثر من كل ذلك فوضكم وانفردتوا بتمثيل الجنوب دون غيركم وتنكرتوا لكل من شارك معكم في النضال السلمي أو الحربي بل وصل الأمر  لتخوين ممن هم اكثر نضالا منكم واتهمتواو الكثير منهم او من اختلف معكم  بالخيانة    وها انتم لم تحققوا شيئا من تعهداتكم لشعبكم  بل انكشفتوا على حقيقة أمركم وتحقيق مصالحكم الشخصية تمثلت عارية اليوم بالمشاركة في الركض بما اوتيتوا للمشاركة في سلطة وحكومة كنتم   تصفوها بالارهابيه والخيانة لحد امس وبعض اليوم.

الآن وبعد كل ما حصل  وبعد انقشاع كل شئ مازال بيع الوهم مستمرآ لحد اللحظة فمن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي  والمواقع الاخبارية  التابعة لكم  فيجدها تعج بالتسريبات وبنفس نمط بيع الوهم.

نمط الكذب واقناع العامة باستمراركم بتحقيق ما يريدوا والادهى من كل ذلك ذهبت وسائل اعلامكم بالترويج باكاذيب ونشر انتصارات سياسية لصالح فصيلكم فيما انتم لم تحققوا سوى مصالحكم الشخصية وتمثل ببذل مساعيكم في  المشاركة في الحكومة.

لما كل ذلك ألم تكن لديكم نخوة الانتماء فماذا حصدتوا من نتائج مااقترفتوه بحق رفاق نضالك او ماافتعلتوا بابناء جلدتكم او  ماتسببتوا فيه من  اثارة أزمات وشن حروب وطرد حكومة وضعاف رئيس إمام من يتربص باذلاله لتحقيق تنازلات ربما كانت ستمس سيادة البلد واجتزاز أراضيها ومنافعها ومنافذها.

ماذا أنتم إذن فاعلوه بعد كل هذا؟!

وبعد أن انقشعت مآربكم واهدافكم البعيدة عن تطلعات شعبكم هل ستتوقفوا  من ممارسة الابتزاز بالإنابة على رئيسكم وحكومتة واستمرار اذلالهم لاضعاف حجتهم  وخفت  صوت كلمتهم؟!!

أو ستستمروا ببيع الوهم لاهلكم وناسكم وشعبكم وممن وثق فيكم وفوضكم لتحقيق مطالبه.؟!!

ام انكم ستستمرون في جني مصالحكم وتحقيق أهدافهم الخاصة فيما شعبكم ينتظر منكم مافوضكم فية؟!!

لم يعد شئ بخافي على أحد  فكل شئ بان واضوى امكذب وامبوار!!

 فلم يعد لكم سوى تلك الحقائب الوزاريه فقط ولاغيرها وحسكم تفكروا بأن تلك الحقائب هي ملكية خاصة بكم ..لا   بل هذه الحقائب هي مسئولية تنفيذية ستقسموا اليمين الدستورية على القيام بها وفق النظام والقانون وتحت منظومة حكومية يشرف عليها رئيس البلاد ورئيس الحكومة والبرلمان وستشاركوا  تلك المنظومة بكل تشكيلاتها السياسية وستمارسوا مهامكم فيها وفق  الدستور اليمني.

احمد عبدالقادرالبصيلي

25اكتوبر

عشرين عشرين