قبل فترة تكلم شيخ سلفي في اليمن عن لباس المرأة، وضرورة أن تكون العباءة ’’فضفاضة وغير مخصرة’’، وتحدث عن ’’حرمة الاختلاط’’ بين طالبات وطلبة الجامعة، و’’حرمة إظهار الزينة إلا للمحرم’’، و’’حرمة المكياج’’.
انهالت على هذا الشيخ هجمات لا تنقطع من ’’حداثويين’’ شنعوا عليه تدخله في ’’الحرية الشخصية للمرأة’’، وتصاعد الهجوم عبر التاريخ إلى أن وصل للشيخ محمد بن عبدالوهاب، وصعوداً إلى ابن تيمية. وتم التشنيع على فقهاء ’’الحيض والنفاس’’ والانغلاق الذي تعانيه ’’السلفية الرجعية’’.
البارحة نشرت خبراً أن الحوثيين أصدروا تعميماً يشمل كل ما قاله الشيخ السلفي الذي جلده الأصدقاء الحداثويون قبل سنوات...
كل ما قاله وبشكل حرفي.
تعمدت ألا أعلق في المنشور على الخبر، وتركته خبراً مجرداً، لأرى ردود أصدقائي المعنيين.
كانت المفاجأة أن هؤلاء الأصدقاء ظهرت عليهم علامات التقوى و ’’الحرص على تعاليم الدين’’، حيث هاجموا دعوات ’’عملاء الغرب’’ للتبرج وإفساد بنات اليمن!
تصوروا أن الذين شنعوا على الشيخ السلفي هم من دافعوا عن قرار الحوثي الذي صوروه بأنه هو من يصون حشمة بنات اليمن والحامي لأخلاق وعفة اليمنيات، مع أن الحوثيين سجنوا بنات من أسر يمنية شريفة في فلة معروفة في صنعاء، لا لشيء إلا لابتزاز أهلهن، لدفع مبالغ مالية، حسب التقارير الدولية.
أنا هنا لا أناقش محتوى الفتوى والتعميم، ولست فقيها لأفتي، ولكني أشير إلى ظاهرة برزت بشكل لافت في السنوات الأخيرة.
مشكلتنا اليوم أننا لم نعد نقيّم الأفكار والآراء والفتاوى والأفعال لذاتها هي، ولكننا نقيمها حسب ميولنا السياسية والمذهبية والطائفية في أحيان كثيرة.
فالسلفي الذي يدعو لـ’’العباءة الفضفاضة’’ رجعي متخلف والحوثي الذي يمنع ’’العباءة ’’المخصّرة’’ مؤمن يحافظ على تعاليم الإسلام ويصون أعراض اليمنيات’’!
ولله في خلقه شؤون!