”اليمنيون” وقشة ”البيت البيضاوي”

أحمد الشميري
الاثنين ، ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠١:١٦ صباحاً
مشاركة

تتسابق قيادات وأحزاب ومكونات سياسية يمنية على تهنئة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن على أمل أن تحظى بنصيب الأسد في تحقيق أهدافها ودعمها في فرض نفسها كلاً على هواه فهناك من يبحث عن التشرذم والتفكك وهناك من يبحث عن دعم حزبه ليكون هو الديكتاتور فيما تأمل الحكومة في الوصول إلى تحقيق الهدف الكبير والمنشود والمتمثل في استعادة الدولة.

لم يستوعب اليمنيون الدرس منذ حكم أوباما إذ ظلوا يأملون أن يقف إلى جانبهم لمنع الانقلاب فيما كانت الدولة بكل أجهزتها واسلحتها تحت سلطتهم وأكتفى هو بممارسة مزيداً من الضغوطات على الحكومات الشرعية للرضوخ للحوثي بل مول إيران على تنفيذ مخططاتها التخريبية والإرهابية ومثله ترامب الذي هلل الكثير حين صعد لسدة الحكم وكان القادة يحلمون أن يزفهم زفاً بأجسادهم المنتفخة من الفنادق وعواصم الدول إلى صنعاء ليجلسهم على الكرسي دون تضحية.

لكن ترامب أكتفى بتوزيع وعوداً غير قابلة للصرف منها أنه يخطط لتصنيف الحوثي كجماعة إرهابية لكنه وجه ادارته للاتصال بشكل سري مع مليشيا الحوثي وعقد صفقات لإطلاق عدد من الأمريكيين ولسان حاله يقول إلى الجحيم يا أغبياء.

الدبلوماسية اليمنية بررت عدم تحرك إدارة ترامب لردع وكلاء إيران في اليمن أو تصنيفهم كجماعة إرهابية إلى خوف ساسة واشنطن من إغلاق نافذة السلام التي هي بالأصل مؤصدة ولم نلمس حتى بصيص أمل للوصول إلى حقن الدماء ولو بعد 10 أعوام سوى مزيداً من الموت والتجاهل الدولي والأممي لمعاناتنا بل وتحويلنا إلى مصدر تمويل للمنظمات الأممية وأرضية خصبة لتجارة السلاح.

اليوم وبعد فوز بايدن وخطابه الذي أظهر حرصاً على العدالة والإنسانية والمساواة والسلام وحقوق الإنسان يعلق اليمنيون مجدداً آمالاً عريضة على أمريكا الجديدة في فرض السلام والاستقرار وعودة الدولة ودعم الشعوب في انتزاع حقها القانوني والعادل من القتلة والمجرمين المأجورين الذين باعوا بلادهم للملالي وفكرهم الإرهابي الدموي الذي لا يعترف بالقوانين الإنسانية الدولية وبالقرارات الأممية.

إن الخيار المطروح أمام الشعب اليمني وقيادته في ظل المرحلة الجديدة هو سرعة توحيد الصفوف في ظل الدعم السخي من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية وحسم معركتهم مع أذيال إيران دون النظر أو الانتظار كثيراً خصوصاً وأن الأمريكيين يغيرون الأشخاص لكنهم لا يغيرون السياسة الخارجية العامة المخطط لها منذ فترة طويلة، فالحليف يظل حليفا والعدو يظل عدوا، ومن يقع بينهما يسقط مضرجاً بأحلامه في الهاوية ولن تنجيه قشة البيت البيضاوي.