العطس السياسي

محمد القاضي
السبت ، ١٤ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ١١:٥٤ مساءً
مشاركة

سياسي يمني بارز شغل منصب رفيع في نظام علي صالح كان حارس منزله ضعيف السمع وعندما اقترح عليه أحد زواره تغيره رد عليه بغمزة بالعكس هذا هو المطلوب 

إذا أردت أن تصل إلى تفاصيل مهمة في حياة المسؤولين أياً كان حجمهم فاسهل طريق أن تتعرف على حارس شخصي أو سائق خاص  وعندها ستعرف حكايات وقصص عجيبة وغريبة بعيداً عن الرسميات 

وبالعودة إلى موضوعنا وقبل أن يصبح العطس مصدرًا للحذر والاستنفار بسبب تفشي كورونا وقبل أن تسقط صنعاء واللقاء المشترك في أوج زهوه عطس حارس شخصي لرئيس حزب من الأحزاب المنضوية في إطاره في وجه أمين عام حزب آخر فيما يبدو عن غير قصد إلا أن الأخير كان في تلك الفترة بالذات يتمتع بحساسية مفرظة من كل شيء لشعوره أنه مستهدف وأن حياته في خطر وأن مؤامرة ما تحاك ضده  فكان يعتبر أي حادث يتعرض له أياً كانت اسبابه جزء من هذه المؤامرة وهات يا أفلام.. رصاص راجع محاولة اغتيال.. سوء فهم في نقطة أمنية محاولة اغتيال... عطسة عابرة استهداف له ما بعده...

وكانت هذه العطسة التي قصمت ظهر المشترك مع وجود رصيد كبير من التحسسات والحسابات الشخصية المتراكمة وانتقلت قياداته من العمل المشترك ولو في الظاهر إلى مربع النكاية ببعضها حتى سقطت البلاد ووصلنا إلى ما وصلنا إليه وهكذا هي الكيانات الفارغة البعيدة عن الأهداف والغايات الوطنية السامية تسقطها أسباب تافهة

مشكلتنا الأساسية في النخبة الفاشلة  هذه النخبة التي كانت ترد بلسان واحد في 2011 يروح علي صالح وكل شي يسبر واليوم تقول يروح الحوثي.... وبكرة يروح الانتقالي...وهكذا

نخبة عديمة الرؤية لا تملك مشروع وطني واضح وجامع ومالم تراجع حسابتها وتعترف بأخطائها وتعتذر عن كل هذا الفشل والقتل والدمار الذي تسببت به فسنظل ندور في حلقة مفرغة وننتقل من حرب إلى أخرى تلتهم شبابنا وتدمر مقدراتنا