في مأرب تخرج وأنت لابس للثوب أو المعوز أو البنطلون فلن يلتفت إليك أحد أو يتتبع خطواتك أحد. لن يتم التدقيق في لهجتك أو رقم سيارتك. في مأرب تصلي الجمعة في المسجد وعند الانتهاء من التسليم تمد يدك إلى من بجوارك مصافحا دون النظر إلى شكله أو لبسه، أو إن كان من المستقلين او غير مشاركين في الجيش والمعارك منشغلين بتجارتهم او أعمالهم كثير من الأسر في مأرب قاتل و يقاتل ابناؤها في عدن وأبين أوتعز أو البيضاء أوفي الجوف وصعده ونهم وغيرها. فيعودون من هناك جثثا هامدة وكذالك من أحرار تلك المناطق قاتلوا ويقاتلوا علئ اطراف مأرب اليوم مشاركين أبنائها نيار المعارك ولهيبها وفرحة النصر ولذته ومع ذلك لا يفكر أحد بالانتقام أو مضايقة جاره التعزي أو البيضاني أو العدني أو الصنعاني أو الإبيني أو غيرهم في مأرب يسكن في العمارة الواحدة من مناطق متعددة من اليمن، وكلا له اتجاهه وقناعته ويجمعهم مقيل واحد. ولا يفكر أحدهم في مضايقة الآخر أو الوشاية به. لا تستطيع أن تهين أحدا في مأرب اذا فكرت بذلك بسبب لونه أو منطقته أو لهجته، لأنه سيقف في وجهك العشرات ويمنعوك مرددين كلمة ( عيب عليك استحي على وجهك ) مأرب استقبلت من قبل الفلسطيني والعراقي والصومالي والسوري واستقبلت في الحاضر أثناء الحرب العدني والتعزي واللحجي والصنعاني وغيرهم استقبلتهم وشعار ابنائها (يا رحمتاه كل واحد الله يستر عليه). في مأرب لا تسمع من مجتمعها الفاظ بذيئة أو عنصرية أو ينتقص في حق أحدهم سواء من عدن أو أبين أو تعز أو صنعاء أو من ذمار أو من عمران أو غيرها وما يترتب على ذلك من أفعال وتحريض ومتابعة ضد أبناء تلك المناطق.. لن أبالغ إن قلت لكم أن الذي يحكم الآن في مأرب ويمنع النهب أو الاعتداء على أساس مناطقي أو غيره ليس السلطة الحالية ولا قوتها ولكن الحاكم الفعلي هو أخلاق مجتمعها وأصول نشأوا عليها وهذا هو السر الذي جعل مأرب مقصدا لكل ابناء اليمن في هذه الظروف العصيبة